الكاظمي على رأس سباق حزبي للظفر بتأييد الحراك الشعبي في العراق | | صحيفة العرب

  • 8/5/2020
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد - توقعت مصادر سياسية أن تشهد الأسابيع القليلة المقبلة انطلاق سباق حزبي للظفر بتأييد الحراك الشعبي في العراق، الذي بدأ في أكتوبر من العام الماضي، ويواصل بعض أطرافه الإمساك بساحات التظاهرة حتى الآن. وتشير التوقعات إلى أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي سيكون رأس الحربة في هذا السباق، نظرا لصلته المباشرة به، إذ توصف حكومته بأنها نتيجة لتظاهرات أكتوبر، التي لولاها لما أمكن للعراق التخلص من “طبقة الديناصورات” التي أمسكت بمقاليد السلطة على مدى أعوام. وفسح الكاظمي في مكتبه مجالا واسعا لنشطاء فاعلين في حراك أكتوبر كي يشغلوا مواقع استشارية، من بينهم كاظم السهلاني ومهند نعيم. كما عيّن الكاظمي القاضي رائد جوحي، الذي طرحه نشطاء في ساحة التحرير فيما مضى، مرشحا لمنصب رئيس الوزراء، مديرا لمكتبه. ويقول مراقبون إن هذه الخطوات تعكس اهتمام الكاظمي بالتواصل مع ساحات الاعتصام المستمرة في حراكها الاحتجاجي ببغداد والنجف وكربلاء والناصرية وغيرها من المدن العراقية، تمهيدا لما يمكن أن يكون تحالفا بين الطرفين خلال الانتخابات المبكرة الصيف القادم. وتقدم هذه الصورة تفسيرا لمساعي حلفاء إيران من أجل اختراق ساحات الاحتجاج خلال الآونة الأخيرة، إذ يخشى هؤلاء أن تتحول هذه الأماكن إلى تنسيقيات انتخابية، بعدما كشفت عن فاعلية كبيرة عندما عملت كتنسيقيات للتظاهرات. ويقول نشطاء إن ممثلين عن أحزاب وميليشيات موالية لإيران، يحرصون على نصب خيام في مختلف ساحات الاحتجاج، تحت عناوين مختلفة، بهدف كسب ما يمكن كسبه من المحتجين، ومراقبة النشاطات السياسية للمنافسين. لذلك، فإن وسائل الإعلام التي تملكها أطراف موالية لإيران، تبنت مؤخرا حملات واسعة للدفاع عن حقوق النشطاء في مواجهة القوات الحكومية داخل ساحات الاحتجاج والاعتصام، وهي مفارقة مثيرة للسخرية في أوساط المراقبين، إذ أن هذه الوسائل الإعلامية نفسها كانت تتجاهل انتهاكات الحكومة المستقيلة بقيادة عادل عبدالمهدي ضد المحتجين، برغم حجمها الكبير وبشاعتها، بدلالة أنها خلفت قرابة 700 قتيل ونحو 20 ألف جريح. لكن أتباع إيران ليسوا هم الطرف الوحيد الذي يراقب مسار الاحتجاجات، بانتظار الاستفادة من زخمها خلال الانتخابات المقبلة. ويقول نشطاء إن أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر حريصون على خيامهم ومواقعهم في ساحات الاحتجاج، برغم وقوفهم ضد الحراك الشعبي في مرات عديدة، خلال الشهور الماضية. ويتميز الصدر عن القوى السياسية الأخرى بالخبرة في التفاهم مع قادة الحراك المدني في العراق، إذ سبق أن شكل معهم تحالف سائرون الذي فاز بالمركز الأول في الانتخابات النيابية العام 2018. وتعالت أصوات عديدة حينها، بأن الصدر هو الرابح من هذا التحالف، الذي أضاف مقاعد المدنيين والشيوعيين والعلمانيين إلى مقاعد تياره الشعبي، من دون أن تحدث مشاركة حقيقية في القيادة. وبالرغم من النهاية المأساوية لتحالف الصدر مع المدنيين، إلا أن مراقبين لا يستبعدون تكرار المحاولة، نظرا لتقارب هموم جماهير الطرفين. ومن بين القوى التي عدّلت كثيرا في جوهر خطابها السياسي ليتماشى مع الواقع الذي أفرزته مرحلة احتجاجات أكتوبر وما تلاها، هو تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم. وتميز خطاب الحكيم مؤخرا بالتماهي مع خطاب المتظاهرين المطالبين باستعادة الدولة التي تهيمن عليها الميليشيات التابعة لإيران. لكن مجال المناورة أمام الحكيم ضيق للغاية، نظرا لحساسية وضعه السياسي، وتشابك علاقاته الداخلية والخارجية، بطريقة ترقى لنموذج جمع الأضداد، ما يحد آفاق خياراته. ويقول مراقبون إن دخول الأحزاب التقليدية بشكلها المعروف على خط الاستفادة من زخم الحراك الشعبي خلال الانتخابات المقبلة، ربما يأتي بنتائج عكسية على الأحزاب والحراك نفسه. وحتى الساعة، لا تكشف اتجاهات الرأي العام عن نوايا جماهيرية للمشاركة الواسعة في الانتخابات. ومن دون مشاركة شعبية واسعة في أيّ اقتراع قادم سيمكن للقوى التقليدية توظيف جماهيرها المرتبطة بها على سبيل الانتفاع، لتقاسم مقاعد البرلمان، كما جرت العادة في الدورات الانتخابية السابقة.

مشاركة :