الشعر يجمعنا.. في بيروت لمحمود درويش

  • 8/6/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الأدب بصور فنونه المتنوعة يحاول أسر التجارب الإنسانية المنفتحة واللامتناهية لثراء التجربة البشرية، ولا شك أن الشعر أحد هذه الفنون التي تحاول التحليق في فضاء الخيال، وربما هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس في وعي الإنسان وفي اللاوعي أيضا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر..تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.واليوم ننشر قصيدة بعنوان "في بيروت" للشاعر الفلسطيني محمود درويش."في بيروت"بيروت: شمس ومطر. بحر أزرق/أخضر وما بين اللونين من قربى ومصاهرة.لكن بيروت لا تشبه نفسها هذه المرة.تنظر إلى صورتها في المرآة، وتسأل:لماذا تريدين أن تشبهي غيرك يا جميلة؟تضع جمالها على موجة قلقة، وتخفيأدوات الزينة في الأدراج. تسرح شعرها بيدين نزقتين وتنتظر، دونأن تعرف ما تنتظر كوردة على قارعةالطريق العام. لكن المناخ مكتظ بأسرارالغيوم القادمة من جهتين: من الصحراءومن البحر.. ولا سيطرة للخيال على فوضىالمفاجآت. تضع خيالها جانبًا، وتسلمنفسها لأغنية تمدح اللامعنى دون أنترقى إلى شرف العبث. بيروت محرومة من نسيان جرحها،ومحرومة من تذكر غدها المتروك لرمية نرد في لعبة بلاقواعد، كتجريبيّة شعر ما بعد الحداثةفي مقاهيها الخالية من الروّاد. لا أحد يربح، والكل خاسر، حتى لو قال صديقيأنسي الحاج: "والرابح يخسر والخاسر يربح". بيروت الحزينة تخدر حزنهابأغنية سابقة عن زمن سابق: عنريف وأرز وبراءة ومبارزة بين عاشقينعلى عروس. فينام الحزن لساعات، لكنالخوف لا ينام. بيروت خائفة على نفسهاومن نفسها، ومما تعدّ لها العاصفةمن معلوم في صورة مجهول!

مشاركة :