الشائعات حول سبب الانفجار انتشرت بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وواتسآب. فما هو التضليل الذي انتشر عبر الإنترنت؟ من الألعاب النارية إلى القنابل النووية أظهرت مقاطع الفيديو المتداولة انفجارات أصغر وتصاعد النيران أولا، ثم أعقبها الانفجار الكبير، الذي تم نشر تغريدات تشير إلى أنه حدث في مصنع للألعاب النارية. بدت مزاعم انفجار الألعاب النارية تفسيرا معقولا لما حدث في ذلك الوقت، لكن تغريدات أخرى انتشرت بشدة أشارت إلى أن الانفجار نجم عن قنبلة نووية وذلك بسبب ظهور سحابة بيضاء تشبه فطر عيش الغراب تشبه تلك الناتجة عن تفجير قنابل نووية. وكانت تغريدة - حذفت لاحقا - قد أشارت إلى أن الانفجار كان "ذريا"، ونشر التغريدة حساب على تويتر يتابعه أكثر من 100 ألف شخص، وحصد الآلاف من المشاركات والإعجابات. وسارع خبراء الأسلحة إلى نشر تقارير تنفي الانفجار الذري، وأشاروا إلى أن الانفجار لو كان ناجما عن مواد نووية لكان قد ظهر وميض أبيض يعمي البصر، وكذلك ارتفاع في الحرارة كانت ستحرق الناس بشدة. كما أن السحب البيضاء التي تشبه عيش الغراب لا تظهر فقط بسبب القنابل النووية. ووفقا للخبراء، فهي نتيجة لضغط الهواء الرطب،الذي يكثف الماء ويكون السحابة. "انفجار قنبلة أو ضربة صاروخية" استمرت الادعاءات التي لا أساس لها في الانتشار، وألقت بمسؤولية الهجوم بـ"القنبلة النووية" على الولايات المتحدة أو إسرائيل أو حزب الله. وتم نشر هذه الإدعاءات على المواقع الإخبارية التابعة لكل طرف. وكذلك نشرتها شخصيات عامة. ودخلت الجماعات المتشددة والمتطرفة على الخط وشاركت نظريات المؤامرة على فيسبوك و4 شان وريديت وتطبيق تليغرام للمراسلة، وفقا لبحث من معهد الحوار الاستراتيجي. ركزت الرسائل بشكل رئيسي على الادعاءات الكاذبة بأن ما حدث كان هجوما إسرائيليا، إما بقنبلة أو ضربة صاروخية على مستودع أسلحة تابع لحزب الله. وقالت كلوي كوليفر، من معهد الحوار الاستراتيجي لبي بي سي نيوز: "رأينا مصادر معروفة لنشر التضليل، منها شبكات جماعات اليمين المتطرف على الإنترنت، تنشر مزاعم لا أساس لها حول طبيعة ودوافع الانفجار". وقد تضمن ذلك نظريات تحاول ربط الانفجار بإسرائيل أو دول أخرى. ورفضت السلطات في لبنان وإسرائيل تلميحات تتهم إسرائيل بالوقوف وراء الحادث. كما بدأ منظرو المؤامرة من جماعات اليمين المتطرف، بما في ذلك أنصار جماعة كيو أنون في الولايات المتحدة، في تبادل ادعاءات كاذبة على فيسبوك حول الانفجار. وهم يشيرون إلى أن الهجوم مرتبط بـ "حرب بين الحكومة والجهاز المصرفي المركزي"، في لبنان. وجماعة كيو أنون تتبع نظرية مؤامرة واسعة النطاق تقول بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشن حربا سرية ضد النخبة الذين يعبدون الشيطان والمعتدين على الأطفال في الحكومة والاقتصاد ووسائل الإعلام، وتزعم أن ترامب وأنصاره يتعرضون لمؤامرة من تدبير ما يسمى "الدولة العميقة". نتنياهو لم يشر إلى موقع الانفجار في عام 2018 تداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي صورا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أثناء خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2018، وزعموا أنه كان يشير إلى موقع انفجار بيروت، الذي وقع يوم الثلاثاء. وبستغل مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي هذه الصور "كدليل" على أن لإسرائيل يدا في التفجير. الصور بالفعل حقيقية ولم يتم التلاعب بها، ولكن تم استخدامها في غير سياقها. في الواقع رفع نتنياهو بالفعل خريطة لبنان لكنه كان يشير إلى منطقة مختلفة تماما في مدينة بيروت، عن المرفأ الذي شهد الانفجار، وزعم نتنياهو أنه موقع أخفى فيه حزب الله أسلحة. يقع موقع الانفجار على بعد عدة كيلومترات شمال "الموقع 1" الذي حدده نتنياهو على الخريطة التي استخدمها. تعليقات ترامب انتشرت الشائعات حول وقوع هجوم محتمل بعد أن وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الحادث بأنه "هجوم رهيب"، وذلك في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض بعد الانفجار. رصد بحث أجراه معهد الحوار الاستراتيجي تعليقات لترامب تم تناقلها ومشاركتها وتحريرها من جانب الجماعات اليمينية المتطرفة على وسائل التواصل الاجتماعي لتشير إلى أن الانفجار كان هجوما إرهابيا أو قنبلة. وزعم أحد المنشورات على تطبيق تليغرام أن ترامب قال إنه "يبدو أنه هجوم إرهابي مروع". لكن ترامب في الواقع قال إنه يبدو وكأنه "هجوم رهيب". وأوضحت كلوي كوليفر أن هناك أيضا "ادعاءات" تستند إلى بيان الرئيس ترامب بشأن الانفجار أشارت إلى أنه" هجوم "، وهو ما منح قوة دافعة طوال 24 ساعة الماضية للجماعات التي تروج لنظرية المؤامرة والمعلومات المضللة، ما يدل على وجود مخاطر لعدم الدقة في استخدام اللغة والتواصل مع الآخرين خلال أوقات الأزمة". تناولت منشورات أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي مزاعم غير صحيحة عن تعليقات الرئيس ترامب وأنها تشير إلى أن الولايات المتحدة حذرت مسبقا من الانفجار. إنه تذكير مهم بأن الأحداث الإخبارية العاجلة هي فترة خصبة لتداول المعلومات المضللة والفرضيات عبر الإنترنت. لذلك يجب أن نفكر قبل أن نتداول أو نشارك المنشورات.
مشاركة :