لا أعتقد أن تنطلي الأساليب الانتخابية على الشعب الكويتي كما لا يمكن للناخب الكويتي أن ينجرف وراء استجوابات لتصفية الحسابات، ومستحيل أن يقتنع المواطن بأن أعضاء مجلس الأمة لا يعرفون ما حصل ويحصل في البلد ولمدة أربع سنوات. أيها النائب، إن كنت تدري فتلك مصيبة، وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم، خصوصا أن هذا المجلس أتم أربع سنوات كانت عاصفة بقضايا الفساد التي تخطت حدود الوطن للعالمية ولسمعة الكويت واقتصادها دون أن يحرك مجلسكم ساكناً أو حتى يتقصى عن تلك القضايا، الأمر الذي يجعل استجواباتكم في نهاية هذه الدورة مجرد تحصيل حاصل، القصد منها دعاية انتخابية لا علاقة لها بالدستور ولا بالمصلحة العامة. الشعب الكويتي الذي قرر المشاركة في انتخابات ٢٠١٦ كان متأملاً أن يحدث تغيير وفقاً لوعود وتعهدات المرشحين، إلا أنه صُدم من أداء من وعدوه، وبدلاً من تنفيذ ما وعدوا به زادوا مأساة الأمة وأحبطوها نتيجة تصرفاتهم، بل ازداد الفساد في عهدهم بصورة مرعبة ومخيفة، كما لم يتجرأ أي منهم في قضايا الرأي والحريات ليصبح المجلس ساحةً للتصفيات والتمثيليات التي زادت الأمر تعقيداً، لذلك لا يمكن لشعب انتظر أربع سنوات لينفذ هذا المجلس أن يستمر، بل تفاجأ بنهاية مدة المجلس باستجوابات ماراثونية هدفها الدعاية الانتخابية. يعني بالعربي المشرمح: لو في شمس كان بدت من أمس، ولأن الأمس محبط ومؤلم ولم يتخلله سوى تمثيليات باهتة فلن ينطلي اليوم أي فعل تقومون به آخر المطاف بعد كل ما حدث من فساد وتشريعات مقيدة للحريات في هذا الحقبة، فلا تخدعوا أنفسكم باستجوابات تعتقدون أنها ستنفض غبار الخداع على الأمة، ولن تحسن صورتكم بعد كل هذه المدة، ولن تخدمكم في الانتخابات القادمة.
مشاركة :