تعرضت قوات النظام السوري لخسائر في «ثلاث جبهات» منفصلة في شمال غربي البلاد ووسطها وجنوبها، إذ أفيد بمقتل 14 من قوات النظام السوري وفصائل مقاتلة خلال محاولة جديدة من الطرف الأول التقدم في ريف اللاذقية.وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بـ«تواصل الاشتباكات بوتيرة عنيفة على محاور حدادة بجبل الأكراد ضمن ريف اللاذقية الشمالي، بين الفصائل ومجموعات مقاتلة من جانب، وقوات النظام والميليشيات الموالية لها من جانب، في محاولة تقدم مستمرة للأخير على مواقع الأول، يقابلها تصدٍّ مستمر من قبل الفصائل، وتترافق الاشتباكات العنيفة مع قصف مكثف عبر قذائف صاروخية ومدفعية» ووثق خسائر بشرية جراء المعارك المتواصلة منذ صباح أمس، «حيث قتل 9 عناصر في قوات النظام والمسلحين الموالين لها، كما قتل 5 مقاتلين من الفصائل». وقال: «عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة، بالإضافة لوجود معلومات عن قتلى آخرين».وقتل 18 عنصراً من قوات النظام والفصائل المقاتلة بينها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) خلال اشتباكات اندلعت الاثنين بين الطرفين في شمال غربي سوريا، رغم سريان وقف لإطلاق النار، حسب «المرصد». وذكر أن اشتباكات دارت في شمال محافظة اللاذقية الساحلية، إثر محاولة قوات النظام التقدم في منطقة جبل الأكراد الخارجة عن سيطرتها، وتصدي مقاتلي الفصائل لها.وأوقعت الاشتباكات 12 قتيلاً من قوات النظام والمجموعات الموالية لها، مقابل ستة من مقاتلي الفصائل، بينهم أربعة من هيئة تحرير الشام، بحسب «المرصد». وتسيطر على منطقة جبل الأكراد الملاصقة لإدلب، فصائل متشددة بينها تنظيم حراس الدين المرتبط بتنظيم القاعدة. وتسيطر هيئة تحرير الشام حالياً مع فصائل معارضة أقل نفوذاً على نحو نصف مساحة إدلب ومحيطها، وأجزاء من أرياف حلب واللاذقية المجاورة. ويسري منذ السادس من مارس (آذار) وقف لإطلاق النار في إدلب ومحيطها أعلنته موسكو الداعمة لدمشق وأنقرة الداعمة للفصائل، وأعقب هجوماً واسعاً شنته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر، دفع بنحو مليون شخص إلى النزوح من منازلهم، وفق الأمم المتحدة.ولا يزال وقف إطلاق النار صامداً إلى حد كبير، رغم خروقات متكررة آخرها قصف روسي الاثنين على بلدة بنش القريبة من مدينة إدلب، أوقع ثلاثة قتلى مدنيين من عائلة واحدة، بحسب «المرصد».ونددت موسكو مجدداً بما وصفت بأنها «استفزازات متكررة من جانب المسلحين في إدلب»، فيما شكك خبراء روس في احتمال توسيع نطاق الضربات الجوية التي وقعت أخيراً، وإطلاق عملية عسكرية واسعة. من جهتها، أفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة بأن «غرفة عمليات الفتح المبين» وجهت أمس «صفعة موجعة للجيش الروسي خلال المعارك الدائرة على محور الحدادة شمال اللاذقية».ونقلت شبكة «إباء» الإخبارية عن مصدر عسكري «تأكيده مقتل ضابط روسي إلى جانب عدة عناصر من قوات النظام خلال محاولتهم التقدم على محوري الحدادة وتل الراقم بريف اللاذقية الشمالي الشرقي».وأضافت الشبكة أن المدفعية «استهدفت بالقذائف مواقع تتحصن فيها ميليشيات محلية تتبع للاحتلال الروسي داخل بلدة كنسبا بريف اللاذقية الشمالي، محققة إصابات مباشرة».وكانت فصائل «الفتح المبين»، أحبطت محاولة تقدم جديدة لقوات النظام على جبل الأكراد في ريف اللاذقية. هجومان وفي وسط البلاد، أفيد أمس بمقتل وجرح عدد من قوات النظام السوري بهجوم شنه مجهولون في وسط البلاد. وأفادت مصادر محلية بأن «مسلحين مجهولين شنوا هجوماً بعد منتصف الليل على حاجز تابع للأمن العسكري في حي جنوب الملعب بمدينة حماة استخدموا خلاله الرشاشات الخفيفة والمتوسطة». وأضافت أن الهجوم أسفر عن مقتل عدد من عناصر النظام بينهم ضابط برتبة ملازم أول وجرح 4 آخرين بينهم حالتان في حالة حرجة. وأوضحت المصادر أن المهاجمين كانوا يستقلون دراجات نارية وتمكنوا من بالفرار باتجاه طريق حلب - دمشق الدولي عقب الهجوم. وأشارت أن المنطقة تشهد استنفاراً أمنياً حيث شنت دوريات الأمن العسكري حملة مداهمات وتفتيش للعديد من المنازل والمحال التجارية في الحي الذي وقع فيه الهجوم. وقالت مصادر إعلامية موالية للنظام إن «هجوماً مباغتاً تعرضت له برشاشات على نقطة عسكرية قوات الدفاع الوطني الرديفة لجيش النظام في قرية جويعد قرب منطقة السعن بريف سلمية الشرقي». في جنوب البلاد، قال «المرصد» بـ«عملية اغتيال طالت عنصرا من قوات النظام، وذلك عبر إطلاق النار عليه من قِبل مسلحين مجهولين بالقرب من منطقة الشياح في درعا البلد بمدينة درعا، أثناء توجهه إلى قطعته العسكرية الواقعة عند الحدود السورية – الأردنية». وبذلك، ترتفع أعداد الهجمات ومحاولات الاغتيال بأشكال وأساليب عدة عبر تفجير عبوات وألغام وآليات مفخخة وإطلاق نار نفذتها خلايا مسلحة خلال الفترة الممتدة من يونيو (حزيران) الماضي إلى أكثر من 605. فيما وصل عدد الذين قتلوا إثر تلك المحاولات خلال الفترة ذاتها إلى 401 شخص.
مشاركة :