سنوات تُعد في دبلوماسيّة البسط والقبض على طريق الملف النووي الايراني الذي لم يتزحزح قيد أنملة مراوحاً في مكانه(!) ويأتي السؤال بديهياً لماذا لا تُصبح الجمهورية الإسلامية الإيرانية دولة نووية، لماذا لا يحق لها ما لا يحق لغيرها (...) في استخدام منتوجها النووي في الاغراض السلمية وتطوير اقتصادها الوطني؟ لماذا يحق لإسرائيل ولا يحق لإيران؟ لماذا يحق لروسيا وأمريكا والهند والصين وباكستان وكوريا الشمالية ولا يحق لإيران: هكذا كان المنطق الايراني يتكرّس دوبلوماسياً على صعيد العالم(!) إن احتمال المخاطر النووية ليس على الدولة المنتجة للمفاعل النووية وإنما يتعدى مخاطرها التدميرية للمنطقة كلها.. فالسياسة الايرانية المرتبطة بتصدير الثورة الاسلامية الايرانية غير موثوقة في تجلي تطلعاتها التوسعية في إمكانية استخدام الطاقة النووية لأغراض عسكرية توسعية ارتباطاً بعقيدة ابعاد الأمبراطورية الفارسية القومية الشوفينية (...) أن دولة تعتمد على مفاهيم روحانيّة في استجلاء مواقفها السياسية خارج وعي التاريخ وفي غيب اللامعقول واللا ممكن في عالم السياسة لا يمكن تركها في انفراد تجلياتها المجنونة في عالم السياسة: أن يكون أو لا يكون هكذا منطق الأقوياء في عالم السياسة في الصواب وخارج ميدان الصواب فالسّياسة في تصويبها وليس في صوابها(!) إن سنوات عشر أو أكثر في سياسة المد والجزر بين الولايات المتحدة الامريكية والجمهورية الاسلامية الايرانية في طول نفس فن ادارة الحوار ما يؤهل الممكن في تفكيك ما هو مستحيل وغير ممكن عملاً في الوصول إلى حالة الممكن المؤقت أو ما هو شبه الممكن المؤقت(!) وهو ما وضع الملف النووي الايراني في حالة ممكن مؤقت(...) إن تفكيك الملف الايراني النووي إلى شبه ممكن وضع الدولتين الايرانية والامريكية في حالة انتصار كل يدعو الى ما توصلتا إليه في حالة مرضية في تعليق الملف النووي الايراني(...) ولقد أصبح اتفاق فيينا حمّال أوجه... يحمل اكثر من وجه وأكثر من تفسير وكانت كفّة عوائد الفائدة في ميول أكثر وأشمل إيرانياً منه أمريكيا وأوروبيًا(!) إن ايران دولة نووية بامتياز أو بغير امتياز من واقع مكانة آفاق امكانياتها المادية والفكرية بالمتاجرة في سوق بيع وشراء اليورانيوم غير المخصّب والمخصب قد يأخذ طريقة بشكل أو بآخر في السوق السوداء عبر اليد الايرانية وخارج اليد الامريكية أو غض طرف العيون الامريكية(...) وكان إنجاز رفع العقوبات الاقتصادية والمالية والبنكية اضافة الى حرية الطيران المدني وفي أخذ ايران مكانتها الكاملة في عضوية المجتمع الدولي وتطبيع العلاقة في هيئة الأمم المتحد ورفع الحظر عن الارصدة النقدية الايرانية بما يزيد على مئات البلايين من الدولارات ورفع الحظر عن شخصيات ايرانية لها اعتباراتها في الحياة السياسية والمالية والاقتصادية(!) إن فصلاً سياسياً له اهميته الايرانية في المنطقة وعلى ظروف اوضاع المنطقة في التقاء المصلحتين السياسيتين الايرانية والامريكية ان كلا الذئبين الأمريكي والايراني لم يهرولا عبثاً وإنما في التقاء المصلحتين السياسيتين الامريكية والايرانية: فالفوضى الخلاقة الامريكية تلتقي في الفوضى الطائفية السنية والشيعية التي ترعاها وتحدب على تأجيج أوارها الطائفية الدولة الايرانية بامتياز(!) وستصبح ايران اللاعب الرئيسي والمؤثر في المنطقة إلا انها ستكون لاعباً سياسياً ضمن السياسة الامريكية وليس خارجها. وفي غالب المستويات السياسية هناك اتفاقات تُدار احداثها في (صفح) كل طرف عنها دون الوقوف عندها وضمن مستويات خطورة أبعادها المستقبلية(!) وقد تنفّست ايران الصعداء بعد رفع الحصار الاقتصادي الذي ضاعف وشدد الازمة التي تمر بها ايران. إن الاتفاق يأخذ ايجابيته الايرانية في تكريس نظام الملالي المقيت والطموحات الايرانية التوسعية في المنطقة وهو ما يُلزم ايران إلزاماً مؤقتاً ويضعها مستقبلاً في ظروف سياسية واقتصادية غير معنية بهذا الاتفاق وفي إيجاد مبررات للخروج منه وعليه(!) ومن يضمن المستقبل، فالمستقبلات لا ضمان لها لا في السياسة ولا في الدبلوماسية وليس هناك ثابت لا في السياسة ولا في الدبلوماسية، وحتى المصالح استقرارها غير ثابت في بقاء الدولة التي تُدير السياسة والدبلوماسية في الثابت والمتغير من المصالح، سيما اذا كانت المصالح تعود للافراد والجماعات والطبقات ولا تعود للشعوب(!). فلا سياسة الولايات المتحدة الامريكية تعود الى مصالح شعبها ولا سياسة الجمهورية الاسلامية الايرانية تعود الى مصالح شعبها(!)
مشاركة :