يتزايد الرهان في الدوري التونسي بين فرق المقدمة على حسم النقاط الثلاث في ما تبقى من لقاءات البطولة وضمان إحدى البطاقات المؤهلة للمسابقات الأفريقية، فيما تكافح أندية القاع لتجنّب المزيد من الهزائم التي قد تفقدها حظوظها في البقاء ضمن دائرة الأضواء. تونس – يشتعل الصراع بين الأندية التونسية في قمة الترتيب لضمان مراتب تمكنها من المشاركة في إحدى المسابقات الأفريقية، فيما تتضاعف الضغوط أكثر على أندية أسفل الترتيب والتي تسعى لإحياء آمالها في البقاء ضمن الدرجة الأولى. وتفتتح منافسات الجولة الـ18 من الدوري التونسي اليوم السبت والتي سيكون فيها الترجي صاحب الصدارة (47 نقطة) أمام مواجهة صعبة خارج أرضه ضد اتحاد بنقردان العنيد على أرضه، فيما يسعى فريق شبيبة القيروان لتجنب خسارة جديدة تعمق جراحه عندما يلاقي الملعب التونسي في ملعب باردو. ويحتل اتحاد بنقردان المركز السابع (24 نقطة) ويقوده المدرب الجديد رمزي جرمود، وسيحاول كبح سرعة فريق باب سويقة لكن مهمته لن تكون سهلة لاسيما أن المنافس لم يتذوق طعم الهزيمة حتى الآن. ورغم اتساع الفارق بين الناديين في سباق الدوري (وصل إلى 23 نقطة) إلا أن محللين رياضيين يؤكدون أن المواجهة ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات نظرا للمستوى اللافت الذي قدمه فريق الجنوب في بداية هذا الموسم. ويأمل اتحاد بنقردان في دعم التعادل الثمين الذي حققه الأحد الماضي أمام النادي البنزرتي خارج قواعده لتحقيق نتيجة إيجابية أمام الترجيين. وسيستعيد فريق الجنوب كافة عناصره أمام الترجي، ما سيمكنه من خوض اللقاء براحة نفسية أكبر. وأكد المصري مصطفى الفرماوي، لاعب نادي اتحاد بنقردان، أنه بدأ يستعيد جاهزيته عقب انضمامه إلى التدريبات الجماعية للفريق بعد أن كان محروما منها بسبب دخوله الحجر الصحي المفروض على القادمين من الخارج. وقال الفرماوي “أنا مستعد للعب مباراة الترجي ولكن تبقى الكلمة الأخيرة للجهاز الفني بقيادة رمزي جرمود”. وأضاف “الأجواء جيدة في الفريق والمدرب الجديد تعرف عليّ خلال التدريبات، لكن ذلك غير كاف ليقف على حقيقة إمكانياتي”. وتابع “حين يختارني لأكون ضمن التشكيلة سأقدم كل ما لديّ لأكسب ثقته، وأتمنى أن آخذ فرصتي كاملة في ما تبقى من عمر الدوري التونسي حتى أساهم مع زملائي في تحقيق نتائج إيجابية”. وفي ظل الإجراءات الصحية الصارمة التي فرضها الاتحاد التونسي لكرة القدم والتي فرضت خوض المباريات دون حضور جماهير، اشتعل الجدل بين الجماهير التونسية بعد إعلان التلفزيون التونسي أنه لن يبث مباريات الترجي في الدوري هذا الأسبوع. وأبدت إدارة الترجي استغرابها من هذا القرار المفاجئ وأعربت في بيان عن مساندتها لجماهير الفريق الغاضبة مطالبة بالإعلان عن سبب عدم إذاعة اللقاء. وناشد فريق باب سويقة إدارة التلفزيون التونسي الرسمي التراجع عن هذا القرار وبث المباراة. وقال الترجي في بيان “من حق جماهير الترجي متابعة مباريات فريقها في ظل الظروف الخاصة التي نمر بها، واللعب دون جمهور بسبب أزمة كورونا”. وختم البيان “نطالب إدارة التلفزيون الوطني بالتراجع عن قرار عدم بث اللقاء وعدم حرمان الجماهير العريضة من متابعة مقابلات فريقها في هذا الظرف الخاص”. وفي لقاء آخر تشتعل فيه المنافسة بين الخبرة والطموح يلتقي الاتحاد المنستيري الثالث (32 نقطة) مع مضيفه هلال الشابة الثامن (21 نقطة). وأكد المدير الفني لفريق هلال الشابة الفرنسي برتران مارشان في تصريح صحافي لإحدى القنوات الإذاعية أن فريقه قادر على التقدم في الترتيب إذ يرتفع نسقه من مباراة إلى أخرى “كما يمتلك لاعبين بإمكانهم الارتقاء نحو الأفضل”. ومن جانبه كشف الأسعد الشابي المدير الفني للاتحاد المنستيري أن نتيجة مباراة الشابة ستكون مهمة في صراعه على المركز الثاني المؤهل لدوري أبطال أفريقيا، لكنه شدّد في الوقت نفسه على صعوبة اللقاء في ظل غياب إيمانويل أغبادو الموقوف مباراتين وزياد مشموم المصاب. ويلتقي الملعب التونسي مع شبيبة القيروان في لقاء يحمل شعار “التدارك”؛ حيث يتطلع فريق باردو، خصوصا بعد هزيمته في الجولة الماضية أمام نجم المتلوي (1-2)، إلى بذل كل ما لديه للتدارك بعد أن تجمّد رصيده عند 27 نقطة في المركز السادس. أما فريق عاصمة الأغالبة فسيكون مطالبا بنتيجة إيجابية بعد خسارته السبت الماضي فوق ميدانه أمام النجم الساحلي (1-3) مما تسبب في انحداره إلى المركز الأخير (12 نقطة). ويدخل نادي حمام الأنف مباراته ضد مستقبل سليمان بقيادة المدرب الجديد شكري الخطوي، بأمل إيقاف سلسلة النتائج السلبية وآخرها الخسارة 0-3 أمام هلال الشابة التي أوقفته عند 13 نقطة في المركز 12. ورغم أن اللقاء سيدور في حمام الأنف إلا أن المهمة لا تبدو سهلة بالنظر إلى ما قدمه مستقبل سليمان ضد الترجي في الجولة الماضية حيث خسر بصعوبة (1-2). ويحتل مستقبل سليمان المركز التاسع برصيد 20 نقطة. وستستكمل هذه المرحلة الأحد بمواجهات متباينة بين فرق المقدمة والقاع، حيث ينتظر أن يكون التنافس على أشده خصوصا بالنسبة للفرق المهددة بالنزول إلى الدرجة الثانية. ويلتقي الصفاقسي الثاني (35 نقطة) مع مضيفه النادي البنزرتي صاحب المركز قبل الأخير (12 نقطة) الذي سيقوده المدرب الجديد قيس اليعقوبي. وسيحرص فريق عاصمة الجنوب، الذي تعثر الأحد الماضي في تطاوين بالتعادل 1-1، على الخروج بنتيجة إيجابية تدعم صراعه على وصافة الترتيب لكن تبقى انتفاضة البنزرتي أمرا واردا.
مشاركة :