على الجبهة الجنوبية لمدينة الحسكة السورية، يستريح جنود وسط طقس حار قبل استئناف القتال ضد تنظيم داعش، فيما يتخذ مقاتلون أكراد في حي قريب من مدرسة نقطة انطلاق لعملياتهم ضد العدو نفسه، التنسيق بين الطرفين واضح، ولو أنه غير معلن. وشن تنظيم داعش هجوماً في 25 يونيو على جنوب المدينة، وتمكن من السيطرة على بضعة أحياء. ومنذ ذلك الوقت تدور معارك ضارية بينه وبين القوات النظامية على جبهة، بينما تتصدى له وحدات حماية الشعب الكردية على جبهة أخرى منفصلة. تنسيق داخل مبنى من طبقة واحدة محاط ببراميل وسواتر ترابية في حي غويران، قال ضابط كبير وهو يتفقد جنوده: لم يعد لتنظيم داعش أي وجود هنا.. بقيت لهم منطقة صغيرة هي مقبرة غويران عند أطراف الحسكة. وأكد الضابط رافضاً الكشف عن هويته، وجود تنسيق مع المقاتلين الأكراد. وقال: ما كان لينجح الحصار على الدواعش لولا الأسلحة التي أعطيناها للأكراد. في الجانب الكردي على بعد نحو ستمئة متر، ينفي المقاتلون أن يكونوا حصلوا على أسلحة من الجيش السوري، علماً أن كل أسلحتهم من صنع روسي وشبيهة بأسلحة الجيش. وقال مقاتل في مدرسة في حي معروف تجمع فيها عناصر وحدات حماية الشعب، إن الأسلحة غنمت من مراكز عسكرية سيطر عليها الأكراد بعد انسحاب القوات النظامية. وعلى الرغم من التهميش الذي كان يشكو منه الأكراد في سوريا قبل بدء النزاع العام 2011، انسحبت القوات النظامية في 2012 من المناطق ذات الغالبية الكردية، ما أوحى بوجود اتفاق ضمني بين الطرفين، ما ساهم في إقامة الإدارة الذاتية الكردية شمال البلاد. وأكد المقاتل الكردي أنه عندما سيلتقي ورفاقه وجهاً لوجه مع قوات النظام لن نقاتلهم. فالعدو الوحيد بالنسبة إلى مقاتلي وحدات حماية الشعب هو داعش. وقال ديدار (18 عاماً): حملت البندقية منذ أن كان عمري 16 سنة. لا أستطيع قبول دخول الدواعش إلى أرضي وأبقى مكتوف الأيدي. طوق ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن تنظيم داعش يحاول حالياً فتح طريق إمداد من الجهة الجنوبية الغربية لمدينة الحسكة لإيصال الإمدادات والذخائر والآليات الثقيلة إلى القسم الجنوبي، حيث بات محاصراً بشكل شبه كامل من قوات النظام والمقاتلين الأكراد. تواصل في فضاء المدينة، تتناوب طائرات الائتلاف الدولي والجيش السوري على التحليق. ويقول مسؤول في وحدات حماية الشعب: هناك تواصل بين النظام وقوات التحالف عبر وسيط كردي من أجل تنسيق طلعات الجو. يتصل أحد الطرفين بالمنسق ليبلغه بأن هناك طلعة جوية قادمة طالباً إخلاء الجو، فيبلغ الوسيط الكردي الطرف الآخر بالأمر. ويضيف: لا يمكن أن تحلّق طائرتان في المجال الجويّ نفسه حتى لا تصطدما.
مشاركة :