انتفض لبنان، أمس السبت، في وجه الفاسدين، وعم غضب شعبي عارم العاصمة اللبنانية بيروت، بعدما خرج الآلاف إلى الشوارع والساحات، وخاض متظاهرون مواجهات مع القوى الأمنية لدى محاولتها التقدم باتجاه مداخل البرلمان، وتمكنت مجموعة من المتظاهرين من اقتحام مقر وزارة الخارجية في محلة الأشرفية في شرقي بيروت، معلنين اتخاذه «مقراً للثورة». وقال المتحدث باسم المجموعة العميد المتقاعد سامي رماح للصحفيين في بيان تلاه: «من مقر وزارة الخارجية الذي اتخذناه مقراً للثورة، نطلق النداء إلى الشعب اللبناني المقهور للنزول إلى الساحات والمطالبة بمحاكمة كل الفاسدين». ونجح متظاهرون آخرون في اقتحام مقر وزارة الاقتصاد والبيئة وتم إلقاء الأوراق من المبنى، قبل أن تقوم قوة من الجيش بإخراج المجموعة في وقت لاحق.وفيما أفادت التقارير بمقتل أحد قوات الأمن خلال الاشتباكات، أعربت قيادة الجيش عن تفهمها لعمق الوجع والألم الذي يعتمر قلوب اللبنانيين ولصعوبة الأوضاع التي يمر بها الوطن، وذكرت المحتجين بوجوب الالتزام بسلمية التعبير والابتعاد عن قطع الطرق والتعدي على الأملاك العامة والخاصة، كما ذكرت أن للجيش شهداء جراء الانفجار الذي حصل في المرفأ.واقترح رئيس الوزراء اللبناني حسان، إجراء انتخابات نيابية مبكرة في محاولة لاحتواء النقمة المتصاعدة في لبنان على خلفية التفجير الضخم في مرفأ بيروت الذي أسفر عن نحو 160 قتيلاً وآلاف الجرحى وشرد عشرات الآلاف من منازلهم، في حين أعلن رئيس حزب الكتائب اللبناني سامي الجميل، استقالة نواب الحزب الثلاثة من البرلمان.وبالتوازي مع استمرار عمليات رفع الأنقاض والبحث عن مزيد من المفقودين، وصل الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط إلى بيروت في زيارة تضامن، بينما ينعقد عصر اليوم المؤتمر الدولي الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإغاثة لبنان عبر الفيديو بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في حين قالت الأمم المتحدة إنها ستنظر في طلب لبدء تحقيق دولي في الانفجار الذي دمر بيروت، إلا أنها لم تتلق مثل هذا الطلب من الحكومة اللبنانية.وذكرت مصادر من المكتب الرئاسي الفرنسي، أن المؤتمر سيعقد ظهراً، وسيركز على إغاثة السكان المتضررين بشدة من كارثة الانفجار في بيروت.
مشاركة :