قال عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب «الأصالة والمعاصرة» المغربي المعارض، إنه لن يسمح بعد اليوم بإقحام حزبه في الاختلافات الشخصية أو الصراعات الذاتية، مضيفاً: «لسنا فوق الأحزاب ولسنا تحت بقية الأحزاب. نحن حزب سياسي محترم يقوم بدوره الدستوري والقانوني في تأطير المواطنين». وأوضح وهبي في نداء وجَّهه أمس لأعضاء الحزب بمناسبة الذكرى الـ12 لتأسيسه، أن «الأصالة والمعاصرة» الذي لطالما اتُّهم بقربه من السلطة، ليس «الدولة التي تحاكم الأحزاب، وتراقب مدى قانونيتها كما يتوهم البعض، ولسنا محاكم تفتيش في النيات، ومدى ارتباطها بالتنظيمات السرية والعلنية الداخلية والخارجية».وتابع موضحاً: «نحن حزب لن نحل محل الدولة في توزيع الشرعيات القانونية على بقية الأحزاب. نحن حزب وطني له شرعيته القانونية والشعبية التي منحها له الدستور والمواطنات والمواطنون. حزب سيسعى لتعزيز هذه الشرعية خلال مختلف الاستحقاقات القادمة، وبكل الوسائل القانونية النزيهة والحرة والمشروعة. نحن حزب بمرجعية حداثية واضحة، تحاور الجميع وتحترم الجميع». وأقر وهبي الذي يسعى لتغيير صورة الحزب «السلطوي» كما ينعته خصومه، بأن علاقة حزبه بباقي الأحزاب السياسية المغربية «اتسمت بكثير من التوتر والتشنج»، مبرزاً أن الحزب «خاض حرباً كلامية طاحنة مع بعض الأطراف السياسية التي استغلت حراك (20 فبراير «شباط») الاحتجاجي بشكل مفضوح، لترمي حزبه بمختلف التهم، وتجعل من تسخير الشعارات والحملات المسعورة على نسائه ورجالاته مطية، وبديلاً عن مطالب العدالة الاجتماعية والديمقراطية التي رفعها شباب الحراك بصدقية وعفوية»، مشيراً في هذا السياق إلى أن أحزاباً أخرى - لم يسمِّها - بنت علاقاتها مع الحزب «بنوع من الضبابية والاستغلال، تحتمي بقوة حزبنا ليلاً، وتدَّعي خوفها منه نهاراً، فكانت النتيجة التموقع المريح داخل مختلف الأغلبيات الحكومية».في سياق ذلك، أشار وهبي إلى أن جهات دفعت الحزب «للصراع المفتعل الدائم مع قوى أخرى، وكأننا خُلقنا للحرب بالوكالة»، في إشارة إلى الصراع مع حزب «العدالة والتنمية» ذي المرجعية الإسلامية. وأضاف وهبي أن علاقات اللاتوازن مع الأطراف الحزبية أثَّرت بشكل كبير على صورة الحزب وسط الرأي العام الوطني: «لذا شرعنا اليوم في تدقيق بعض المفاهيم، وتصحيح بعض المغالطات في علاقاتنا مع جميع الأحزاب، وأعلنَّا للجميع أننا حزب وطني ديمقراطي مستقل، يدافع عن القضايا العادلة، ويناصر طموحات الشعب المغربي في العيش الكريم. حزب يسعى للاحترام المتبادل مع جميع الفرقاء السياسيين، والاختلاف الراقي معهم حول التصورات والبرامج بشكل واضح وعلني».وبشأن التحالفات المقبلة للحزب، قال وهبي إن لدى حزبه علاقات احترام وحوار مع جميع الأحزاب، وأن «لا تحالف لديه اليوم؛ بل تنسيق واضح مع أحزاب المعارضة، احتراماً لمكانتنا وللشعب المغربي وللدستور».في المقابل، طالب وهبي أعضاء الحزب بـ«رفع وتيرة بناء الذات التنظيمية للحزب، ودمقرطة القرار الحزبي وصناعته من القاعدة نحو القيادة»، كما دعا إلى «الاستمرار في بناء حزب الجميع، حزب المساواة في خلق الفرص... الحزب الذي يعطي المكانة المتقدمة للنساء. حزب الاجتهاد والعمل والكفاءة، كمحددات أساسية في توزيع المسؤوليات، لا الولاءات الشخصية لهذا القيادي أو ذاك، حزب الشباب الطموح، حزب تجديد النخب والكفاءات، وحزب الجهات، وحزب المؤسسات لا الذوات والأشخاص، فالأشخاص مهما بلغت مكانتهم فهم راحلون، بينما الحزب باقٍ»، على حد تعبيره.
مشاركة :