في أحد اللقاءات مع شيخي رحمه الله تعالى سألته عن القرين الذي يلازم الإنسان منذ ولادته إلى وفاته..ما معنى كلمة القرين ومامدى علاقة القرين  بالإنسان وتأثيره عليه وكيف يتقيه وأين يذهب بعد وفاة الإنسان ..فأجابني قائلا.. كلمة القرين معناها.. هو الرفيق الدائم  الملازم للإنسان وهو صاحب له ورفيق يولد بمولده ويتوفى بوفاته وهو من الجن من سلالة إبليس وذريته وهو إبليس الإنسان  وهو الذي يضلل   الإنسان ويدفعه  إلى معصية الله تعالى وإلى الأعمال السيئة وله تأثير كبير على أصحاب الأنفس المريضة التي لم تتزكى واهل الغفلة الذين يغفلون عن طاعة الله تعالي وذكره.. وما من مولود لبني آدم إلا له قرين لقوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله..ما من أحد إلا وله قرين. من الجن . قيل..حتى أنت يا رسول الله..قال..نعم ولكن اعانني الله عليه فأسلم.. هذا وللقرين مع الإنسان  قصة..وهي... عندما آلت خلافة الله عز وجل للإنسان في الأرض والتي كات يتطلع  إليها إبليس ويتمناها في نفسه حسد إبليس آدم وأخذته الغيرة فتوعد إبليس  آدم وذريته وقال لربه عز وجل.. أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا ..وطلب لعنة الله عليه من الله تعالى أن يبقيه إلى يوم القيامة  فقال ..رب انظرني إلى يوم يبعثون. قال الله..فإنك من المنذرين إلى يوم الوقت المعلوم..أي يوم القيامة.. هنا قال إبليس سوف تتكاثر ذرية آدم ولن أقوى عليهم وحدي ..فقال لهم تعالى..ما من مولود يولد لآدم وذريته إلا ويولد لك مولود قرينا له ..فقال أبليس ..رب بما أغويتني لأزين لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ..فقال الله تعالى له ..واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا .. من هنا ما من إنسان يولد إلا وله قرين من الجن للذكر قرينة وللأنثى قرين ..هذا وهناك قرين من  شرار الجن يقيضه الله تعالى لمن يعرض عن ذكره عز وجل وطاعته ..يقول تعالى..ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين..أي ملازم ومصاحب وفي ذلك عقوبة من الله تعالى لأهل الإعراض والمعصية والغفلة .. هنا سألت الشيخ ..كيف يتوقى الإنسان القرين ويسلم من عداوته وأذاه ..فقال ..أتعلم لماذا إستن لنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله الآذان في أذن المولود اليمنى وإقامة الصلاة في الأذن اليسري والتكبير عند ولادته ..فقلت ما الحكمة..قال..حتى يضعف قرينه ويتزلزل ولا يقوى عليه ..هذا وعندما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله أن نسمي الله تعالى عندما نأكل ونشرب ونأكل باليد اليمنى حتى لا يأكل معنا القرين ويضعف ..هذا مع الاشتغال بطاعة الله تعالى وذكره فإنه يخنس عند ذكر الله تعالى.. هذا ولا شك أن مصاحبة الأولياء والصالحين ومجانبة العصاة والغافلين تعين الإنسان وتقويه على قرينه ..هذا ويأتي القرين يوم القيامة متبرءا  من صاحبه متنكرا له .يقول سبحانه..قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد.. ويقول عز وجل..قال ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين ..ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا .. هذا ومن رحمة الله تعالى بالإنسان ان جعل له قرين من الجن يضله ويغويه ويزين له الأعمال السيئة ويقعصه عن طاعة الله تعالى وذكره ويضله..وجعل سبحانه وتعالى في المقابل ملك ملازم للإنسان يقوي نوازع الخير فيه ويذكره بالله ويحثه على طاعته ..هنا سألت الشيخ..أين يذهب القرين عندما يتوفى الإنسان..فقال ..القرين يموت بموت الإنسان ويلزم قبره ويبعث مع صاحبه يوم القيامة للحساب ..هنا إنتهى الحوار ورحم الله شيخي فقد تعلمت منه الكثير والكثير وإلى لقاء آخر وسألت شيخي فقال..