حوارات المبدعين تثري المعرض الافتراضي للمحتوى المعرفي للتسامح

  • 8/10/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي في 10 أغسطس / وام / أكدت سعادة عفراء الصابري المدير العام بمكتب وزير التسامح والتعايش أن أول ثمرات النجاح للمعرض الافتراضي للمحتوى المعرفي للتسامح الذي تنظمه الوزارة بالتعاون مع أكثر من 150 دار نشر تمثل في التعاون الإيجابي من جانب كافة المؤسسات الثقافية الإماراتية والمبدعين ودور النشر، من خلال ما تقدمه من محتوى معرفي رائع والمشاركة الفاعلة مع كافة الأنشطة والندوات لليوم الثاني على التوالي. وقالت الصابري إن جميع الجلسات والندوات حفلت بحوارات بناءة تؤسس لثقافة حقيقية للتسامح والتعايش يسهم فيها الجميع بإبداعته و رؤيته، مؤكدة أن نشر وتعزيز ثقافة التعايش التي تبنى على تراث راسخ من القيم الأصيلة ومحتوى معرفي يسهم فيه كل المبدعين من مختلف الثقافات، هو أحد أهم أولويات وزارة التسامح والتعايش. وأضافت أن المعرض يعد فرصة جيدة لنشر ما تم إنجازه من محتوى معرفي لوزارة التسامح والتعايش والمتمثل في مشروع الألف بما يضمه من منتج ورقي ورقمي وفني، مؤكدة حرص الوزارة على أن يكون المعرض الافتراضي نافذة للمبدعين والناشرين على الجمهور بمختلف ثقافاته وفئاته العمرية، حيث يزخر المعرض بالعديد من الأسماء والمشاريع الكبيرة التي تتناول مجالات المعرفة كافة. وأشارت إلى الاهتمام بما أتاحته التكنولوجيا الرقمية من قدرات وطاقات وأثرها على المحتوى المعرفي، وتعزيز اللغة العربية وكذلك دعم الكتاب والناشرين إضافة إلى إلقاء الضوء على التجربة الأندلسية كتجربة ملهمة في التسامح، فضلا عن الإبداع الموسيقى والغنائي العربي والعالمي، داعية الجميع للمشاركة بفاعلية في جميع أنشطة المعرض. وفي سياق متصل حظيت الندوة الافتراضية التي نظمتها وزارة التسامح والتعايش ضمن فعاليات المعرض بمتابعة كبيرة من جانب الأدباء والكتاب الإماراتيين والعرب، وعدد كبير من الإعلاميين وجمهور الثقافة، واستعرضت الندوة التي أدارها الإعلامي محمد الجابري كتاب "لماذا أنا وليس نحن؟" من خلال تناولها أهم الإسئلة التي حاول الكتاب أن يجد لها إجابات تكشف عن الرؤية الفلسفية للكاتب علي أبو الريش، حيث بدأ الكتاب بأسئلة في التسامح طرحها الكاتب بمنظور فلسفي، ثم انطلق بعد ذلك إلى أسئلته الوجودية، خلال 7 فصول منفصلة متصلة وكأنها فصول لعمل روائي ملحمي. وخلال الندوة ..أشاد الروائي علي أبو الريش بجهود معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش الذي فتح الباب أمام المبدعين ليقدموا ما لديهم من إنتاج معرفي يمكنه أن يثري المكتبة العربية بما يدعم القيم الإنسانية الراقية وفي القلب منها التعايش والتسامح، مؤكدا أن هذه المشروع الذي تبنته وزارة التسامح والتعايش يستحق كل الإشادة والدعم، وقال إن أي انطلاق إلى عالم التسامح لابد أن يبدأ بالوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الذي كان تسامحا يمشي على قدمين، فرسمت أفعاله وأعماله وأقواله رؤية متكاملة عن التسامح والتعايش الإنساني ليس في الإمارات فقط وإنما على مستوى العالم، وسيظل زايد في الضمير الإنساني رمزا للإنسانية في أسمى معانيها. وفي رده على أسئلة الحضور ..قال أبو الريش الأنا والنحن بينهما صراع أزلي لا يتوقف، ويطرح عشرات بل مئات الأسئلة والتي تتمحور حول الذات، مؤكدا أن الإنسان حينما يتفكر في الكون من حوله سيكتشف أنه مجرد جزء صغير جدا من هذا الكل الضخم وهنا عليه أن يتواضع قليلا، ويتعرف على حقيقته. وأشار أبو الريش إلى أن الكتاب هو من رتب نفسه، وأن فصوله متصلة غير منفصلة، ولا يمكن إجتزاء البعض منه خارج سياقه، مؤكدا أن الجميع يمكنهم التعاطي مع هذه النوعية من الكتب الفلسفية، لأنه يتوفر في كل منا فيلسوف كامن يسأل ويتعجب ويتعلم ويتأمل، وكل ما هو مطلوب أن نترك له العنان، متمنيا أن يكون كتابه إضافة إلى المكتبة العربية في مجال التسامح والتعايش والفلسفة ايضا وان يلبي شغف القارئ المحب لهذا العالم. واختتم أبو الريش حديثه برسالة إلى الجميع فحواها .. من أجل عالم أكثر تسامحا تقبل الآخر ولا تسقط ما بداخلك عليه. ويشارك الأرشيف الوطني في المعرض الافتراضي للمحتوى المعرفي للتسامح تقديراً لجهود القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - ولتسليط الضوء على مسيرته وإرثه العريق وقيمه الإنسانية الأصيلة التي رسخها لدى أبناء الإمارات، وفي مقدمتها قيمة التسامح والأخوة الإنسانية، وهذا مما وثقته إصدارات الأرشيف الوطني التي تحفظ تاريخ الإمارات للأجيال مدعماً بالوثيقة، ومثل هذه الإصدارات الموثقة جديرة بأن يتم تقديمها للمعرض الافتراضي للكتاب، لا سيما وأن الدورة الأولى من هذا المعرض تحمل اسم القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان؛ باعتباره رمزاً عالمياً للتسامح والتعايش، وقد جسدت أقواله وأفعاله ومواقفه أعظم ما في التسامح والتعايش والحوار. وقال حمد الحميري مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية في كلمة الأرشيف الوطني، إن من يتأمل سيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه يجدها مكللة بقيم المحبة والتسامح والوسطية والتعايش، ولم تكن هذه الفضائل محصورة في حدود الإمارات فحسب، وإنما كانت رسالة إنسانية إلى دول العالم قاطبةً، وأشار فيها إلى أن ثقافة التسامح التي أرسى دعائمها الشيخ زايد وعززها السائرون على دربه هي التي أسهمت في بناء وطنٍ صار واحة للتسامح والاعتدال. وعرض الأرشيف الوطني فيلماً وثائقياً بيّن مدى اهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بفضيلة التسامح ونشرها داخل الدولة وخارجها بالفعل والقول، واستعرض الفيلم محطات مهمة من بيئة الإمارات ومن تاريخ الأرشيف الوطني. وشملت الجولة الافتراضية في الأرشيف الوطني التي جاءت تحت عنوان " إرث زايد بين أروقة المعرفة " التعريف بجهود الأرشيف الوطني في توثيق ذاكرة الوطن، وبأهم إصداراته التي تُعنى بقيم ومبادئ القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - وبما كان يتمتع به من حكمة ورؤى ثاقبة في مختلف مجالات الحياة. وعرّف الأرشيف الوطني متابعي المعرض الافتراضي بالكتب التالية: /يوميات زايد، و زايد رجل بنى أمة، و زايد من التحدي إلى الاتحاد، و زايد والتراث، و زايد والتميز، و زايد والتعليم/، إذ وثقت هذه الإصدارات بعض جهوده العظيمة - طيب الله ثراه - وهو ينتقل بالوطن من إمارات الساحل إلى الإمارات العربية المتحدة، ووثقت دوره الكبير في غرس القيم الأصيلة والفضائل في نفوس أبناء الوطن، وفي مقدمتها فضيلة التسامح. بدوره أكد الدكتور محمد بن جرش، الأمين العام لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أن التسامح والتعايش هو أحد أهم الركائز التي توليها الإمارات اهتماما بالغا باعتبارها من ثوابت الثقافة والتراث الإماراتي، مشيرا إلى أن ثقافة التسامح أسهمت في تطور الإمارات عبر الحوار البناء والإيجابي بين مختلف الثقافات لعشرات الجنسيات المقيمة على أرض الوطن. وأضاف أن الرؤية الوطنية للتسامح والتعايش تعتمد ثقافة الحوار أساسا لبناء المستقبل حيث يسهم الجميع في إثراء الواقع بأفكار وإبداعات حقيقية، وأثبتت التجربة الإماراتية قدرة الثقافات المختلفة على إقامة حوار ايجابي بينها يعمل على إيجاد صيغة مقبولة من الجميع تثري كافة الاطراف وتؤدي إلى النجاح والتقدم مؤكدا أن ثقافة التسامح هي الرصيد الحقيقي للمستقبل. وأشاد الدكتور الجرش بالدور الكبير الذي تقوم به وزارة التسامح والتعايش بقيادة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في نشر وتعزيز ثقافة التسامح لدى كل فئات المجتمع وعلى المستوى العالمي، مؤكدا أن المعرض الافتراضي للمحتوى المعرفي للتسامح يعد مبادرة رائدة تعمل على دعم الكاتب والناشر وتعزيز القيم الإنسانية، والحضور الكثيف للكتاب والمثقفين والناشرين إلى جانب حضور المبدعين الشباب أبلغ دليل على أهمية هذه النوعية من الأحداث الثقافية، التي تسلط الضوء على قضايا حيوية أهمها الإبداع ودوره في دعم التعايش الإنساني.

مشاركة :