ليس غريباً على الغلاة والتكفيريين، ان يفتوا بجواز قتل رجال الأمن، متجاهلين أنّ من أعظم الجرائم استباحة الدماء بالقتل والإهدار، فهم يجيزون بل ويحثون على قتل أي موظف في السلك العسكري، لأنهم حالوا بينهم وبين اثارة الفوضى والطائفية. كما حاولوا وسعوا إلى إشراك المرأة في جرائمهم واستدارجها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ورغم ضآلة أعداد المجندات، شذّت "بعض" النساء ليدخلن في عالم التنظيمات الإرهابية بالمشاركة في الإيواء ونشر الفكر الضال، والأخطر من بينها جمع التبرعات المالية وتمويل الخلايا الارهابية ودعمها بالسلاح. وبعد سقوط أوراق التوت عن عدد كبير من التنظيمات الأرهابية، وفي ظل الجهود الجبارة التي تقوم بها الجهات الأمنية والضربات الاستباقية، وانكشاف أهداف هذه الجماعات أمام الملأ، لم تجد التنظيمات مفرا من طرق أبواب جديدة تعتقد واهمة بأنها ستكون في مأمن هناك بعيدا عن أعين المراقبين لتتمكن من نشر أفكارها المسمومة مستهدفة جمهورا مختلفا هذه المرة. الجمهور الجديد يختلف عن سابقه كما وكيفا، فالوصول إليه لم يعد يتطلب منبرا ولا قاعة درس وحتى اوراقا او كتيبات توزع عليهم فهم متواجدون على مدار الساعة وأسهل في التأثر على عقولهم وذلك لصغر سنهم وحداثة تجربتهم في الحياة. وبحسب تحليل للمعطيات الجغرافية للتغريدات (الموقع المُعلن والمنطقة الزمنية)، فإن أغلب المشتركين يقيمون في مناطق تحت سيطرة التنظيم في سوريا والعراق، وثلاثة أرباع الحسابات المؤيدة للتنظيم ناطقة بالعربية أي أنها تستهدف بشكل واضح لا يدع مجالا للشك المتحدثين بها. وتستهدف جماعات الارهاب صغار السن عبر الشبكات الإلكترونية وتنتظر من خلال ما تبثه من دعايات عبر الشبكات المتحمس الذي يتواصل معها، أو الذي يبدي استعداده لتنفيذ أوامرهم وتعليماتهم، ثم يبدؤون بالعمل على تجنيده عبر أساليب متعددة، ففي بداية الأمر يتحققون من مصداقية هذا الشخص، ومدى استعداده لتنفيذ عمل إرهابي، أو تنفيذ الأوامر التي يتلقاها منهم، ولديه الاستعداد لمبايعة التنظيم الإرهابي. ويعمد التنظيم على نشر الدعاية المظللة لاستقطاب القلة التي تسهم لاحقاً في التوسع واستقطاب الغير، وأصبحوا يطالبون المنظمين بالبقاء في المملكة بعيداً عن الذهاب لمناطق الصراع لتنفيذ مخططاتهم داخلها، ويستغل تنظيم "داعش" الإرهابي صغار السن الذين لا يتوفر لهم سوابق أمنية ولم يسبق لهم السفر إدراكاً منه أن هذه الحالات لايمكن اكتشاف بوادرها.
مشاركة :