طلال مداح.. تاريخ الأغنية السعودية الأصيل

  • 8/14/2020
  • 00:20
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في ذكرى رحيله العشرين، التي وافقت يوم الثلاثاء الماضي (11 أغسطس 2020)، شهدت منصات التواصل الاجتماعي والعديد من وسائل الإعلام السعودية والعربية، تفاعلا واسعا وبإشادات كبيرة تقديرًا لما قدمه الفنان الكبير الراحل طلال مدّاح -يرحمه الله- من عطاء فني إبداعي ثري، وبأولويات عديدة شهدتها مسيرته الحافلة مع الفن والإبداع، سجّلت ريادته البارزة، كفنان ومبدع أصيل ترك للفن العربي إرثًا خالدًا من الإبداعات التي ستتناولها الأجيال بتقدير وإعجاب.طلال مدّاح من مواليد مكة المكرمة في 5 أغسطس 1940، وتوفي أيضًا في نفس الشهر أغسطس يوم 11 عام 2000، وُدفن في مسقط رأسه مكة المكرمة. ُيعد الموسيقار طلال مدّاح هو أول من قدّم الأغنية السعودية والخليجية الحديثة بمفهومها الموسيقي كأغنية ذات كوبليهات متعدّدة، كسرت التقليد القديم الذي كان يعتمد على الألحان ذات الكوبليه الواحد، فجاء طلال بالجديد مع أول ظهور فني له في حياته بأغنيته الخالدة «وردك يا زارع الورد» من ألحانه وكلمات عبدالكريم خزام عام 1957، أي قبل أكثر من 60 عامًا، وكان عمره لا يتجاوز السابعة عشر، وهذا يدل على عبقريته الموسيقية والتلحينية، ونبوغه كفنان شامل (ملحن ومطرب وموسيقي) من طراز نادر، وسبق أن شهدت جامعة السوربون الفرنسية العريقة بأن أغنية «وردك يا زارع الورد» هي أساس نشأة الأغنية في السعودية والخليج العربي، لأنها بموسيقاها ولحنها سبقت عصرها، ووثقت الجامعة ذلك ضمن رسالة الدكتوراه للموسيقار الراحل الدكتور عدنان خوج -يرحمه الله- في رسالته العلمية التي قدمها للجامعة الفرنسية عن «الأغنية السعودية وفن طلال مداح» ونال عليها شهادة الدكتوراه بامتياز، وأذكر حديثي شخصيًا مع الدكتور عدنان خوج بعد عودته من فرنسا وحصوله على الدكتوراه، قال لي: «خبراء الموسيقى والفنون من الأساتذة الأكاديميين الفرنسيين بجامعة السوربون انبهروا بما سمعوه من أعمال فنية موسيقية وغنائية للأستاذ طلال مداح، وقالوا إنه فنان سبق عصره، لأن ما قدمه من موسيقى وألحان وغناء هي أعمال تشهد له بأنه هو مؤسّس الأغنية السعودية والخليجية، فموسيقاه وألحانه التي قدمها لم تكن موجودة قبله، وقالوا إنهم معجبين جدًا بلحنه لأغنيته «وردك يا زارع الورد» وأيضًا بلحنه لأغنية «وعد» وهي الأغنية العربية الوحيدة التي عرضها التلفزيون الفرنسي الرسمي مترجمة باللغة العربية». أيضًًا من الأولويات التي سطرّها التاريخ الطلالي، هو أول فنان سعودي يخوض مجال الإنتاج والتمثيل السينمائي، في فيلم «شارع الضباب» من إنتاجه وبطولته مع الفنانة الكبيرة النجمة صباح، وهو أول فنان سعودي ُتطبع اسطواناته خارج المملكة، وأول فنان سعودي ينشر الأغنية السعودية عربيًا وعالميًا، والفنان السعودي والخليجي الوحيد الذي لحّن له موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب الأغنية الشهيرة «ماذا أقول» وأطلق عبدالوهاب لقب «زرياب» على طلال -يرحمهما الله-. كثيرة هي أولوياته التي لا تكفيها هذه المساحة، ورغم رحيله سيبقى اسما وتاريخًا وإبداعًا يزدادا بريقًا ولمعانًا، وتزداد جماهيريته ومحبته يومًا بعد يوم، لأن ما قدمه فن أصيل يشهد للموسيقار طلال مدّاح بريادته وعبقريته، كما أنه إنسان صاحب عطاءات إنسانية خيّرة، لم يحمل في قلبه الطيّب إلا كل الحب وكل الخير للجميع.ويا طلال:«نحبك لو تكون حاضرنحبك لو تكون هاجر».< Previous PageNext Page >

مشاركة :