تجلت إنسانية المجتمع السعودي في العديد من المواقف، فاقت تلك الإنسانية توقعات المجتمع نفسه، الذي أظهر قصصاً لا تنسى. ولأن عشاق السلبية يعشقون تعكير الأجواء، يعتبرون ذلك ضعفاً من المجتمع الذي يسهل استغلاله.هنا مشكلتان رئيسيتان، الأولى أن المجتمع السعودي أحد المجتمعات الأكثر تعليماً على مستوى العالم، والسواد الأعظم فيه وصل من العلم أن يكون قادراً على تمييز المواقف أمامه. إطلاق عبارة استغلال المجتمع هي في الأساس تهمة تجاه ثقافة ووعي هذا المجتمع، الذي تراهن عليه الدولة بأكملها كما شبهه ولي العهد بجبال طويق رهاناً على قوتهم وقدرتهم.والمشكلة الثانية، التي تعتبر الأهم والنقطة التي نحتاج إلى محاربتها، وهي أن السلبيين يحاولون جاهدين قتل متعة الإيجابية في المجتمع، يشككون في كل شيء أمامهم ويضعون العراقيل أمام الآخرين لمنع المساهمة في التفاؤل نحو الحياة.هؤلاء شخصيات تعاني داخلياً من صراعات نفسية، إن نجح مطعم في جلب الزبائن يحاول الإنسان السلبي وضع أسباب غير منطقية فقط لرسم صورة سوداء، يعتبرها حظاً تارةً وأخرى يعتبرها مرحلة مؤقتة لن تستمر، وفي حديثه تكاد تجزم بأنه يحترق داخلياً وكأن صاحب المطعم أخذ من جيبه مالاً.هم أنفسهم مَنْ يعتبرون أي موظف ناجح سبب وصوله واسطةً أو صداقة، والمتفائل منهم يعتبره موظفاً عادياً لكنه حريص على الحضور والانصراف، وهذا هو السبب الحقيقي الوحيد لنجاحه وإلا لو كانت الوظيفة وفقاً لإمكاناته لفشل فيها.وإذا أصبح صديق قديم لهم مسؤولاً وصاحب منصب عالٍ في عمله، يتذكرون مواقفه أثناء الدراسة ويظهرون كل شيء بطريقة سلبية حتى يصبح في عينهم غبياً ساعدته الحياة على نفسه، ويقاتلون على إظهار أسوأ ما في صديقهم قبل عشرين سنةً، وكأن الدنيا ثابتةً لا تتغير.انتشار السلبية وتغللها داخل المجتمع هو ظاهرة خطيرة، تقتل الطموح وتحارب الناجحين وتضع العراقيل أمام الطامحين. هناك قصص ماتت قبل أن تبدأ بسبب صديق أو قريب سلبي، عندما يتم استشارته وكأن عليه تحديا كبيرا في إظهار العيوب والتحديات والمبالغة فيها، والتغاضي عن الإيجابيات التي قد تكون أضعاف أضعاف السلبيات لكنها بأعينهم صغيرة.محاربة هذه الظاهرة تكون بفعل مضادٍ له ويتجاوزه قوة وإصراراً، من خلال نشر الإيجابية في المجتمع وتشجيع أفراده على التقدم والتطور. وعدم الاستسلام أمام السلبيين، الذين يملكون القوة في نشر ثقافتهم السوداء، وتجاوزهم حتى يكون المجتمع بأكمله أداة إحباط لهؤلاء، الذين يتكاثرون حينما يفشلون في أي تجربة.ولكل طموح ويملك شغفاً في الحياة أقول له: إن النجاحات الكبرى تحتاج إلى خطوات صعبة مليئة بالتحديات، إن كان مَنْ حولك يحاولون تثبيط همّتك، فإن أول درجات نجاحك هي تجاوزهم وتركهم في سوداويتهم. انطلق وابحث عن الإيجابيين، الذين يشجعونك على التقدم ويظهرون الجوانب المضيئة في طريقك ويغضون الطرف عن أي سواد يواجهك. وتأكد أن كل خطوة في الحياة لها جوانب إيجابية أو سلبية مما يجعل مهمتك في البحث عن المستشارين بالغة الأهمية، حتى يظهروا لك كل التفاصيل كما هي دون زيادة أو نقص، وهذه المواصفات تكون في الإيجابيين، الذين في الغالب ينقلون الرأي والمشورة كما هي.fares2232 @
مشاركة :