القدس – تتالت الفرضيات وتحاليل الخبراء بشأن الانفجار الذي زلزل العاصمة اللبنانية مخلفا مئات الضحايا بين قتلى وجرحى ومفقودين في كارثة حلت على البلاد التي تعيش أزمات سياسية واقتصادية أنهكت كاهلها. وكشفت التحقيقات التي أثبتت أن الانفجار الذي خلف حفرة يقدر عرضها بنحو 140 مترا وقد امتلأت بمياه البحر كان بسبب انفجار 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم، التي خُزنت بطريقة غير آمنة في مستودع في الميناء. وقال خبير إسرائيلي في الزلازل والذخائر الخميس إن انفجار مرفأ بيروت سبقته سلسلة انفجارات، كان آخرها اشتعال ألعاب نارية تسبب فيما يبدو في انفجار مستودع مليء بنترات الأمونيوم. وقال بواز هايون، من مجموعة تامار الإسرائيلية، إن ستة انفجارات وقعت قبل الانفجار الرئيسي يفصل كل منها عن الآخر 11 ثانية. وهايون ضابط مهندس سابق في الجيش الإسرائيلي يشمل عمله حاليا الإشراف على معايير السلامة الخاصة باستخدام المتفجرات في إسرائيل، وقال إنه تم رصد الانفجارات الأولية الستة بواسطة أجهزة استشعار لرصد الزلازل ركبها مشروع (أيرس) الجيولوجي الدولي على بعد حوالي 70 كيلومترا قبالة الساحل اللبناني. وقال “لا يمكنني القول بشكل قاطع ما سبب هذا، لكن يمكنني قول إن تلك الانفجارات كانت في نفس الموقع”. وألقى مسؤولون لبنانيون باللوم في الانفجار الذي أودى بحياة 172 شخصا على الأقل، على مخزون ضخم من نترات الأمونيوم اشتعلت به النيران بعد تخزينه في ظروف غير آمنة في المرفأ لسنوات. وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قد أعلن أن التحقيق في الانفجار سيبحث احتمال حدوثه نتيجة “تدخل خارجي” مثل قنبلة، أو نتيجة الإهمال أو أي عمل آخر. وذكر هايون أن الانفجارات الخمسة الأولى، التي تتسق قوة كل منها مع انفجار عدة أطنان من المتفجرات، ربما وقعت تحت الأرض ولم يسمعها الشهود في بيروت. وقال إن هناك علامة أخرى على وقوع انفجارات تحت الأرض وهي الحفرة التي خلفها الحادث في مرفأ بيروت بعمق 43 مترا، والتي قال إنه ما كان لها أن تحدث نتيجة انفجار كمية نترات الأمونيوم التي أعلنت عنها السلطات اللبنانية. وأضاف “كان من المفترض أن تكون أقل عمقا، 25 أو 30 مترا بحد أقصى”. وقال إن الانفجار السادس كان أكبر من الخمسة السابقة، ويتسق مع رصد حريق قرب مستودع نترات الأمونيوم. وذكر هايون أن لقطات تلفزيونية لذلك الحريق جعلته مقتنعا بأنه نتج “بشكل لا لبس فيه” عن احتراق ألعاب نارية، وأن هذا بدوره كان يكفي لتفجير نترات الأمونيوم. وقال مصدر أمني لبناني إن السلطات لن تعلق على سبب الكارثة قبل انتهاء التحقيق الرسمي. ووصفت مجلة (إسرائيل ديفينس)، وهي مجلة إلكترونية خاصة على صلة وثيقة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، التتابع الزمني بأنه يتسق مع انفجار ذخائر عرضا أو كعمل تخريبي. وامتنع هايون عن ذكر مزيد من التفاصيل، مشيرا إلى أنه لا يمكنه الوصول إلى موقع الانفجار في بيروت. ShareWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة :