تقرير إخباري: ردود فعل عربية وإقليمية متباينة إزاء اتفاق الإمارات وإسرائيل على تطبيع العلاقات

  • 8/14/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تباينت ردود الفعل العربية والإقليمية إزاء الاتفاق الذي توصلت إليه الإمارات وإسرائيل اليوم (الخميس) بوساطة أمريكية حول تطبيع العلاقات الثنائية، ما بين الترحيب والرفض. وبينما اعتبرت مصر والبحرين الاتفاق "خطوة تاريخية" ستدفع جهود عملية السلام في المنطقة، وصفته إيران بأنه خطأ استراتيجي يخدم إسرائيل، وأكدت تركيا أنه التفاف لمبادرة السلام العربية وانتهاك لحقوق الشعب الفلسطيني. وينص الاتفاق على "التطبيع الكامل للعلاقات" بين الإمارات وإسرائيل، ووقف خطة ضم أراض فلسطينية، حسبما أفاد بيان أمريكي إسرائيلي إماراتي مشترك، نشرته وكالة أنباء الإمارات (وام). ومن شأن هذا الاتفاق أن يجعل الإمارات أول دولة خليجية وثالث دولة عربية، بعد مصر والأردن، تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وأشاد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بالاتفاق، وقال في بيان على حسابه بموقع (فيسبوك)، "تابعت باهتمام وتقدير بالغ البيان المشترك الثلاثي بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الإمارات العربية الشقيقة وإسرائيل حول الاتفاق علي إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، واتخاذ خطوات من شأنها إحلال السلام في الشرق الأوسط". وثمن "جهود القائمين علي هذا الاتفاق من أجل تحقيق الازدهار والاستقرار لمنطقتنا". وأجرى السيسي، اتصالا هاتفيا بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، أعرب خلاله عن "التهنئة لخطوة السلام التاريخية التي قامت بها دولة الإمارات"، حسب بيان رسمي. واعتبر الرئيس المصري أن هذه الخطوة "من شأنها أن تدفع جهود عملية السلام وتفتح آفاق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط". ووصف بيان مشترك للولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات هذه الخطوة بـ"الإنجاز الدبلوماسي التاريخي"، قائلا إن "من شأن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي أن يعزز من السلام في منطقة الشرق الأوسط". واعتبر الأردن، أن أثر الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل على جهود تحقيق السلام سيكون مرتبطاً بما ستقوم به إسرائيل. وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في تصريح صحفي تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، "إن تعاملت إسرائيل معه (الاتفاق) حافزاً لإنهاء الاحتلال وتلبية حق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة المستقلة القابلة للحياة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 ستتقدم المنطقة نحو تحقيق السلام العادل، لكن إن لم تقم إسرائيل بذلك ستعمق الصراع الذي سينفجر تهديداً لأمن المنطقة برمتها". وشدد الصفدي على أن قرار تجميد ضم أراض فلسطينية الذي تضمنه الاتفاق "يجب أن تتبعه إسرائيل بوقف كل إجراءاتها اللاشرعية التي تقوض فرص السلام وانتهاكاتها للحقوق الفلسطينية، والدخول فوراً في مفاوضات مباشرة وجادة وفاعلة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين". ورأى أن "المنطقة تقف على مفترق، فإما سلام طريقه إنتهاء الاحتلال وتلبية جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني على أساس حل الدولتين وفق القانون الدولي وقاعدة الأرض مقابل السلام التي انطلقت وفقها الجهود السلمية، وإما صراع؛ إسرائيل هي المسؤولة عن استمراره وتعمقه عبر تكريس الاحتلال ورفض تلبية الحقوق الفلسطينية". وأكد أن "الأردن تدعم أي جهد حقيقي يسهم في تحقيق السلام العادل والشامل الذي ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفق حل الدولتين". ووفقا للبيان، سوف تجتمع وفود من دولة الإمارات وإسرائيل خلال الأسابيع المقبلة "لتوقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بقطاعات الاستثمار والسياحة والرحلات الجوية المباشرة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة وإنشاء سفارات متبادلة وغيرها من المجالات ذات الفائدة المشتركة". واعتبر البيان أن "بدء علاقات مباشرة بين اثنين من أكبر القوى الاقتصادية في الشرق الأوسط، من شأنه أن يؤدي إلى النهوض بالمنطقة". وهنأت مملكة البحرين، الإمارات لتوصلها لاتفاق مع إسرائيل لوقف ضم الأراضي الفلسطينية. وأشادت المملكة، في بيان نشرته وكالة أنباء البحرين (بنا)، بالجهود الدبلوماسية المخلصة التي بذلتها الإمارات، مؤكدة أن هذه الخطوة التاريخية ستسهم في تعزيز الاستقرار والسلم في المنطقة. وأعربت عن أملها بمواصلة الجهود للتوصل إلى حل عادل وشامل ودائم للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي. بدورها، قالت الحكومة اليمنية، إن موقفها من القضية الفلسطينية ثابت وحقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتصرف، وعلى رأس ذلك اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وذلك تعليقا على الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي. وقال وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي، في بيان إن "موقفنا سيظل ثابتا ولن يتغير تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق غير القابلة للتصرف". وأشار إلى أن "الشعب اليمني سيظل داعما للشعب الفلسطيني الشقيق ولحقه في أرضه ودولته، ولن نحيد". من جانبها، استنكرت جماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة صنعاء ومعظم محافظات الشمال اليمني "الاتفاق الصهيوني الإماراتي واعتبرته خطوة مستفزة". واعتبر المتحدث باسم الجماعة محمد عبدالسلام، إن "هذه الخطوة نقلت ما في السر إلى العلن، وتثبت أن العدو الصهيوني والأمريكي مستمر في تدمير المنطقة". بينما اعتبرت إيران، أن الإمارات ارتكبت "خطأ استراتيجيا" في تطبيع علاقاتها مع إسرائيل. وقال المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان، في حسابه على (تويتر)، إن نهج الإمارات في تطبيع علاقاتها مع إسرائيل يعد "خطأ استراتيجيا"، مشيرا إلى أنه لايخدم السلام والأمن، بل يخدم استمرار "الجرائم الصهيونية". وأكد عبد اللهيان أنه "ليس هناك ما يبرر تصرف أبوظبي، وهو الابتعاد الواضح عن طموحات فلسطين والقدس". من جانبه، أكد مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي أن الاتفاق بين إسرائيل والإمارات لإقامة علاقات رسمية بينهما يعتبر التفافاً لمبادرة السلام العربية وانتهاكاً لحقوق الشعب الفلسطيني موضحاً أن هذا الاتفاق لا معنى له وباطل". وقال أقطاي في تصريح صحفي "الاتفاق المبرم بين إسرائيل والأمارات العربية المتحدة يغض الطرف عن مبادرة السلام العربية وينتهك حقوق الشعب الفلسطيني". وأردف قائلا: "هذا الاتفاق سيعزل الإمارات عن العالم العربي والإسلامي أكثر ما هي معزولة، لذلك لا قيمة لهذا الاتفاق وهو يعد باطلا". كما أكد أن "الاتفاق ليس إلا أداة لكسب الوقت بالنسبة لإسرائيل" لافتا إلى أن:"قبولها تعليق الضم الفعلي لأجزاء من الضفة الغربية المحتلة لبعض الوقت يظهر نواياها الحقيقية بتنفيذ مخططها". وأعلنت القيادة الفلسطينية مساء اليوم أنها ترفض وتستنكر بشدة الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي، معتبرة إياه "نسفا لمبادرة السلام العربية وقرارات الأمم العربية والإسلامية والشرعية الدولية" و"خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية".

مشاركة :