تعسف غير مبرر

  • 8/18/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ابن الديرة تتخذ وزارة التربية والتعليم معظم قراراتها ومواقفها بناء على التغذية الراجعة الواردة من الميدان التربوي، ولذلك تكون أقرب كثيراً إلى الموضوعية، وتخدم استراتيجيتها وأهدافها التكتيكية.ومنذ انتشار فيروس كورونا، تتصدى الوزارة بنجاح لافت لكل العقبات التي اعترضت انتظام العام الدراسي، واستطاعت بتوجيهات من قيادة البلاد الحكيمة أن تواصل العام الدراسي باتباع نظام التعليم عن بُعد، وفي الوقت نفسه حافظت على الطلبة، وحمتهم من أن يصبحوا فريسة سهلة للفيروس من خلال الازدحام، وسهولة انتقال العدوى في صفوفهم.وعلى مدار الشهور الماضية والوزارة لا تعرف للراحة سبيلاً، بسبب التحضير للعام الدراسي الجديد، ولا سيما في المدارس الخاصة، والشكل الذي سيكون عليه، واستطلعت آراء كل أطراف الميدان التربوي، وخاصة أولياء الأمور، وعرضت عليهم عبر استبيانات وزعتها المدارس تتضمن حلولاً عدة، أبرزها نظام التعليم الهجين الذي يجمع بين التعليم التقليدي والتعليم عن بعد.لكن هناك بعض المدارس الخاصة التي تهوى مبدأ «خالف تعرف»، وتصر على أن تبتكر حلولاً غير واقعية ولا عملية، فقد اشتكى أولياء أمور طلبة من تضررهم بسبب حصر مدارس أبنائهم لخيارات التعليم في نموذجي «الدوام الكامل» أو «الغياب الكامل» عن المدرسة، بمعنى الأخذ بنظام التعليم ما قبل كورونا، أو التعليم عن بعد طوال العام الدراسي.هذا الموقف فيه من التعنت الكثير، وغير مقبول عملياً، ومردود على المدارس الخاصة التي تتبناه، فلا أحد يجبر ولي الأمر على إرسال أبنائه إلى المدارس، حيث الصغار، والاختلاط، والازدحام، وكثافة الفصول، طالما أن الدولة لم تعلن بعد الانتصار على «كورونا» والقضاء عليه، وهو نصر آتٍ بإذن الله، ولكنه يتطلب صبراً وصموداً والتزاماً، وفي الوقت نفسه من غير المنطق إلزام ولي الأمر بالتعليم عن بُعد وظروفه لا تسمح بذلك.التعليم عن بُعد يتطلب التدرج زمنياً في تطبيقه، لتستوعبه كل الأطراف المشاركة فيه، وتهيئة ظروف كل أسرة لتتواءم مع متطلبات هذا النظام الذي يتطلب مستوى علمياً معيناً لأولياء الأمور الذين سيتابعون أبناءهم خلال الدروس من المنزل.أولياء الأمور الذين اشتكوا طالبوا باستبدال نظام الدوام الكامل بنماذج التناوب بالأسابيع أو الأيام، حتى يتاح للمدرسة تقسيم الطلبة على مجموعات، لتقليل كثافة الصفوف الدراسية، والحفاظ على التباعد، كحد أدنى مطلوب للوقاية من «كورونا»، وهو مطلب يستحق الدراسة، حتى يمكن تجاوز التعسف غير المبرر الذي تتخذه بعض المدارس في هذا الشأن. ebnaldeera@gmail.com

مشاركة :