ترأس سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي أعمال الدورة ال13 من اللجنة المشتركة بين دولة الإمارات وجمهورية الهند، التي عقدت عبر تقنية الاتصال المرئي.وترأس الجانب الهندي الدكتور سوبرامنيام جاي شانكار، وزير الشؤون الخارجية في جمهورية الهند الصديقة.وتقدم سموّ الشيخ عبدالله بن زايد، في مستهل كلمته بأحرّ التعازي لحكومة وشعب جمهورية الهند الصديقة على الحادث المأساوي الذي تعرضت له طائرة «إير إنديا إكسبرس» متمنياً للضحايا الرحمة ولذويهم الصبر والسلوان. كما تقدم نيابة عن حكومة وشعب دولة الإمارات، بأصدق مشاعر المواساة لأهالي وأقرباء ضحايا الفيضانات الأخيرة وضحايا جائحة «كوفيد-19» في الهند. سائلاً المولى عز وجل أن يشفي جميع المصابين ويحفظ الشعبين الإماراتي والهندي من كل مكروه وسوء. وتوجه سموّه، بالتهنئة إلى الدكتور شانكار، وحكومة وشعب الهند الصديق، بمناسبة يوم الاستقلال، الذي يوافق 15 أغسطس. ورحب بالدكتور شانكار، والوفد المشارك في أعمال اللجنة المشتركة الإماراتية - الهندية بدورتها الثالثة عشرة، وعقدت من 10 إلى 17 أغسطس، بتقنية الاتصال المرئي. وقال سموّ الشيخ عبدالله بن زايد «يعكس انعقاد هذه اللجنة في ظل ما يواجهه العالم اليوم من تحديات وظروف غير مسبوقة، روح الصداقة بين قيادتي البلدين وشعبيهما الصديقين، وحرصهما على تعزيز التعاون، والنهوض بالعلاقات في مختلف القطاعات ذات الاهتمام المشترك». وأكد أن دولة الإمارات تمتلك علاقات راسخة ومتميزة مع جمهورية الهند، حيث دشّنت العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1972، لتنطلق في ضوء ذلك مسارات التعاون في مختلف القطاعات، ضمن إطار من الاحترام المتبادل والقواسم المشتركة، سياسياً واقتصادياً وثقافياً، وهو ما توّج، بالتوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين عام 2017. وأضاف سموّه «ترى دولة الإمارات في جمهورية الهند صديقاً وشريكاً استراتيجياً يشاركها في جهود إرساء دعائم الأمن والسلم إقليمياً ودولياً، حيث ينسّق البلدان، ويتبادلان وجهات النظر في أبرز القضايا والتطورات الجيوسياسية في المنطقة والعالم، وذلك على أساس من التفاهم والثقة المتبادلة وتقدير الانعكاسات المتوقعة على المصالح السياسية والاقتصادية لكلا الجانبين». وقال سموّه.. «عادت العلاقات الاستراتيجية الإماراتية - الهندية لتثبت تفوقها مرة أخرى في مواجهة تفشي جائحة «كوفيد-19» والتداعيات الاقتصادية المترتبة عليها، حيث شهدت الفترة الماضية تعاوناً استثنائياً بين الجانبين في جميع القطاعات ذات الأولوية، وفي مقدمتها الطيران المدني والأمن الغذائي والطاقة والصحة، حيث جسد هذا التعاون الوثيق نموذجاً يحتذى به بين الشركاء على مستوى المنطقة والعالم». وأشاد سموّه بشكل خاص بالرحلات الجوية الاستثنائية التي تم تنظيمها لتأمين العودة الآمنة لمواطني البلدين، إضافة إلى استمرار التدفق السلس للسلع الغذائية والمستلزمات الصحية بين الجانبين، والتعاون المثمر بين شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» والجانب الهندي في مجال تأمين التزود بالطاقة. وأكد سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات تمكنت بفضل الرؤية الحكيمة لقيادتها والتعاون البناء مع شركائها وفي مقدمتهم جمهورية الهند الصديقة أن تحقق العديد من الإنجازات المهمة في مواجهة جائحة «كوفيد-19»، حيث تمكنت من إجراء أحد أوسع المسوحات عالمياً لفحص رعاياها، وقدمت مساعدات إنسانية وصحية لأكثر من 108 دول، وأكثر من مليون عامل في القطاع الصحي على امتداد العالم، فيما بدأت دولة الإمارات مؤخراً مرحلة التجارب السريرية لأحد اللقاحات المحتملة للوقاية من الفيروس. وأوضح سموّه أن «الجهود المشتركة الإماراتية - الهندية أسهمت في تحقيق تقدم كبير في العلاقات الاقتصادية بين الجانبين وتمخض ذلك عن ارتفاع مضطرد في حجم التجارة الثنائية خلال السنوات الماضية والتي ارتفعت من 50 مليار دولار أمريكي في الفترة بين 2017-2018 إلى 60 مليار دولار أمريكي بين 2018 و2019 بمعدل سنوي يساوي 20 في المئة، وبما يشكل حافزاً كبيراً لتحقيق المزيد من النمو في تدفقات التجارة والتعاون الاقتصادي في المجالات ذات الأولوية». وأكد سموّه أن العلاقات الاستثمارية بين الجانبين لا تقل أهمية عن العلاقات التجارية، وتشكل رافداً ومكملاً لها. مشيداً بالتسهيلات القانونية التي قدمتها الحكومة الهندية للاستثمارات الإماراتية، والتقدم الكبير الذي تمكنت جمهورية الهند من تحقيقه ضمن تصنيف سهولة الأعمال الصادر عن البنك الدولي، آملاً بأن تنعكس هذه التطورات بشكل إيجابي وملموس على الاستثمارات الإماراتية في الهند والتدفقات الاستثمارية والتجارية بين الجانبين. وقال سموّه «على هذا الصعيد أودّ أن أشير إلى أهمية فريق العمل الاستثماري الإماراتي - الهندي المشترك. داعياً الجانبين إلى تعزيز التعاون عبر هذه المنصة لزيادة حجم الاستثمارات المتبادلة في قطاعات الأمن الغذائي والرعاية الصحية والتعليم وصناعة الأدوية والتكنولوجيا، ودراسة فرص الاستثمار في دول ثالثة، وبحث التعاون في القطاعات الداعمة للاستثمار مثل الطيران المدني والسياحة والتعاون الدولي». وأضاف «الحديث عن تنمية العلاقات الاقتصادية الإماراتية - الهندية لا ينفصل بأي شكل من الأشكال عن تطور علاقات النقل الجوي بينهما، التي تشكل الشريان الرئيسي للتعاون التجاري والاستثماري والسياحي والثقافي بين القطاعين العام والخاص. ومن هنا أدعو سلطات الطيران المدني في البلدين إلى تعزيز التنسيق في عودة حركة الطيران وبحث سبل تجاوز التحديات التي تقف أمام بلوغ المستوى الأمثل من علاقات النقل الجوي، والنظر إلى ذلك ضمن الإطار الأوسع للعلاقات الثنائية في مختلف المجالات». وقال «واستكمالاً لأطر تعاون الإمارات والهند أدعو الجانبين إلى تعزيز التنسيق المشترك ضمن المنظمات المتعددة الأطراف والمؤسسات الدولية، حيث أتقدم بالشكر للدعم الذي قدمته الهند للإمارات، في ضوء توليها رئاسة رابطة الدول المطلة على المحيط الهندي «أيورا» ( 2019-2021)، بما في ذلك دعمها لمرشح الإمارات لمنصب الأمين العام للرابطة (2021-2024) وترشح الدولة للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن (2022-2023) بما يعكس عمق العلاقات بين البلدين». وأضاف سموّه «كما تتطلع دولة الإمارات إلى الحصول على دعم الهند في ترشيح الدولة لرئاسة منظمة الشرطة الجنائية «الإنتربول» (2021 - 2024) ورئاسة منظمة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (2021-2025) ودعم ترشح دولة الإمارات لعضوية مجلس حقوق الإنسان (2022-2024) وعضوية مجلس الإدارة للاتحاد البريدي العالمي (2021-2024) وعضوية مجلس العمليات البريدية للاتحاد البريدي العالمي (2021-2024). وأشاد سموّ الشيخ عبدالله بن زايد، في نهاية كلمته بمخرجات أعمال اللجنة، وتقدم بالشكر لجميع المشاركين على جهودهم خلال الاجتماعات التحضيرية. داعياً إلى متابعة هذه المخرجات والمضي قدماً في تطبيق المبادرات الثنائية الرامية إلى تعزيز العلاقات وتحقيق المصالح المشتركة لكلا البلدين. كما بحثا عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومنها ليبيا وإيران والأوضاع في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط. وجدد الدكتور شانكار، ترحيب بلاده بمعاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، مؤكداً أن البلدين شريكان استراتيجيان رئيسيان للهند. وأعرب سموّ الشيخ عبدالله بن زايد، على شكره للدكتور شانكار، مشيداً بدعم جمهورية الهند الصديقة لكل ما يحقق الأمن والاستقرار والسلام والازدهار في المنطقة. وفي الختام.. وقع سموّ الشيخ عبدالله بن زايد، والدكتور شانكار، على محضر اجتماع الدورة ال 13 للجنة المشتركة بين البلدين. حضر أعمال اللجنة أحمد علي الصايغ، وزير دولة، وعبدالناصر الشعالي، مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية والتجارية، والدكتور أحمد البنا، سفير الدولة لدى الهند، وبافان كابور، سفير الهند لدى الدولة، وعدد من مسؤولي البلدين. (وام) شانكار يهنّئ بمسبار الأمل وتشغيل المحطة النووية أشاد الدكتور سوبرامنيام جاي شانكار، وزير الشؤون الخارجية في جمهورية الهند الصديقة، بعلاقات الصداقة والتعاون الاستراتيجي بين الإمارات والهند. مؤكداً الحرص المستمر على تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة، بما يلبي تطلعات قيادتي البلدين الصديقين ويعود بالخير على شعبيهما.وتوجه بالتهنئة إلى سموّ الشيخ عبدالله بن زايد، بمناسبة الإنجازين التاريخيين اللذين حققتهما الدولة بنجاح إطلاق مسبار الأمل إلى كوكب المريخ، وتشغيل المحطة الأولى في مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية.كما توجه بالشكر إلى سموّه، على الدعم الذي تحظى به الجالية الهندية المقيمة في الدولة، مع تأثر مختلف دول العالم بتداعيات فيروس «كورونا» وثمن جهود الإمارات لتسهيل عملية إجلاء المقيمين الهنود الراغبين في العودة إلى بلادهم خلال الأزمة.وفي شأن «كوفيد-19».. أكد الجانبان، أهمية استمرار تعاونهما، لمواجهة تداعيات الجائحة، خصوصاً في الصحة والدواء. كما أكدا أهمية التعاون في المنظمات الدولية.وأكد الدكتور شانكار، تطلع بلاده للمشاركة في معرض «إكسبو 2020 دبي»، فيما أعرب سموّ الشيخ عبدالله بن زايد، عن تمنياته للهند الصديقة بمشاركة متميزة في هذا الحدث العالمي البارز الذي تستضيفه الدولة العام المقبل.
مشاركة :