أشاد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، بتطور العلاقات الإماراتية الجزائرية في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية. كما أشاد سموه بتطور العلاقات الثنائية بين دولتي الإمارات والجزائر في المجالات كافة؛ منذ عام 1974 والتي تحولت إلى علاقات متميزة تاريخياً يسودها التفاهم والتقارب في وجهات النظر حول جميع القضايا السياسية الإقليمية والدولية. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سموه أمس في ختام أعمال الدورة ال 13 للجنة المشتركة بين الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، في ديوان عام الوزارة بحضور رمطان لعمامرة وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الجزائري، وبمشاركة عدد من كبار المسؤولين من مختلف الوزارات والهيئات والمؤسسات والشركات في البلدين. ورحب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، في بداية كلمته برمطان لعمامرة والوفد المرافق له متمنياً لهم طيبة الإقامة في بلدهم الثاني الإمارات، وعبر عن تطلعه إلى تحقيق النتائج المرجوة والطموحة لدفع العلاقات الثنائية ورفع مستوى التعاون بين البلدين. وثمن سموه مستوى الزيارات الرفيعة المتبادلة بين البلدين على مستوى الوزراء وكبار المسؤولين إضافة إلى زيارته الأخيرة للجزائر، وترؤسه اجتماع الدورة الثانية عشرة للجنة المشتركة، والزيارة الأخيرة للفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الجزائري، إلى دولة الإمارات في نوفمبر/تشرين الثاني الحالي. وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: يأتي لقاؤنا اليوم في ظروف حافلة بالمتغيرات والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية تستدعي دراسة التوقعات المستقبلية، وما قد يستجد من تحديات تفرض التعامل مع الأوضاع والتطورات العالمية كافة، والتصدي لما تفرضه الاحتمالات بتبني استراتيجية تساير العصر وتعزز الأمن بكل معانيه، وتشيع الطمأنينة والاستقرار. ولفت سموه إلى أن التعاون بين مسؤولي البلدين في تطور مستمر ويأتي ذلك تأكيداً لدعم قيادتي البلدين تطوير التعاون الثنائي بما يعكس طموحات القيادة العليا في البلدين، وبما يخدم الأهداف والمصالح المشتركة. وأكد سموه أن جمهورية الجزائر تعتبر إحدى الدول المهمة لدولة الإمارات، وشدد على أهمية بحث أوجه التعاون في مختلف المجالات والنظر في مختلف القضايا التي تهم بلدينا والدخول في مشاريع مشتركة جديدة تعود بالنفع المشترك وتحقيق مصالح بلدينا الشقيقين. كما أنها تعتبر فرصة لتقديم الاقتراحات والحلول العملية للتغلب على العقبات التي تعيق تطوير هذه العلاقات والبحث عن فرص أخرى لتعزيز العلاقات الثنائية. ودعا سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، لزيادة التنسيق في العمل المشترك وفي المنظمات الدولية والمؤتمرات وغيرها من الأمور المهمة على المحافل الدولية. وأكد سموه أن حجم التبادل التجاري غير النفطي شهد تطوراً ملحوظاً، وبلغ 493.2 مليون دولار في عام 2014 مقارنة ب 423.9 مليون دولار في عام 2013 أي بزيادة بلغت 14 بالمئة وهي زيادة تعكس مستوى تطور العلاقات الثنائية في هذا المجال. ودعا سموه إلى إيجاد المزيد من الطرق والوسائل لزيادة حجم التبادل التجاري، مؤكداً في هذا المجال أهمية دور القطاع الخاص في تطوير هذه العلاقات. وأشار سموه إلى أهمية دعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين والتعرف إلى الفرص الاستثمارية المتوفرة في الجزائر والإمارات، حيث تم إبرام العديد من الاتفاقيات في شتى الميادين للتعاون التجاري والاستثماري. ودعا سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إلى ضرورة استكشاف فرص ومجالات الاستثمار في قطاعات جديدة وحث المؤسسات والشركات الجزائرية للاستفادة من إمكانيات البنية التحتية التي تتمتع بها دولة الإمارات لتكون انطلاقة للوصول إلى أسواق جديدة، وفتح آفاق للتعاون بين البلدين. وأكد سموه أن دولة الإمارات تعد واحدة من بين أكبر الدول المستثمرة في الجزائر بإجمالي استثمارات حالية اتفق على تنفيذها بقيمة تزيد على 9 مليارات دولار من ضمنها مشاريع مشتركة مع الجانب الجزائري، وشركاء استراتيجيين آخرين؛ وقال: من هذا المنطلق أود الإشارة إلى أهمية تذليل العقبات التي تواجه الاستثمارات الإماراتية في الجزائر. وشدد سموه على أهمية إزالة العوائق الاستثمارية والتحديات التي تواجهها الاستثمارات الإماراتية في الجزائر ونوه بأهمية تشكيل فريق متابعة الاستثمار مع الجزائر برئاسة ممثلين عن وزارة الخارجية الإماراتية ووزارة الصناعة والمناجم الجزائرية في كلا البلدين وأعضاء من الجهات الحكومية والخاصة لدفع العلاقات قدماً في سبيل تحقيق النفع لكلا البلدين. ووجه سموه الشكر لجمهورية الجزائر على تقديم التسهيلات اللازمة للمؤسسات والهيئات التنموية والإنسانية والخيرية الإماراتية حيث بلغت قيمة المساعدات الخارجية التي قدمتها الجهات المانحة الإماراتية للجزائر خلال الأعوام من 2009 إلى 2014 إجمالي 396 مليون درهم، في مشاريع متنوعة تضمنت الإسكان والبنى التحتية والمساعدات الغذائية ومحطة توليد الطاقة والبرامج الاجتماعية والتعليمية والثقافية. وقال سموه إن عدد رحلات ركاب طيران الإمارات بين البلدين بلغ خمس رحلات، وهذا رقم لا يعكس النمو الحاصل في شتى القطاعات، ويدعونا إلى تكثيف العمل من أجل إزالة العوائق التي من شأنها أن تحد من نموه وتطوير العلاقات الثنائية.. وأشار سموه إلى ضرورة تطبيق سياسة فتح الأجواء الكاملة بين البلدين، ومنحها حرية التشغيل بموجب الحرية الخامسة بدون أي قيود. وأضاف سموه: إن عدد المقيمين الجزائريين في الدولة في تزايد مستمر حيث زاد عددهم على 10 آلاف مقيم في عام 2014 فيما تجاوز عدد الزائرين الجزائريين إلى دولة الإمارات 65 ألف زائر في العام نفسه. وكان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، قد بحث مع رمطان لعمامرة وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الجزائري العلاقات الثنائية بين الإمارات والجزائر وسبل تعزيز التعاون بينهما في مختلف المجالات خاصة الاستثمارية والتجارية ومجالات الطاقة.. كما تم استعراض عدد من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة ذات الاهتمام المشترك.(وام) علاقة نموذجية تم في ختام اجتماعات اللجنة التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم، فقد قام سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ورمطان لعمامرة بالتوقيع على مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال الرقابة التجارية وحماية المستهلك، ومذكرة تفاهم البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي 2015 2017 ومذكرة التفاهم في مجال الشؤون الإسلامية بين حكومة الإمارات وحكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية. وجه رمطان لعمامرة وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الجزائري الشكر والثناء والتقدير لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة ونوه بالعلاقة المتميزة التي تربط بلده بدولة الإمارات. ونقل رمطان لعمامرة لسموه تحيات وتقدير الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مشيراً إلى مدى اهتمام الرئيس الجزائري بالعلاقات الثنائية مع دولة الإمارات، وتمنى أن تصبح العلاقة بين البلدين علاقة نموذجية استراتيجية قوية. وأشاد باستضافة الإمارات أعمال الاجتماع الثالث عشر للجنة المشتركة وأكد أهمية فتح آفاق جديدة للتعاون في المجالات كافة. حضر اللقاء الدكتور طارق أحمد الهيدان مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية ومحمد سيف السويدي مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية، وسلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس إدارة موانئ دبي العالمية، وأحمد علي الميل الزعابي سفير الدولة لدى الجمهورية الجزائرية. (وام)
مشاركة :