مسقط – خلقت المبادرة الإماراتية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل ديناميكية جديدة في المنطقة تجاوزت التصريحات التي كانت سائدة تأييدا أو تنديدا من مختلف الأطراف. ولم تعد التصريحات معبرة عن المواقف في العلاقات العربية الإسرائيلية، إذ تلقى الوزير العماني المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي الاثنين اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية العمانية. وذلك بعد يوم واحد من اتصال مماثل أجراه الوزير الإسرائيلي مع نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، دشنا فيه فتح خطوط الاتصالات بين البلدين. وقالت الوزارة العمانية في تغريدة على تويتر إنه “تم خلال الاتصال التطرق إلى التطورات الأخيرة في المنطقة”. وهذا أول اتصال علني بين سلطنة عمان وإسرائيل منذ إعلان الإمارات الخميس تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية. وأعربت مسقط الجمعة عن تأييدها قرار الإمارات بشأن العلاقات مع إسرائيل. وأكد بن علوي خلال المكالمة “على موقف السلطنة الثابت والداعم لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط”. اقرأ أيضا: تطبيع سوداني إسرائيلي منتظر قبيل الانتخابات الأميركية وأشار إلى “ضرورة استئناف مفاوضات عملية السلام وتحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وهو ما يتوافق في الوقت نفسه مع الموقف العربي”. وعلى الرغم من عدم إقامة السلطنة علاقات رسمية مع إسرائيل، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أكتوبر من 2018 محادثات مفاجئة مع السلطان الراحل قابوس بن سعيد في مسقط. ويرى مراقبون سياسيون أن سلطنة عمان تراعي علاقتها مع إيران، في قرار التطبيع مع إسرائيل، دون أن يدفعها ذلك إلى التراجع عن سياستها الوسطية في علاقاتها مع الدول. وترتبط عمان بعلاقات جيدة مع إيران على عكس غالبية دول الخليج الأخرى التي ترى في سياسة طهران تدخلا سافرا في شؤون المنطقة. وتحافظ سلطنة عمان على علاقات ودية مع كل من الولايات المتحدة وإيران وقامت من قبل بدور الوسيط بينهما. وتلقى بن علوي اتصالا من جبريل الرجوب أمين سرّ اللجنة المركزية لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقالت الوزارة العمانية في تغريدة أخرى إن الرجوب “أعرب (…) عن تقديرهم واطمئنانهم لدور السلطنة وسياستها المتوازنة والحكيمة إزاء القضايا العربية وفي مقدمها القضية الفلسطينية”. ووصفت مصادر دبلوماسية خليجية الخطة العمانية بالمهمة للغاية، مرجحة أن تكون الدولة الخليجية الثانية التي ستطبّع علاقتها مع إسرائيل. وتوقعت هذه المصادر أن تكون البحرين الدولة الثالثة المقدمة على هذا القرار، فيما لا تبدو قطر معارضة لخطوات تقارب مع إسرائيل. وأشادت كل من البحرين وسلطنة عمان بالاتفاق الإماراتي الإسرائيلي على الرغم من أنهما لم تعلقا على آفاق تطبيع علاقاتهما مع إسرائيل ولم ترد أي منهما على طلبات للتعليق على هذا الأمر. وعزت المصادر الدبلوماسية نفسها الموقف الكويتي إلى مزايدات حلقات سياسية إسلامية مرتبطة بالإخوان، وأخرى شيعية مقربة من إيران، على الموقف السياسي الكويتي. ونقلت صحيفة “القبس” عن مصادر حكومية في الكويت قولها إن موقف البلاد تجاه إسرائيل لن يتغير وأنها ستكون آخر دولة تطبع العلاقات معها. Thumbnail وتراقب السعودية الموقف وسط صمت سياسي حيال الخطوة الإماراتية، لكنّ مسؤولين ألمحوا إلى أنه من غير المرجّح أن تتبع الرياض على الفور خطى حليفتها الإقليمية الرئيسية. ويتوقع مراقبون سياسيون تزايد التقارب السعودي الإسرائيلي عبر الإمارات بعد اتفاق التطبيع. وعبرت موريتانيا عن ثقتها “بحسن تقدير” الإمارات في قرارها توقيع اتفاق مع إسرائيل لتطبيع العلاقات. وذكر بيان لوزارة الخارجية الموريتانية “أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمتلك السيادة المطلقة والاستقلالية الكاملة في تسيير علاقاتها وتقدير مواقفها وفق مصالحها الوطنية، ومصالح العرب والمسلمين”. وأقامت موريتانيا علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، لكن جمدتها عام 2009 ردا على حرب غزة في 2008 و2009. اقرأ أيضا: استراتيجية إسرائيل.. إرساء علاقة مع الدولة الأهم في الخليج والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزعماء من السودان وعمان خلال العامين الماضيين وشمل ذلك زيارة قام بها إلى سلطنة عمان في أكتوبر عام 2018، حيث استقبله سلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد. وتوقّع نتنياهو انضمام المزيد من الدول إلى دائرة السلام. وقال وفق بيان صادر عن مكتبه “هذا تغير تاريخي يعزز السلام مع العالم العربي وسيقود في نهاية الأمر إلى سلام حقيقي وقوي ومأمون مع الفلسطينيين”. وتوقع وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين أن تحذو البحرين وسلطنة عمان حذو الإمارات في تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وقال كوهين لإذاعة الجيش الإسرائيلي “في أعقاب هذه الاتفاقية (مع الإمارات) سيتم توقيع اتفاقيات أخرى مع المزيد من دول الخليج والدول الإسلامية في أفريقيا”. وتابع “أعتقد أن البحرين وسلطنة عمان على جدول الأعمال بالتأكيد. بالإضافة إلى ذلك، هناك في تقديري فرصة بالفعل في العام المقبل لاتفاق سلام مع دول أخرى في أفريقيا وعلى رأسها السودان”.
مشاركة :