بومبيو في الخليج: توحيد مجلس التعاون قبل العلاقة مع إسرائيل | | صحيفة العرب

  • 8/28/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مسقط – لم تنته زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى منطقة الشرق الأوسط مثلما بدأت، حيث انتقلت تصريحاته من تلطيف العلاقات الإسرائيلية العربية، وذلك خلال زيارته إلى تل أبيب ثم الخرطوم، إلى موضوع تقوية العلاقات داخل مجلس التعاون ورفع العزلة عن قطر. ولاحظت أوساط خليجية أن وزير الخارجية الأميركي ركز في جولته الخليجية، التي شملت الإمارات والبحرين وسلطنة عمان، على ضرورة العمل من أجل “مجلس تعاون خليجي موحد”، في إشارة إلى أن الأولوية الأميركية في الخليج لا تزال بناء تحالف خليجي قوي في وجه التمدد الإيراني، خاصة أن الظروف لا تتهيأ لبناء علاقات خليجية أوسع مع إسرائيل، وأن الولايات المتحدة تراهن على عامل الوقت لتحقيق ذلك. هيو لوفات: بومبيو لم يحصل على التزامات بحرينية عمانية بالتطبيع هيو لوفات: بومبيو لم يحصل على التزامات بحرينية عمانية بالتطبيع وكتب بومبيو في تغريدة على تويتر في ختام جولته بزيارة مسقط “التقيتُ الخميس سلطانَ عمان هيثم بن طارق آل سعيد لمناقشة أهمية بناء السلام والاستقرار والازدهار عبر مجلس تعاون خليجي موحّد”. وعبر بومبيو عن امتنانه للشّراكة الأمنية القوية والعلاقات الاقتصادية مع سلطنة عمان. من جهتها، قالت وكالة الأنباء العمانية إنه “خلال المقابلة تم استعراض أوجه التعاون الثنائي القائم بين السلطنة والولايات المتحدة في إطار العلاقات الوطيدة التي تربطهما والأمور ذات الاهتمام المتبادل بين الجانبين”. واعتبرت الأوساط الخليجية أن واشنطن لا تضع كأولوية لها تطبيعا عربيا واسعا مع إسرائيل، في المقابل تسعى إلى تقوية تحالفها مع دول الخليج في مواجهة إيران، وهو ما يجعلها تضغط لحل أزمة قطر، لكن وزارة الخارجية الأميركية تنظر إلى الأمر نظرة فوقية لا تستطيع أن تفهم حقيقة الخلاف وسبل تجاوزه. وقالت هذه الأوساط إن الخلاف الخليجي مع قطر ليس خلافا ثانويا ولا يتعلق بمسائل ترتيبية، كما أنه لا يعبر عن اختلاف في وجهات النظر، فهو أعمق بكثير، خاصة أن سياسات الدوحة في الرهان على جماعات مصنفة إرهابية في المنطقة تهدد الأمن القومي لدول الخليج، فضلا عن الاتفاقيات الأمنية والعسكرية التي عقدتها قطر مع تركيا وإيران والتي تمس استقرار مجلس التعاون وتجعل تقاليده خارجه آليًّا. ولاحظت أن صعود السلطان هيثم بن طارق إلى قيادة سلطنة عمان سيكون داعما قويا لخيار توحيد مجلس التعاون الخليجي، مشيرة إلى التحول الواضح في العلاقة بين مسقط والعواصم الخليجية الأخرى خاصة الرياض وأبوظبي، وهو ما من شأنه أن يقلل من الغياب القطري وقد يضغط على الدوحة ويضطرها إلى مراجعة موقفها. وبدا أن التركيز الأميركي منصبّ على موضوع الوحدة الخليجية خلال زيارة الوزير الأميركي للإمارات؛ حيث أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن بومبيو تحدث مع نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد بشأن دعم “عدم التصعيد والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا، ووحدة الخليج، والتصدي لنفوذ إيران الخبيث في المنطقة”، فيما ظل ملف العلاقات مع إسرائيل ثانويا. وكانت أنباء قد تداولت أن بومبيو سيزور قطر ضمن جولته، إلا أن الوزير الأميركي اكتفى بإجراء اتصال هاتفي مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بعد مغادرته مسقط. ورغم الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي، لا يزال من الصعب الحديث عن اتجاه قوي في الخليج لبناء علاقات كاملة مع إسرائيل. وكان العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة أكد لبومبيو التزام بلاده بمبادرة السلام العربية التي تنصّ على قيام دولة فلسطينية مستقلة مقابل تطبيع العلاقات. Thumbnail ويشكّل الموقف البحريني رفضا ضمنيا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في وقت قريب. ويستبعد أن تقدم البحرين، وهي حليف وثيق للسعودية ومقرّ للأسطول الخامس الأميركي، على إقامة علاقات مع إسرائيل دون مباركة الرياض. وكانت السعودية قد رعت مبادرة السلام العربية عام 2002 التي تدعو فيها إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 1967 مقابل السلام والتطبيع الكامل للعلاقات مع الدول العربية. وقالت المحللة المختصة في شؤون الخليج في مجموعة الأزمات الدولية إلهام فخرو إن “سياسة البحرين الخارجية تتماشى بشكل وثيق مع السعودية. وعندما أكدت السعودية التزامها بمبادرة السلام العربية الأسبوع الماضي، أصبح من الواضح أن البحرين ستتبع موقف جارتها الأكبر”. وبالنسبة إلى سلطنة عمان فإنها “لطالما وازنت بنجاح دبلوماسيتها مع لاعبين إقليميين مختلفين، بما في ذلك إيران والسعودية وإسرائيل، ومن غير المرجح أن ترغب في خسارة وضعها كلاعب محايد ووسيط دبلوماسي، عبر خروجها عن موقف جامعة الدول العربية”. ويرى هيو لوفات، المحلل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أنه “بعد أن قضى مسؤولون أميركيون وإسرائيليون أياما في المبالغة في احتمال أن تحذو دول عربية أخرى حذو الإمارات في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، يبدو أن عدم وجود أي التزامات علنية خلال جولة بومبيو الإقليمية أمر مخيب للآمال تماما”.

مشاركة :