بغداد – تعرضت مراسلة قناة “الحرة” في البصرة إلى اعتداء بالضرب المبرح من قبل قوات مكافحة الشغب في البصرة، مع مصور القناة أثناء تغطيتهما لمظاهرة انطلقت مساء الأحد على خلفية مقتل ناشط عراقي برصاص مسلحين في المحافظة. ونقلت القناة على موقعها الإلكتروني، تصريحات المراسلة نجاح العابدي، قائلة إن القوات الأمنية “اعتدت عليها بالضرب والكلمات النابية”، كما صورت حادثة اعتقال المصور الخاص بها واقتياده من قبل قوات مكافحة الشغب في المحافظة. وأكدت العابدي تعرضها للضرب على الوجه، بشكل تسبب “في إضعاف حاسة السمع لديها”، خلال تغطيتها للمظاهرات في المحافظة. وظهرت العابدي في مقطع فيديو وهي تعاني من كدمة حمراء على وجهها، وأشارت إلى أن “سيارات عسكرية كانت تطارد المتظاهرين وتقوم بإطلاق النار عليهم من أسلحة ثقيلة ومتوسطة يستقلها جنود غير معروفي الانتماء، قاموا باعتقال المصور الخاص بها وصادروا معداته واحتجز لفترة قبل إطلاق سراحه بعد تدخل مسؤولين”. وأفادت بأن “المتظاهرين طالبوا بإقالة رشيد فليح، قائد شرطة البصرة بعد انتهاء المهلة التي منحت له لاعتقال المتسببين في خلخلة الوضع الأمني في المدينة”. ويتعرض مراسلو قناة الحرة في بغداد إلى مضايقات وتهديدات متواصلة بسبب تقارير صحافية نشرتها القناة. وفي خضم التوتّرات بين إيران والولايات المتحدة، والمخاوف من أن تمتد إلى العراق المحاصر بين حليفيه، طالبت جماعات سياسية ومسلحة موالية لإيران السلطات مرارا بمعاقبة القناة بعد بثها لوثائقي يتناول فساد رجال الدين. وفي يناير الماضي أغلقت قناة “الحرة” الأميركية مكتبها في العاصمة العراقية بغداد، بسبب تهديدات تعرضت لها. وأرسلت إدارة القناة في واشنطن بريدا إلكترونيا للعاملين يفيد بإغلاق مكتب بغداد وتسريح العاملين. وقال أحد الموظفين إن “مضمون البريد يقول إنه بسبب تزايد القلق على حياتكم، قررنا أن يكون الخامس عشر من الشهر المقبل (فبراير) آخر يوم عمل لكم، ونشكركم على جهدكم، وإذا قررنا إعادة العمل في بغداد سنتصل بكم، كما أن حقوقكم ستكون مضمونة”. وأصدرت قناة “الحرة” بيانا أفادت فيه بأن “الشبكة تلقت معلومات جدية عن احتمال شن الميليشيات هجوما على المكتب في بغداد”. ولم تستبعد القناة أن الميليشيات كانت تخطط عقب مهاجمة مكتب الحرة في بغداد، للإيحاء بأن الجهة التي تقف وراء الاعتداء هي جماعات متشددة أخرى، على غرار تنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابي. المراسلة نجاح العابدي تعرضت للضرب خلال تغطيتها للمظاهرات في البصرة ما تسبب في إضعاف حاسة السمع لديها. وأدانت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق الاعتداء على الصحافيين، مؤكدة أن ما تعرضوا له يعد “انتهاكا واضحا” لحرية العمل الصحافي والإعلامي المكفول دستوريا. وطالبت رئيس الوزراء بوصفه قائدا عاما للقوات المسلحة، ووزير الداخلية بالتدخل الفوري لمعاقبة العناصر الذين اعتدوا على الصحافيين، والكشف عن الضابط الذي أصدر أمرا باحتجاز ومنع طاقم صحافي، والاعتداء بالضرب المبرح على مراسلة كانت تقوم بواجبها المهني. وحمّلت رئيس الوزراء مسؤولية استمرار الانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون في جميع مناطق العراق، دون رادع أو أي موقف من قبله. ونوهت بأن هذا “يؤكد استمرار النهج الذي سارت عليه الحكومات المتعاقبة من التضييق على حرية العمل الصحافي وانتهاك الدستور”. وتتعرض قناة الحرة باستمرار لتهديدات واعتداءات على مراسليها في المناطق التي تتواجد فيها ميليشيات موالية لإيران، كما العراق ولبنان، ففي يونيو الماضي تعرضت مراسلة قناة الحرة في لبنان جينا عفيش إلى مضايقات خلال مداخلة مباشرة على الهواء. وكانت عفيش تتحدث عن مطالب المحتجين الرافضة للواقع الاقتصادي المتردي وتنديدا بالطبقة السياسية الحاكمة، وكذلك حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، لتتفاجأ بهجوم عليها من قبل مجموعة تابعة لحزب الله رفضت المطلب المتعلق بالسلاح، لترد عليهم عفيش بأن هذا المطلب مطروح من قبل مجموعات من المتظاهرين ولا يمكن تجاهله. وكتب جاد شحرور المسؤول الإعلامي في مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية “سكايز” عبر تويتر “الاعتداء على طاقم التصوير ومراسلة الحرة، لا يمت إلى أخلاق الثورة بصلة وانتقاد أي عمل صحافي لا يكون بالعنف أو الشتم”.
مشاركة :