شنت إسرائيل الثلاثاء غارات جوية على مواقع تابعة لحركة حماس في قطاع غزة، فيما توقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة عن العمل بسبب نفاد الوقود، ما يعني أن سكانه لن يحصلوا سوى على 4 ساعات يوميا من الكهرباء. ويبقى التصعيد، الذي بدأ قبل أيام على خلفية إطلاق بالونات حارقة نحو المستوطنات القريبة من القطاع، سيد الموقف رغم الجهود المصرية لنزع فتيله. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته الحربية قصفت مواقع لحركة حماس في غزة ردا على استمرار إطلاق البالونات الحارقة على طول الحدود بين الجانبين. وبحسب بيان للجيش “قصفت طائرات مقاتلة وطائرات (أخرى) بنى تحتية تابعة لحركة حماس الإرهابية في قطاع غزة”. وأشار البيان إلى أن الضربات الجوية مرتبطة بـ”بالونات تحمل مواد ناسفة وأخرى حارقة تطلق من قطاع غزة باتجاه إسرائيل”. وأكد مصدر مقرب من حماس أن “الحركة ومعها الفصائل الفلسطينية تنتظر استجابة الاحتلال لمطالب إنهاء العدوان الإسرائيلي وتخفيف الحصار وإنهاء الإجراءات والقيود التي فرضها الاحتلال مؤخرا”. وكان الوفد المصري الذي يترأسه رئيس ملف فلسطين في المخابرات العامة المصرية اللواء أحمد عبدالخالق غادر مساء الاثنين القطاع الذي كان وصله ظهرا، نحو إسرائيل لإجراء مباحثات مع قادتها ومع السلطة الفلسطينية، ومن المتوقع أن يعود إلى غزة، بحسب مصدر في حماس. ويسعى الوفد الأمني المصري إلى عودة التهدئة على جانبي الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة. واعتبر مصدر في حماس أن “الرد الإسرائيلي سلبي حتى الآن، خاصة وأن الاحتلال واصل عدوانه ونفذ غارات جوية على غزة بعد منتصف الليل”؟ وبحسب المصدر، لم تسجل إصابات جراء القصف الإسرائيلي، الذي استهدف وفق ما أفادت مصادر أمنية وشهود عيان في غزة، مواقع مراقبة تابعة لحماس في رفح جنوب القطاع وبيت لاهيا شمالا. ويقول متابعون إن التصعيد الجاري بين حماس وإسرائيل سببه الأساسي الضغوطات المالية التي تخشى الحركة الفلسطينية من أن تتفاقم جراء وقف قطر دعمها للقطاع. وكانت مصادر إسرائيلية كشفت في وقت سابق عن اتصالات بين جهاز الموساد والدوحة لاستمرار ضخ الأموال للقطاع المحاصر. وعادة ما تنحو حماس إلى التصعيد كلما استشعرت اشتداد الضائقة المالية، وكانت قطر قد تكفلت في الفترة الماضية وبالتنسيق الكامل مع إسرائيل بإدخال أموال في شكل منحة على دفعات لضمان التهدئة بيد أن هذه المنحة تنتهي الشهر المقبل. وأعلنت شركة توزيع الكهرباء في قطاع غزة الثلاثاء عن توقف عمل محطة توليد الكهرباء الوحيدة بعد نفاد الوقود اللازم لتشغيلها على إثر وقف إسرائيل الخميس إمدادات الوقود ضمن العقوبات التي فرضتها على غزة ردا على إطلاق البالونات الحارقة. وكانت إسرائيل التي تحاصر القطاع منذ أكثر من عقد، فرضت سلسلة من العقوبات على قطاع غزة المحاصر مع استمرار التصعيد مع حركة حماس. وتمثلت العقوبات المفروضة بإغلاق معبر كرم أبوسالم المخصص للبضائع وإغلاق البحر أمام الصيادين بالإضافة إلى وقف إمدادات الوقود. ويعتمد تشغيل الكهرباء في قطاع غزة على إسرائيل، فيما كان يتلقى إمدادات من مصر في السابق.
مشاركة :