تحليل إخباري: اتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات يؤثر على شعبية نتنياهو لدى اليمين الإسرائيلي

  • 8/19/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

القدس 18 أغسطس 2020 (شينخوا) أثار إعلان اتفاق تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة الأسبوع الماضي مقابل إيقاف خطة الضم الإسرائيلية، خلافات حادة في أوساط اليمين الإسرائيلي. وأعلنت إسرائيل والإمارات العربية المتحدة يوم الخميس الماضي عن التوصل لاتفاق تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مقابل وقف خطة فرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء من أراضي الضفة الغربية (يهودا والسامرة) وغور الأردن. وكتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تويتر أنه تم التوصل إلى "اتفاق سلام تاريخي" بين إسرائيل والإمارات، وأعاد نتنياهو تغريدة ترامب وكتب "يوم تاريخي". وفي أعقاب الإعلان عن الاتفاق، أعرب مسؤولون سياسيون من اليمين الإسرائيلي عن رفضهم أن يوقف اتفاق تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات تنفيذ خطة الضم. ورحب نفتالي بينيت وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، ورئيس حزب يمينا بالاتفاق بين إسرائيل والإمارات، ولكنه في الوقت ذاته هاجم نتنياهو قائلا أنه "أضاع فرصة تحدث مرة كل قرن لتطبيق السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وأراضي الضفة الغربية". وأضاف بينيت على تويتر "إنه لأمر مأساوي أن نتنياهو لم ينتهز اللحظة، ولم يتحل بالشجاعة لتطبيق السيادة على شبر واحد من أرض إسرائيل". وبدوره، هاجم رئيس مجلس السامرة الإقليمي يوسي دغان، نتنياهو على تويتر قائلا "إذا باع نتنياهو سيادته مقابل قطعة من الورق، مع دولة بعيدة لم تهدد إسرائيل أبدا، فهذا يعني أن ما فعله عملية خداع لجمهور بأكمله". وكان نتنياهو قد وعد ناخبيه بتطبيق فرض السيادة الإسرائيلية على أراضي الضفة الغربية وغور الأردن، كجزء من حملته في الجولتين الأخيرتين من الانتخابات البرلمانية العامة. وتعليق على ذلك، قال عضو الكنيست عن حزب يمينا أوفير سوفير على تويتر أن الاتفاق لا ينبغي أن يأتي على "حساب مصالحنا الأكثر أهمية مثل تطبيق السيادة في جميع أنحاء أرض إسرائيل". وأضاف "هذا الوعد الانتخابي لليكود، ووعد رئيس الوزراء حال تشكيله الحكومة". وقال رئيس مجلس مستوطنات يهودا والسامرة وغزة (يشع) دافيد الحياني في حديث مع الإذاعة العبرية العامة أنه إذا تنازلت إسرائيل عن خطة الضم فيجب استبدال نتنياهو على الفور. ويرى محللون سياسيون إسرائيليون أن اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات مقابل وقف خطة الضم الإسرائيلية جاء مخالفا لوعود نتنياهو الانتخابية، الأمر الذي قد يؤثر على شعبيته بين الأحزاب اليمينة في إسرائيل. ووصف المحلل السياسي عاموس هرئيل اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات بأنه "خيبة أمل لليمين الأيديولوجي"، موضحا أن نتنياهو تراجع عن وعده بالضم مثلما تراجع عن الكثير من الوعود بالسابق. وقال هرئيل لوكالة أنباء ((شينخوا)) "في هذه المرة مثلما في السابق، يحاول طمس ذلك بضباب من الوعود الزائفة التي لا ينوي تطبيقها". وأضاف "مع ذلك منتقدو نتنياهو في اليمين يمكنهم فقط لوم أنفسهم أولا، لم يكن لديهم سبب لتصديقه، استنادا إلى تجربتهم الطويلة معه"، مبينا أنه "حتى قبل بضعة أيام قال معظم رؤساء البلدات الإسرائيلية أنه يوجد في خطة الضم وصفة لكارثة مخبأة، ليس لأنها ستؤدي إلى نظام ابرتهايد رسمي، بل لأنها لا تتضمن جميع الأراضي". وحدد نتنياهو الأول من يوليو الماضي موعدا لتنفيذ خطة الضم، حيث لم يعط البيت الأبيض الضوء الأخضر لنتنياهو لبدء تنفيذ الخطة، في حين قال نتنياهو أنه "سيواصل" إجراء مناقشات مع الجانب الأمريكي. وخلافا لما جاء في الاتفاق، قال نتنياهو خلال مؤتمر متلفز في مدينة القدس يوم الخميس الماضي بعد ساعات من إعلان اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات أنه سيستمر في خطة فرض الضم بالتزامن مع اتفاق تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والإمارات. وأضاف "بينما أصنع السلام مع الإمارات، سأفرض السيادة أيضا، لا تغيير في خطتي لفرض السيادة في يهودا والسامرة وبالتنسيق الكامل مع الويات المتحدة الأمريكية". وتعتبر الإمارات أول دولة خليجية وثالث دولة عربية توقع اتفاق سلام مع إسرائيل بعد مصر 1979، والأردن 1994. وقال نتنياهو إن اتفاق السلام يشمل الرحلات الجوية المباشرة بين تل أبيب وأبو ظبي، بالإضافة إلى التعاون في مجالي الطاقة والمياه وغيرها من المجالات. ومن جانبه، قال المحلل السياسي بن كسبيت إن الأثار المترتبة على اتفاق السلام مع الإمارات مقابل وقف خطة الضم لا يبشر بالخير لنتنياهو. وأضاف بن كسبيت لوكالة أنباء ((شينخوا)) "نتنياهو كسب بضع نقاط في الوسط - يسار الذي يحب الاتفاقات مع العرب، ولكنه خسر نقاطا أكثر في قاعدة المصوتين له في اليمين". وأرجع بن كسبيت السبب في ذلك بأن الجميع أصبح يدرك أن "وعد الضم تبدد، والحلم ضاع لا يوجد سيادة".

مشاركة :