التطرف والطائفية... والعوامل الموضوعية | مقالات

  • 7/23/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إن أي ظاهرة في العالم، سواء كانت سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية، لابد وأن يكون لها عوامل موضوعية وذاتية ساهمت في ظهورها. والطائفية كانت كامنة ونائمة، لعن الله موقظها. وبروزها كظاهرة مرتبطة بالتطرف حتماً له عوامل ذاتية وموضوعية ساهمت في ظهورها وسيطرتها، وبالطبع نحن نغلّب العوامل الذاتية على الموضوعية لانتشار أي ظاهرة. وسنناقش العوامل الذاتية في مقال خاص، لكن بالنسبة للعوامل الموضوعية، سأورد مقولات بعض الساسة المؤثرين في السياسة الأميركية، لعل وعسى يتفكر فيها أولو الألباب: هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي الاميركي، كتب من العام 2009 حتى 2014 يقول: «سيطروا على النفط تسيطرون على الأمم، سيطروا على الغذاء تسيطرون على الشعوب». «ضرورة الحفاظ على الأنظمة الديكتاتورية، ودعم الحركات الدينية المتطرفة، وخاصة الإخوان المسلمين في مصر وليبيا والأردن لتكوين جبهة لمواجهة إيران». «إيران ستكون المسمار الأخير في النعش الذي تجهزه أميركا وإسرائيل إلى روسيا والصين، وعندما يسقطان وإلى الأبد نبني مجتمعاً عالمياً جديداً لن يكون إلا لقوة واحدة وحكومة واحدة هي الحكومة العالمية (السوبر باور-الماسونية)، وقد حلمت بهذه اللحظة التاريخية». أما جو بايدن نائب الرئيس الأميركي، فهو مهندس فكرة عسكرة التنظيمات المتطرفة، وتأسيس «داعش» وطرح فكرة تقسيم العراق على أساس طائفي 2006، ومن مقولاته: «أنا صهيوني وإسرائيل ضرورة لأمن يهود العالم» وأكد ان بلاده تقدم إلى الكيان الصهيوني 8.5 مليون دولار يومياً. أما ريتشارد بيرل الصهيوني رئيس مجلس سياسات الدفاع الأميركي، في كتابه نهاية الشر 2004 فيقول: «الحرب العالمية خيار لا مفر منه، وضرورة تقسيم العراق وإنهاء الحكم في سورية والتخلي عن الوهم بأن دولة فلسطينية مستقلة تساهم في حماية الأمن الأميركي». وفي أدبياتهم وكتبهم، تنص الاتفاقية الجديدة لتقسيم الوطن العربي على أساس طائفي وعرقي بحت، كالتالي: «يُقسم العراق إلى ثلاث دول: كردستان، سنيستان، شيعستان. كردستان: وتضم كردستان العراق وكركوك، وأجزاء من الموصل وديالى وأجزاء من تركيا وإيران وسورية وأرمينيا وأذربيجان. سنيستان (دولة الدواعش): تضم ما تبقى من أرض العراق وتُدمج مع أراضٍ في سورية». ومن الملاحظ ان كل الدول المصطنعة تقوم على أساس عرقي أو ديني متطرف، من أجل التبرير ليهودية الكيان المحتل أرض فلسطين. وتقسم سورية إلى أربع دول طائفية، وكل الدلائل تشير إلى أن تقسيم العراق وسورية آتٍ لا محالة. أما فلسطين فبعد أن تم التقسيم فعليا على الأرض إلى غزة والضفة، يسقط حق العودة ويصبح فلسطينيو الشتات يتبعون الأردن، ويُرحّل قسرا عرب الأراضي المحتلة عام 1948 إلى الأردن، لتحتفظ فلسطين بالعرق اليهودي فقط. ويأتي ضمن السياق، القرار الأخير برفض إعطاء المهاجرين الروس (غير اليهود)، الذين هاجروا منذ سنوات طويلة لأسباب اقتصادية، إقراراً من الكيان الصهيوني بيهوديتهم، فالهدف النهائي من كل هذا الخراب والدمار لتقسيم العالم على أساس ديني أو عرقي من أجل التبرير ليهودية الكيان الغاصب. ونذكّر بالمقولة المشهورة لريتشارد بيرل: «العراق هدف تكتيكي، والسعودية هدف استراتيجي، أما مصر فهي الجائزة الكبرى». من الفرات إلى النيل، أليس هو حلم الصهيونية والماسونية منذ أن نشأت؟ **** إضاءة: نحتاج إلى العقلاء في السعودية واليمن، لوقف التراجيديا العبثية، والنزيف الدامي لليمن وشعبه، بشكل دائم لا هدنة موقتة، لأن الحرب لن تحل المشكلة بل تزيدها تعقيداً، وتولد الأحقاد والأحزان، وفقط بالحوار يتحقق الحل السياسي لتأمين مصلحة السعودية واليمن على السواء، ونتمنى أن يكون التدخل البري حاسماً ولا يؤجج الحرب الأهلية الطائفية بشكل أكبر، لكي لا يسقط المزيد من الضحايا من الطرفين. aalsaalaam@gmail.com

مشاركة :