وقف الطفل السوري رغدان فرج البالغ من العمر 12 عاما في أحد شوارع مدينة السويداء (جنوب سوريا)، وافترشت رسوماته التي أبدعتها أنامله الصغيرة أمامه ، ليعرضها للبيع لمن يريد شرائها في مبادرة منه لشراء كمامات ومواد تعقيم لأطفال رآهم يتجولون بلا كمامات في وقت انتشر فيه مرض فيروس كورونا الجديد "كوفيد ـ 19" بكثافة في سوريا في الأسابيع القليلة الماضية . المبادرة التي قام بها الطفل رغدان لاقت استحسانا من قبل الكثير من أهالي مدينة السويداء، وحرضت البعض على مساعدة الأطفال في هذه الظروف الصعبة ، وآخرون اشتروا الرسومات بمبالغ جيدة لتحفيزه على عمل الخير ، الأمر الذي ساهم برسم بسمة على وجه هذا الطفل الذي اندفع لمساعدة أقرانه من الأطفال ولو بجزء بسيط . وقدم الطفل رغدان حوالي 25 عملا رسمها خلال الفترة الماضية ، وهي لوحات مستوحاة من الواقع الذي تعيشه سوريا حاليا ، وهو انتشار مرض "كوفيدـ19" ، وتعبر عن تخوفه من هذا المرض وتأثيره على حياة الناس عموما والأطفال خصوصا، وبعضها يحث الأطفال على اتباع سلوكيات الوقاية من المرض وعدم الاستهتار ، ولبس الكمامة بشكل دائم أثناء التجول. وقال رغدان ، الذي بدا عليه الفرح عندما اشترى عدد لا بأس به من الناس رسوماته في اللحظات الأولى من وقوفه في أحد شوارع المدينة الرئيسية ، لوكالة أنباء (شينخوا) ، وقال " أثناء تجولي في مدينة السويداء شاهدت بعض الأطفال الفقراء الذين يبيعون الشوكولا والبسكويت في الشوارع ، لا يرتدون الكمامة ، وأيديهم متسخة الأمر الذي يشكل خطرا على حياتهم ، فتبادر لذهني أن أعرض رسوماتي للبيع ، ورغم علمي أنها لن تجني أموالا كثيرة ، ولكنني قررت أن أساعد هؤلاء الأطفال وشراء كمامات لهم من أجل حمايتهم من خطر هذا المرض" . وتابع يقول " لم أتوقع أن تلقى هذه المبادرة استحسانا لدى الناس ، وخلال وقت قصير بعت بعض الرسومات ، بمقدار 10 آلاف ليرة سورية " ، مبينا أن هذا الرقم قليل لكنه " أسعدني لأنني سأشتري به كمامات للأطفال الذين شاهدتهم في الشارع " . وعبر رغدان عن سروره بهذا العمل ، داعيا الأطفال الذين يستطيعون تقديم العون ، إلى المساعدة ، لأن العمل الإنساني يترك أثر طيب في نفوس الأطفال المحتاجين . كما ساهم أخوه عمر البالغ من العمر 9 سنوات بهذه المبادرة ، وتعاون مع رغدان على رسم الرسومات المعبرة للمساهمة في شراء كمامات للأطفال . ومن جانبها أكدت ردينة الشعار والدة الطفلين رغدان وعمر أنه أثناء فترة الحجر قام الطفلان رغدان وعمر برسم بعض الرسومات ، مبينة أن هذا الكم من الرسومات دفع رغدان إلى عرضها للبيع أمام من يرغب بالشارع ، ليشتري بها كمامات ومعقمات للأطفال المحتاجين . وقالت الشعار إن " الرسومات كانت تعبر عن الواقع الحالي ، في ظل انتشار مرض " كوفيد ـ 19 " لتوعية الأطفال من مخاطر هذا المرض " ، لافتة إلى أن أبنها يمتلك كمية من المشاعر الطيبة لمساعدة الآخرين ، وخاصة الأطفال المحتاجين . وأضافت أن " أحد الأطباء في مدينة السويداء قام بشراء كل الرسومات المتبقية التي رسمها رغدان بمبلغ 50 الف ليرة سورية إي ما يعادل 23 دولارا أمريكيا ، كي يشجع الطفل رغدان على الاستمرار في مبادرته ، وتقديم مساعدة للأطفال المحتاجين بشراء كمامات لهم ستساهم في حمايتهم من الإصابة بالمرض .
مشاركة :