بكين 21 أغسطس 2020 (شينخوا) مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، قامت مجموعة من الساسة النرجسيين في واشنطن بتكثيف أعمالهم العدائية ضد الصين عبر أكاذيب صارخة واتهامات باطلة في محاولة يائسة لصرف الانتقادات عن استجابتهم تجاه الوباء والسعي لتحقيق مكاسب سياسية. واحدة من أكثر الإدعاءات المضحكة جاءت من مايك بومبيو، الذي يعتبره الكثيرون أسوأ وزير خارجية للولايات المتحدة على الإطلاق. في خطابه الأخير في مكتبة ومتحف ريتشارد نيكسون الرئاسي، سعى بومبيو إلى تعريف عقود انخراط الولايات المتحدة مع الصين بأنها خطأ وفشل، وإنكار الطبيعة ذات المنفعة المتبادلة للعلاقة بين أكبر اقتصادين في العالم. وكان منطقه هو أن جميع الإدارات الأمريكية منذ أن أقامت الدولتان العلاقات قد فشلت في إحداث تغيير في الصين. لو كان نيكسون على قيد الحياة، لما كان لديه أدنى فكرة عما يتحدث عنه بومبيو. عندما قررت واشنطن إذابة الجليد عن علاقاتها مع بكين في عام 1972 بسبب المصالح الجيوسياسية المشتركة الهائلة، لم تكن لدى إدارة نيكسون أي نية لتغيير الصين فحسب، بل أقرت أيضا صراحة باختلافات الولايات المتحدة مع الدولة الآسيوية. وفي بيان شانغهاي الذي تم التوقيع عليه في عام 1972، أقر الجانبان أنه بينما "هناك اختلافات جوهرية بين الصين والولايات المتحدة في أنظمتهما الاجتماعية وسياساتهما الخارجية"، فإنه على الجانبين "بغض النظر عن أنظمتهما الاجتماعية، أن يقوما بإدارة علاقاتهما على أساس مبادئ احترام سيادة وسلامة أراضي جميع الدول، وعدم الاعتداء على الدول الأخرى، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والمساواة والمنفعة المتبادلة والتعايش السلمي". وحتى في لحظة مهمة أخرى في العلاقات الصينية الأمريكية عندما وافقت واشنطن في عام 2000 على دعم عضوية الصين في منظمة التجارة العالمية، قال الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون في خطاب سياسي إن "الطريق الذي تسلكه الصين نحو المستقبل هو خيار تتخذه الصين". أما الصين فليس لديها النية ولا الرغبة في نسخ مسار التنمية في الولايات المتحدة. وقد أثبتت التنمية الاجتماعية والاقتصادية السريعة والثابتة في الصين، وكذلك التحسن الكبير في معيشة الشعب الصيني في العقود الماضية، أن اشتراكيتها ذات الخصائص الصينية ناجحة. قليلون في جميع أنحاء العالم سوف تفوتهم حقيقة أن بومبيو كان يحاول اختلاق ذريعة لموقف البيت الأبيض العدائي المتزايد تجاه الصين حتى يمكن لواشنطن أن تبدو وكأنها مدافعة قوية عما يسمى بالقيم الغربية. وخلف حجة واشنطن المتعجرفة تكمن غطرستها المهيمنة لضرب أي دولة - رأسمالية أو اشتراكية - يمكن أن تشكل تهديدا للتفوق العالمي للولايات المتحدة. إن مهاجمي الصين يحولون الولايات المتحدة، القوة العظمى الوحيدة في العالم، إلى دولة نرجسية فائقة. إنهم يحاولون تجسيد مصالحهم الذاتية بينما يقومون في نفس الوقت بتنويم الرأي العام الأمريكي بعبارات سياسية رنانة وشعارات الحرب الباردة المغطاة بالغبار والخيال حول مهمة وهمية. وظلت الصين والولايات المتحدة، على الرغم من خلافاتهما، تديران معا علاقات ثنائية سلسلة وناجحة نسبيا، وساهمتا في رفاه الشعبين وفي استقرار العالم وتنميته. ويكمن سر ذلك النجاح في حقيقة أن مصالحهما المشتركة تفوق اختلافاتهما دائما. وكان هذا هو الحال عندما تصافح قادة البلدين قبل نحو 50 عاما. ولا يزال الأمر كذلك حتى اليوم. ومع وصول واحدة من أهم العلاقات الثنائية في العالم إلى منعطف حرج، يجب على أولئك الذين يتولون قيادة الولايات المتحدة الاستعداد للإجابة على سؤال لا مفر منه: ما إذا كانت بلادهم مستعدة أو راغبة في التعايش مع الصين، التي لديها ثقافة ونظام سياسي واقتصادي مختلف. إن الخيار الذي اتخذه الجانبان معا قبل نصف قرن يبين أن هذه الاختلافات ليست عقبة أمامهما للوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ. وينبغي أن تثبت الإدارة الأمريكية الحالية والإدارة التالية أنهما قادرتان على منع هؤلاء الساسة النرجسيين الانتهازيين من تضليل بلادهم وتوجيه العلاقات مع الصين في اتجاه خاطئ وخطير.
مشاركة :