التزمت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الوالد المؤسس، طيّب الله ثراه، والقائد الملهم في عام 1971 بدعم القضية الفلسطينية، والوقوف دائماً إلى جانب الشعب الفلسطيني مادياً ومعنوياً وسياسياً في كفاحه من أجل استعادة أرضه، وتحقيق أهدافه المشروعة. إضافة إلى ذلك التزاماتها التاريخية المعهودة بقضايا الأمة العربية والإسلامية والإنسانية كافة، ولا ننسى الموقف التاريخي المشهود للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في حرب أكتوبر، ودوره في انتصار العرب، وشعاره الخالد في الذاكرة والتاريخ «ليس النفط العربي بأغلى من الدم العربي». ولقد كان لي الشرف بمرافقة سموه في عداد وفود دولة الإمارات العربية المتحدة بمشاركاتها في مؤتمرات القمة العربية المتعاقبة في القاهرة والخرطوم وبغداد ودمشق والجزائر وطرابلس الغرب وغيرها، وتأكيد سموه دائماً على وحدة الصف العربي، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ومساندة انتفاضة الداخل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما جعل العاصمة أبوظبي دائماً محط رحال القادة الفلسطينيين والعرب، للاستعانة بحكمة القيادة الرشيدة في الإمارات، ودعمها المتميز لقضية فلسطين بخاصة، وقضايا العرب والمسلمين والإنسانية عامة. ويواصل القادة في الإمارات العربية المتحدة اليوم الاستضاءة بحكمة المغفور له الشيخ زايد، بإخلاصهم والتزامهم وتعهداتهم، ودعمهم الحقوق الفلسطينية المشروعة، سواء في الميدان، أم في المؤتمرات والمنتديات العربية والإسلامية والدولية، ولا سيما حول القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ووقف الاستيطان، كشروط أساسية ثابتة ليعم السلام في المنطقة (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذهَبُ جُفَاءً وأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمكُثُ في الأَرض) [الرعد: 17]. إن معاهدة السلام مع إسرائيل ووقف ضم الأراضي الفلسطينية خطوة تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني، وتحقق للفلسطينيين مكاسب مضافة، فالإمارات منذ عام 1971 وهي تلتزم بمصالح العرب والمسلمين قدر التزامها بقضاياها العادلة، بمواقف ثابتة تجاه فلسطين، وحق شعبها في إقامة دولته، وعاصمتها القدس الشريف. خلاصة القول إن دولة الإمارات تمتلك السيادة المطلقة، والاستقلالية الكاملة، في تسيير علاقاتها، وفق مصالحها الوطنية، ومصالح العرب والمسلمين وقضاياهم العادلة كافة، وفي مقدمتها قضية فلسطين. إن ثقتنا مطلقة في قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تضع دائماً في أولوياتها مصالح الشعب الفلسطيني والأمة العربية بحكمة وحسن تقدير، قادرة على اتخاذ كل التدابير والضمانات، لاستعادة الفلسطينيين حقوقهم المشروعة، وقيام دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، وتوفير مناخات الازدهار والاستقرار لشعوب المنطقة والعالم، وذلك بما يسهم في الاستقرار الإقليمي، ويعزز الأمن والسلام، ويوقف خطة إسرائيل في ضم الأراضي. إنها خطوة تاريخية نحو شرق أوسط أكثر سلماً وازدهاراً، الأمر الذي لاقى ترحيباً عالمياً، ينبع من المكانة العالمية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، ومن قوة دولة الإمارات العسكرية والاقتصادية والحضارية، فصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يعد بحق رجل القرن الحادي والعشرين، يجمع بين العقيدة والحكمة، والمبادرة والاعتدال، والواقعية وبعد النظر، وشمولية الرؤية ببصيرة ثاقبة، لا إفراط فيها ولا تفريط، ويقطف ثمارها الجميع جيلاً بعد جيل، إنها رؤية ثاقبة لسلام شامل. * رئيس مجلس إدارة البنك العربي المتحدطباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :