تركيا المأزومة ترضخ لضغوط المجتمع الدولي

  • 8/24/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

طالما راهنت تركيا على التوسّع في المنطقة والمضي قدماً في مشروعها الاستعماري بفرض سياسة الأمر الواقع على المجتمع الدولي في ليبيا، إلّا أنّ هذه السياسة قوبلت بمعارضة قوية ومؤثرة إقليمياً ودولياً أدت إلى محاصرة هذه الأطماع، ما دفع تركيا المأزومة في ليبيا وشرقي المتوسط، إلى الرضوخ للضغوط تجنباً لمزيد من الخسائر، ولا سيما بعد انحسارها في ليبيا مع ارتفاع تكلفة الحرب التي تخوضها هناك. ضربة أطماع وجاء اتفاق وقف إطلاق النار بمقام ضربة للأطماع التركيّة، بعد سلسلة من الضربات وجهت إليها في منطقة شرقي المتوسط، فيما يرى مراقبون في الاتفاق طوق نجاة لتركيا للخروج من أزمتها ووقف نزيف خسائرها في ليبيا. وأكّد الخبير الاستراتيجي المصري، اللواء سمير فرج، أنّ قرار وقف إطلاق النار في ليبيا، تطوّر إيجابي حظي بإشادات دولية واسعة النطاق، وجاء ترجمة لجهود بُذلت أخيراً وضغوط من أطراف إقليمية ودولية، ودور مصري فاعل ومؤثر في إدارة العملية مع أمريكا. ضغط دولي وأشار فرج إلى أنّ ضغطاً دولياً تم في ليبيا من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار، بداية من الأمم المتحدة وقراراتها بوقف القتال وطرد المرتزقة، والدور الأمريكي الإيجابي، ولقاءات السفير الأمريكي في ليبيا مع رئيس حكومة الوفاق ورئيس البرلمان المستشار عقيلة صالح، فضلاً عن الضغط الإقليمي على «الوفاق»، المتمثّل في الاتحاد الأوروبي. نجاعة تحرّكات وشدّد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، أنّ الاتفاق الليبي يؤكّد نجاعة التحركات المصرية في الملف الليبي، مضيفاً: منذ إعلان الموقف المصري وعدّ سرت والجفرة خطاً أحمر، بدأ المجتمع الدولي ممثلاً في العواصم الرئيسة الفاعلة بالتحرك، من أجل نزع فتيل الأزمة أو حدوث أية مواجهة عسكرية كبرى في ليبيا، ما أدى إلى الاتفاق الذي أعلنت عنه «الوفاق» والبرلمان الليبي، والتي كانت محل ترحيب من الجميع. مأزق تركي ولفت الباحث السياسي والمختص بشؤون التنظيمات الإرهابية، منير أديب، إلى أنّ الإعلان عن وقف إطلاق النار جاء في خط متوازٍ مع المأزق التركي في ليبيا، ذلك أنّ تكلفة الحرب أصبحت كبيرة وغير آمنة لأنقرة في التحذير المصري من تجاوز الخط الأحمر في سرت والجفرة، موضحاً أنّ إعلان حكومة الوفاق وقف إطلاق النار مجرد مناورة هدفها البحث عن مخرج لتركيا. وشدد الباحث المصري على ضرورة إخراج المرتزقة فوراً من كامل الأراضي الليبية، ولا سيّما عناصر تنظيم داعش الذين تم توطينهم في الغرب، مشيراً إلى أنّ الأهم بسط الجيش الليبي سيطرته على كامل التراب الليبي وتسليم أسلحة الميليشيات، وإطلاق عملية ســياسية وانتخابات حرة يختــار فيها الليبيون قادتهم. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :