الجيش الليبي يفضح نوايا السراج من إعلان وقف إطلاق النار | الجمعي قاسمي | صحيفة العرب

  • 8/24/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تونس - حسم الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، موقفه بخصوص مبادرة رئيس حكومة الوفاق فايز السراج حول وقف إطلاق النار، بوصفها أنها كُتبت في عاصمة أخرى، وتستهدف ذرّ الرماد في العيون. ويأتي هذا الحسم في الوقت الذي ارتفعت فيه الأصوات المُشككة في حظوظ نجاح تلك المبادرة في تثبيت وقف إطلاق النار بين فرقاء الصراع في ليبيا، وسط أجواء مُلتبسة، تنازعت فيها الأولويات، وتعددت فيها الاتهامات المشحونة بالتوتر. ولم تتمكن بيانات الترحيب التي تتالت محليا وإقليميا ودوليا بهذا التطور المفاجئ، من حجب قلق العديد من المراقبين الذين لا يستبعدون إقدام الفصائل والميليشيات الموالية لجماعة الإخوان المسلمين على عمل من شأنه إجهاض أي مسعى لإعادة الملف الليبي إلى مربع المسار السياسي. وقال اللواء احمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي، إنه تم الأحد رصد فرقاطتين، وعدد من السفن الحربية التركية وهي تتقدم في وضع قتالي نحو سرت، إلى جانب تزايد عمليات التحشيد العسكري الذي يُنذر باندلاع قتال في منطقة سرت ومجمل الهلال النفطي. ولفت في مؤتمر صحافي استثنائي، إلى أن هذه التطورات الميدانية تأتي بعد اجتماع عُقد في مصراتة بين نائب قائد هيئة الأركان التركية وعدد من مسؤولي الميليشيات، خُصص للتخطيط للهجوم على وحدات الجيش الليبي. وأكد في المقابل، أن قوات الجيش الليبي هي الآن في وضع قتالي للدفاع عن الأراضي الليبية، ولدحر الإرهاب الذي “أصبح يتمدد في ليبيا برعاية دولية”. الأمر الذي ساهم في تغذية قلق مشروع بالنظر إلى الأجندات الخفية للفصائل والميليشيات التي لن تقبل بإرباك حساباتها. أحمد المسماري: مبادرة السراج تستهدف ذرّ الرماد في العيون أحمد المسماري: مبادرة السراج تستهدف ذرّ الرماد في العيون وبدأ هذا القلق يتراكم منذ أن أعرب حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان في ليبيا، عن رفض ضمني لما جاء في بياني السراج – صالح، بشأن إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال شهر مارس القادم، فيما تتالت التحركات لعدد من الميليشيات في بعض المناطق الليبية لفرض موازين قوى ميدانية جديدة. وتزامن هذا الموقف المُخاتل مع آخر صادر عن عبدالله الرفادي، رئيس حزب الجبهة الوطنية المرتبط بالجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا التي كان يرأسها محمد المقريف رئيس المؤتمر الوطني السابق، اعتبر فيه أن بيان السراج لم يستشر فيه المجلس الأعلى للدولة ولا حتى المجلس الرئاسي والحكومة. وفي المقابل، اعتبر جاب الله الشيباني عضو البرلمان الليبي بطبرق، وقف إطلاق النار، أنه “معمول به منذ فترة ولم تبق إلا الأصابع على الزناد”، مؤكدا في نفس الوقت أن الذي أصدر أمر وقف القتال “لا يملك القوة على الأرض التي تمكنه من تنفيذ أوامره”. وتُعزز هذه المواقف الشكوك التي فاقمت حدة المخاوف من إجهاض مبادرة السراج – صالح، والعودة إلى مُربع الاقتتال، لاسيما وأنها ترافقت أيضا مع إقدام الميليشيات الموالية لحكومة السراج على اقتحام منطقة الأصابعة، وذلك في تطور مرتبط بسياق الترتيبات في علاقة بأوراق رهان المحور التركي – القطري الإخواني. وبدا هذا الأمر واضحا بحسب جمال شلوف، رئيس مؤسسة سلفيوم للدراسات والأبحاث، الذي كشف أنه في الوقت الذي كان السراج يستعد للإعلان عن بيانه لوقف إطلاق النار، كانت طائرات الشحن العسكرية التركية العملاقة أيرباص أ300 ولوكهيدسي 130 تُفرغ حمولتها من الأسلحة والمعدات العسكرية والمرتزقة في مصراتة والوطية. وأمام هذا الوضع الذي لا يبعث في مجمله على الارتياح، قال عبدالهادي الحويج، وزير الخارجية بالحكومة الليبية في شرق ليبيا، إن هناك من “يعيش حالة هوس وانفصام مع الواقع، حيث يدعو إلى وقف إطلاق النار، ويدعو في نفس الوقت إلى سيطرة حكومة الوفاق على كامل الأراضي الليبية”. وتابع في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي، بموقع تويتر، قائلا “…هؤلاء فشلوا في العاصمة طرابلس حتى في تدبير مشكلة القمامة ناهيك عن الكهرباء والسيولة في بلد يعوم فوق بحيرة نفط، وهاهم اليوم يغتصبون المدن ويقتلون ويسفكون الدماء، الأقوال يجب أن تقترن بالأفعال وإلا لا قيمة لما يقال ويصدر من بيانات”، لافتا في هذا الصدد إلى ما تتعرض له منطقة “الأصابعة”.

مشاركة :