اتهم ممثلو جماعات حقوقية موقع "فيسبوك"، بأنه لعب دورا في تأجيج أعمال العنف، التي أجبرت مئات الآلاف من أقلية الروهنغيا المسلمة المضطهدة في ميانمار، على الفرار من ديارهم إلى بنغلاديش. وطالب ممثلو الجماعات، فيسبوك بإصلاح الأمر، عبر التعاون مع آليات العدالة الدولية، لتحديد المعلومات التي يمكن استخدامها في القضايا القانونية، إضافة إلى دعم أبناء الروهنغيا بالتعليم والتدريب. وفي عام 2018، خلص خبراء حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة، الذين يحققون في الإبادة الجماعية في ميانمار، إلى أن البوذيين القوميين المتطرفين استخدموا فيسبوك، لنشر الكراهية والعنف ضد الروهنغيا أو الأقليات العرقية الأخرى. وفي 25 أغسطس/ آب من كل عام، تحيي جماعات حقوقية تهتم بقضية الروهنغيا، ذكرى مجزرة جيش ميانمار والميليشيات البوذية المسلحة، ضد المدنيين من مسلمي الروهنغيا، في إقليم "أراكان"، ما أدى إلى مقتل الآلاف، ونزوح قرابة مليون إلى بنغلاديش. ** مشاركة المعلومات وقال ممثلو الجماعات الحقوقية، إنهم أجروا مكالمة مع مديرة حقوق الإنسان في فيسبوك، ميراندا سيسونز، وزميلها أليكس واراوفكا. جاء ذلك في بيان مشترك، أصدره "صوت الروهنغيا" و"جمعية روهنغيا أراكان للسلام وحقوق الإنسان" و"شباب الروهنغيا للعمل القانوني" و"نساء الروهنغيا من أجل العدالة والسلام"، قبيل يوم من الذكرى الثالثة لمجزرة 25 أغسطس/ آب 2017. وأضاف ممثلو الجماعات: "أخبرناها أننا أُجبرنا على الفرار من ميانمار، إلى مدينة كوكس بازار، في بنغلاديش، بعد أعمال العنف في ميانمار، والتي لعب فيسبوك دورا في تأجيجها". وشدد البيان على أن "المسؤولية تقع الآن على عاتق منصة فيسبوك، لمساعدة الروهنغيا في الحصول على العدالة". وتابع: "طلبنا من سيسونز، مشاركة المعلومات التي يمتلكها فيسبوك مع آليات العدالة الدولية، لأننا كنا قد قرأنا أنهم لم يفعلوا ذلك". ونقل البيان عن سيسونز، قولها، إن "فيسبوك يعمل مع آلية التحقيق المستقلة لميانمار، لتحديد المعلومات التي يمكن استخدامها في القضايا القانونية". وأضافت سيسونز: "ستشارك الآلية المعلومات بعد ذلك مع المحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية، والمحامين الذين يتابعون القضية في الأرجنتين". ومنذ 25 أغسطس/ آب 2017، يشن الجيش في ميانمار ومليشيات بوذية، حملة عسكرية ومجازر وحشية ضد مسلمي الروهنغيا في إقليم أراكان. وأسفرت الجرائم المستمرة عن مقتل آلاف الروهنغيا، بحسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلا عن لجوء قرابة مليون إلى بنغلاديش، وفق الأمم المتحدة. وتعتبر حكومة ميانمار، الروهنغيا "مهاجرين غير نظاميين" من بنغلاديش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة "الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم". ** مواجهة الكراهية وعن دعم فيسبوك لقضية الروهنغيا، أشار ممثلو الجماعات الحقوقية، إلى أنهم "طلبوا أيضا، دعمًا ماليًا للخدمات والأنشطة في مخيمات اللاجئين، مثل ترتيب أنشطة في مجال التعليم والتدريب للشباب وكبار السن". وأوضح البيان، أن سيسونز، ردت بأن "فيسبوك يقوم بالكثير من العمل، لمواجهة خطاب الكراهية العنيف، وهذا العمل مهم في ميانمار، لا سيما في الفترة التي تسبق الانتخابات المقرر إجراؤها في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني القادم". وأعرب ممثلو الجماعات الحقوقية، عن أملهم في أن يواصل فيسبوك التواصل معهم لاطلاعهم على ما يفعله، من أجل ضمان عدم تكرار أحداث عام 2017 مرة أخرى. وتعد أقلية الروهنغيا، واحدة من الأقليات العرقية العديدة في ميانمار، التي تمثل أكبر نسبة من المسلمين في البلاد، ويعيش غالبيتهم في ولاية "أراكان". ويواجه موقع "فيسبوك" بالفعل، انتقادات بسبب منهجه المتراخي في التعامل مع الأخبار الزائفة، وحملات التضليل وانتشار المحتوى العنيف عبر منصاته. وفي وقت سابق الأسبوع الحالي، اعترفت المنصة بأن عليها تحسين أدائها، وذلك على خلفية تقرير يشير لتجاهل فيسبوك، خطاب الكراهية لقادة مرتبطين بحزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم في الهند. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :