الساعة الخامسة من فجر يوم السبت الماضي 3-1-1442هـ كانت الساعة الأخيرة لشقيقي الأكبر وحبيب قلبي ووالدي وصديقي عبد الكريم (أبو صالح) في هذه الدنيا، إذ توفي رحمه الله جراء إصابته بفيروس كورونا الذي جثم على صدره لمدة أسبوع كان فيها بالعناية المركزة بمستشفى الملك سلمان التخصصي بحائل إلى أن فارق الحياة. إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي الرب، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، اللهم اجبرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها. ومن سابق بشراه رحمه الله ثناء المعزين به وشهادة المقربين منه له بالخير والجود والإحسان والمبادرة إلى الطاعات. سنوات قضيناها سوياً وكأنه حلم ليل، مضت سريعا بحلوها ومرها ولم يكن لي أن أتصور يوماً ما أننا سنفترق، ولكنه قدر الله المؤلم والواجب في حقه الصبر والاحتساب. كان رحيماً ودوداً نقياً صادقاً وفياً فزاعاً محباً للخير حريصاً على عون الغير سباقاً في خدمة أمه حريصاً على البر بها والوفاء لها حتى آخر أيامه. توفي والدي رحمه الله عز وجل ونحن صغار فكان لنا بمثابة الأب الحنون، يرعانا ويهتم بنا ويسندنا ويساعد والدتنا أطال الله في عمرها على تربيتنا وتجاوز معركة الحياة. رحم الله أبا صالح وأسكنه فسيح جناته وجعل قبره روضة من رياض الجنة وصبرنا على فراقه وربط على قلب أمي وزوجته وأولاده وإخوته ومحبيه وأنزل السكينة والطمأنينة في نفوسهم ورزقنا الصبر والسلوان، وجزا الله المعزين في وفاته حضورياً وهاتفياً كل خير ولا أراهم مكروها وإلى لقاء والسلام.
مشاركة :