الارتباك يفقد إيطاليا نفوذها غرب ليبيا لصالح تركيا | | صحيفة العرب

  • 8/26/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

طرابلس- يعكس بدء إزالة القاعدة العسكرية الإيطالية في مصراتة تمهيدا لبناء أخرى بحرية في الميناء تابعة لتركيا، بداية فقدان روما لنفوذها غرب ليبيا لصالح أنقرة التي تجني ثمار تدخلها لصالح حكومة الوفاق، واجهة الإسلاميين في البلاد ضد الجيش الوطني الليبي. وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية (اسي) أن العمل على إزالة القاعدة العسكرية الإيطالية في مصراتة بدأ في العشرين من أغسطس الجاري، مؤكدة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دفع نحو ذلك من أجل إقامة قاعدة عسكرية بحرية تركية في ميناء مصراتة. وتؤكد هذه الخطوة تمدد تركيا غرب ليبيا على حساب إيطاليا ومصالحها. وبعد أن دعمت روما حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج منذ البداية، لكن التدخل التركي لفائدة ميليشيات الوفاق ضد الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، جعل حكومة السراج رهينة لعبث أنقرة اللامحدود. ومنذ مدة تصاعدت التكهنات بأن تركيا ستعزز نفوذها غرب ليبيا على حساب تركيا ما جعل روما تتحرك من خلال دعواتها المتكررة إلى وقف إغراق ليبيا بالسلاح والمرتزقة. ولكن يبدو أن الوقت قد فات روما باعتبار أن أنقرة تستعجل جني ثمار تدخلها في ليبيا من خلال ترسيخ نفوذها هناك أولا والسيطرة على الموارد الطبيعية غربي البلاد. سيعزز هذا الوضع المخاوف الإيطالية على استثماراتها في ليبيا حيث تتواجد العشرات من الشركات النفطية على غرار شركة “إيني” التي تستثمر في حقل الفيل النفطي، إضافة إلى حقل الوفاء الواقع جنوب غرب طرابلس ونجحت تركيا في استغلال انشغال فرنسا وإيطاليا بالصراع على الثروات في ليبيا لتتسلل وتدعم حكومة الوفاق بالسلاح والمرتزقة، وهو ما مكنها من التمدد عسكريا واقتصاديا غربي البلاد. ووجدت إيطاليا نفسها في ليبيا مرتبكة، حيث دعمت في البداية حكومة الوفاق التي تربطها بها علاقات وطيدة حتى أن الفرقاطة التي أوصلت فايز السراج وأعضاء حكومته إلى طرابلس في 2016 كانت إيطالية. لكن مع بداية حملة الجيش الوطني من أجل استعادة السيطرة على العاصمة طرابلس وتحريرها من سطوة الميليشيات الإسلامية وجدت روما نفسها في مأزق حقيقي، حيث تصاعدت حدة التوتر بينها وبين فرنسا الداعمة لجهود الجيش ضد الإرهاب، إضافة إلى فقدانها ورقة حكومة الوفاق التي تلقت الدعم من تركيا. وتتهم أحزاب معارضة في إيطاليا وزير الخارجية لويجي دي مايو بالتقصير حيال السياسة الخارجية لاسيما المتعلقة بليبيا والتي تمسّ روما في العديد من القضايا ومنها الهجرة. وقال السيناتور الإيطالي المعارض أدولفو أورسو، نائب رئيس اللجنة البرلمانية لأمن إيطاليا (كوباسير) في وقت سابق، إن وجود قاعدة بحرية تركية في مصراتة، بمثابة “خيانة لمصالح إيطاليا الحيوية”. وطالب البرلماني عن حزب “إخوة إيطاليا” اليميني وزير الخارجية، لويجي دي مايو بالمثول “أمام البرلمان لشرح ما يبدو أنها أخطر هزيمة في تاريخنا الجمهوري”. وأضاف أورسو “مصير إيطاليا لن يتم تحديده في بوميليانو”، في إشارة إلى انتخابات محلية في المدينة بإقليم كمبانيا مسقط رأس دي مايو، “بل في البحر الأبيض المتوسط ​​حيث نخسر على الجبهة بأكملها: في ليبيا كما في لبنان وسوريا وشرق المتوسط.​​ هناك دول أخرى تحتل الدور الذي كان لإيطاليا”. بدء إزالة القاعدة العسكرية الإيطالية في مصراتة انطلق في أغسطس لإقامة قاعدة عسكرية بحرية تركية في الميناء وكان الموقف الرسمي الإيطالي حيال الصراع في ليبيا قد واجه انتقادات لاذعة حيث كانت روما تغرد بالفعل خارج السرب من خلال دعم حكومة الوفاق وميليشياتها. وحاولت روما في ما بعد ترميم علاقاتها مع الطرف المقابل من الصراع (الجيش الوطني والبرلمان) لكن ذلك لم يغير شيئا بعد التدخل التركي الذي أجّج الأزمة وبات يؤشر على قرب انتهاء الحضور الإيطالي في ليبيا. ويرى مراقبون أنه من الصعب الآن تحديد أي دور مستقبلي لإيطاليا في ظل تشبث تركيا بالمزيد من النفوذ في ليبيا، ومحاولة روسيا في المقابل تدعيم وجودها والاستئثار بالمزيد من الثروات النفطية. وسيعزز هذا الوضع حتما المخاوف الإيطالية على استثماراتها في ليبيا حيث تتواجد العشرات من الشركات النفطية على غرار شركة “إيني” التي تستثمر في حقل الفيل النفطي، إضافة إلى حقل الوفاء الواقع جنوب غرب طرابلس الذي تصدر من خلاله الغاز الطبيعي عبر أنبوب بحري إلى إيطاليا وأوروبا. كما تستثمر الشركة نفسها في حقل البوري للغاز الذي يقع على بعد 120 كلم إلى الغرب من طرابلس على الساحل الليبي

مشاركة :