حمدوك يلقي بكرة التطبيع مع إسرائيل في ملعب مجلس السيادة | | صحيفة العرب

  • 8/26/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك إلى النأي بنفسه وحكومته عن ملف تطبيع العلاقات مع إسرائيل في ضوء ضغوط المكون المدني، الذي يرفض شق كبير منه هذا التوجه، ويرى مراقبون أن الكرة الآن في ملعب مجلس السيادة وتحديدا المكون العسكري. الخرطوم - أعلن رئيس الحكومة السودانية الانتقالية عبدالله حمدوك الثلاثاء إثر محادثات مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في الخرطوم، أن حكومته “لا تملك تفويضا” لاتخاذ قرار في شأن التطبيع مع إسرائيل، وأن مهمتها “محددة” باستكمال العملية الانتقالية وصولا الى إجراء انتخابات. وبدت تصريحات حمدوك محاولة للنأي بالنفس عن ملف التطبيع مع إسرائيل في ضوء خلافات داخل تحالف إعلان قوى الحرية والتغيير، الظهير السياسي للحكومة، حول هذه المسألة. ووصل وزير الخارجية الأميركي في وقت سابق الثلاثاء، إلى العاصمة السودانية قادما من إسرائيل، في أول رحلة مباشرة بين البلدين، لمناقشة العلاقات بين الخرطوم وتل أبيب، إلى جانب الانتقال الديمقراطي في هذا البلد وخطوات رفعه من قائمة الدول الراعية للإرهاب. ونقل الناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير الإعلام فيصل محمد صالح عن حمدوك قوله ردا على “الطلب الأميركي بتطبيع العلاقات مع إسرائيل”، “المرحلة الانتقالية في السودان يقودها تحالف عريض بأجندة محددة لاستكمال عملية الانتقال وتحقيق السلام والاستقرار في البلاد وصولا إلى قيام انتخابات حرة”. وأضاف “لا تملك الحكومة الانتقالية تفويضا يتعدى هذه المهام للتقرير بشأن التطبيع مع إسرائيل”. ودعا رئيس الوزراء السوداني الإدارة الأميركية “إلى ضرورة الفصل بين عملية رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ومسألة التطبيع مع إسرائيل”. وكان تحالف الحرية والتغيير الشريك المدني في السلطة الانتقالية أعلن بعد اجتماع عقده مساء الاثنين مجلسه المركزي ورئيس الوزراء أن الحكومة الانتقالية غير مفوضة قي قضية بناء علاقات مع إسرائيل، وجاء في بيان صدر عن التحالف أن الاجتماع المشتـرك “جدد الموقف من قضية التطبيع مع إسـرائيل باعتبارها ليست من قضايا حكومة الفترة الانتقالية المحكومة بالوثيقة الدستورية”. وبدا واضحا أن موقف حمدوك من مسألة التطبيع جاء على وقع ضغوط من التحالف المدني، ولا يريد رئيس الوزراء تحمل أعباء صدامات جديدة مع القوى المدنية وجزء من الشارع السوداني، وهو بإعلانه لبومبيو أن المسألة ليست من صلاحياته يلقي الكرة رأسا في ملعب مجلس السيادة. حمدوك سبق وأن ندد بتجاهله في لقاء جمع في فبراير رئيس مجلس السيادة ورئيس الوزراء الإسرائيلي وللمفارقة فإن حمدوك سبق وأن ندد بتجاهله في لقاء جمع في فبراير رئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عنتيبي الأوغندية، واعتبر الأمر تعديا على صلاحيات حكومته. وتعد زيارة بومبيو جزءا من جولة إقليمية تهدف إلى إقناع دول أخرى بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل بعد أن أعلن في 13 أغسطس عن اتفاق على تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل. ويقول مراقبون إن الكرة باتت اليوم في ملعب مجلس السيادة وتحديدا المكون العسكري الذي يبدو أكثر حماسة لخطوة تطبيع العلاقات مع إسرائيل في ظل إدراكه بأن هذا القرار من شأنه أن يفتح الباب أمام علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة، وشطب اسم البلاد من لائحة الإرهاب. وسبق وأن لمح البرهان إلى أن رفع الخرطوم من لائحة الإرهاب والتطبيع متلازمان. وتدرج الولايات المتحدة السودان ضمن لائحة الإرهاب منذ التسعينات خلال عهد الرئيس المعزول عمر البشير، على خلفية إيواء البلاد لإسلاميين متطرفين بينهم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. ويعوق استمرار وجود السودان ضمن هذه اللائحة فرص الاستثمار الأجنبي كما يحول دون الحصول على مساعدات وقروض من المنظمات المالية الدولية، في وقت يبدو فيه البلد في أمس الحاجة إلى ذلك في ضوء استمرار تدهور وضعه الاقتصادي، الذي بات يثير تململ الشارع، ويهدد المسار الانتقالي. وأكد بومبيو خلال لقائه حمدوك دعم الإدارة الأميركية للعملية الانتقالية في السودان، كما أكد مساندتها لعملية السلام وجهود تحقيق الأمن والاستقرار في دارفور وبقية المناطق المتأثرة بالنزاع. وكان وزير الخارجية الأميركي قد صرح في تغريدة له “إن تحول السودان إلى الديمقراطية فرصة لا تتكرر إلا مرة في الجيل”. وتحكم السودان منذ أكثر من سنة سلطة انتقالية هي ثمرة اتفاق بين العسكريين الذين أطاحوا في أبريل 2019 بالرئيس السابق عمر البشير، وقادة الاحتجاج الشعبي ضده الذي تواصل لأشهر بعد سقوطه للمطالبة بحكم مدني. وحُدّدت المرحلة الانتقالية بثلاث سنوات تنتهي بتنظيم انتخابات حرة. وتعد هذه الزيارة أول زيارة لوزير خارجية أميركي منذ عام 2004. ShareWhatsAppTwitterFacebook

مشاركة :