قرر رئيس الوزراء التونسي المُكلف هشام المشيشي، اليوم (الخميس) التخلي عن وليد الزيدي المرشح لتولي حقيبة وزارة الثقافة في تشكيلته الحكومية، التي أعلنها قبل يومين بعد شهر من المشاورات مع الأحزاب والمنظمات والشخصيات السياسية. وقال فيصل ضو المكلف بالإعلام لدى رئيس الحكومة المكلف في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه صباح اليوم، إن قرار التخلي عن وليد الزيدي، جاء "على إثر التصريحات الصادرة عنه، والتي عبر فيها عن تعففه عن تحمل هذه المسؤولية". وأضاف ضو أنه "سيتم تعويض وليد الزيدي بشخصية أخرى"، لافتا في نفس الوقت إلى أن المشيشي "أكد انه لا مجال للتردد في خدمة تونس والتعفف عن تلبية نداء الواجب الوطني". وكان وليد الزيدي المُرشح لتولي وزارة الثقافة في تشكيلة المشيشي الحكومية قد نشر في ساعة متأخرة من مساء أمس تدوينة على صفحته الرسمية في (فيسبوك) ألمح فيها إلى أنه قد ينسحب من تشكيلة الفريق الحكومي. وقال الزيدي "...يعلم الله أن الوزارة قد أتتني طوعا لا كرها، ولم أرد مواردها ولم أبلغ مبالغها، ويعلم الله أنني لا أرضى بالجامعة بدلا، وأُشهد الله وأُشهدكم أنني تعففتُ عنها، كان ذلك حتما مقضيا، وأنني أرفضها، وأستعفي منها وأقنع بكليتي، فهي جنتي". وأضاف "... وأعلن أنني لا أصلح إلا في الجامعة، أو في خدمة ذوي الاحتياجات الخصوصية، ومن موقعي أذود عن وطني وأتجنّد له، فلستُ وزيرا، ولن أكون وزيرا". ويبلغ وليد الزيدي من العمر (34 عاما)، وهو من مواليد مدينة تاجروين من محافظة الكاف بشمال غرب تونس. والزيدي كفيف، حيث فقد بصره في سن الثانية، لكن ذلك لم يمنعه من التفوق، إذ يُعتبر أول كفيف تونسي يحصل على شهادة دكتوراه ويدرس في الجامعة، ولذلك يُلقّب بـ "طه حسين تونس". ويأتي التخلي عن الزيدي، قبل خمسة أيام من عرض حكومة المشيشي المُقترحة على البرلمان لنيل الثقة. وأعلن المشيشي، ليلة الإثنين-الثلاثاء، عن تشكيلة فريقه الحكومي، وهي تتألف من 25 وزيرا وثلاثة كتاب دولة (مساعدوزير).
مشاركة :