فضائح وجرائم جنسية تشوه سمعة الملالي

  • 8/29/2020
  • 19:38
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بالتواكب مع دعوة نائبة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والعائلة معصومة ابتكار، للنساء في بلدها بالكشف عن الاعتداءات الجنسية علانية، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية أرقاما مفزعة وقصصا مأساوية، وأكد مدير منظمة الخدمات الاجتماعية في طهران رضا قديمي أن 90% من الأطفال في أماكن العمل بإيران يتعرضون للاعتداء الجنسي.واعتقلت السلطات الإيرانية خلال الأيام الماضية طالبا بجامعة طهران بعد اكتشاف تورطه في استدراج 20 فتاة واغتصابهن في منزله، ليزيد سجل الجرائم الجنسية المتكررة، التي تشوه سمعة نظام الملالي، وتكشف عن حجم الانحلال الأخلاقي في دولة تقوم على القمع والظلم.ونشر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في إيران وقائع اعتداءات جنسية وجرائم اغتصاب وتحرش جنسي كانوا شهودا عليها أو من ضحاياها، ما أدى إلى ظهور حملة وطنية عبر الإنترنت مشابهة لحركة «مي تو» (أنا أيضا)، فيما أكدت ابتكار أن الكشف عن القصص علانية سيسهم في زيادة الوعي حيال هذه الجرائم. إيرانيات يحتججن على الاعتداءات عنف وتحرشوقالت معصومة ابتكار لوكالة الأنباء الإيرانية «بورنا»: «لسوء الحظ الوصول إلى معلومات متحقق منها وإلى التعليم أمر نادر، وهذا يخلق بيئة مواتية للعنف والتحرش الجنسي»، وأضافت «حقيقة أن بناتنا يتحدثن بجدية وبكثرة عن هذه المشكلة، هو أمر مفيد حقا، رغم أنه مؤلم».ونبهت ابتكار السلطات القضائية في إيران إلى أن «تلاحق بقوة» مرتكبي جرائم الاغتصاب، مشيرة إلى أن الحكومة تعد مشاريع قوانين لمكافحة العنف الجنسي تمهيدا لإحالتها على البرلمان لإقرارها.20 اغتصاباوقبضت شرطة العاصمة قبل أيام على طالب الفنون السابق في جامعة طهران، كيوان إمام وردي، بتهمة اغتصاب عدد كبير من الطالبات، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «إرنا» عن قائد شرطة العاصمة حسين رحيمي قوله إن «الشرطة علمت بشكاوى عدة على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى أن إمام وردي اعتدى على طالبات بعد أن استدرجهن إلى منزله».وأضاف أن اعتقال وردي تم بعد «تحقيقات شاملة»، داعيا الضحايا إلى تقديم شكوى ضد الموقوف، مؤكدا أنه سيكون بإمكانهن فعل ذلك دون كشف هوياتهن، وبلغ عدد النساء اللواتي وجهن على تويتر اتهاما مباشرا إلى إمام وردي باغتصابهن، أكثر من 20 امرأة، لكن أيا منهن لم تكشف اسمها.قضية ورديوكشفت عشرات الفتيات عبر تويتر وإنستجرام ضمن حملة (أنا أيضا) عن قيام كيوان إمام وردي، «باغتصابهن إثر تقديم شراب يحتوي على مواد مخدرة»، وأظهرت التغريدات التي اجتاحت تويتر أن معظم ضحايا وردي كن طالبات جامعيات.وجاء في إحدى التغريدات أن كيوان هو «أحد الطلاب القدامى في جامعة طهران، وكان يتجول دوما داخل الجامعة للتعرف على الطالبات الشابات، ويدعوهن إلى منزله ويقدم لهن مشروبات تحتوي على مواد مخدرة، ثم يقوم باغتصابهن».وعقب انتشار القضية، تابع بعض مسؤولي جامعة طهران القضية، ووعدوا بدعم الضحايا، حيث قام مسؤول بمعهد الفنون الجميلة بتزويد الطالبات برقم اتصال خاص، وطلب من المدعيات في هذه القضية الاتصال وسرد قصصهن دون ذكر أسمائهن لمتابعة القضية عبر المحاكم».فضح المتحرشينوانتشرت القضية عبر وسائل الإعلام الحكومية بعدما انتشرت حملة ضد المغتصبين والمتحرشين على مواقع التواصل بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة، أظهرت أيضا تورط بعض الشخصيات الشهيرة في مختلف المجالات.واستمرت حملة (أنا أيضا) بالفارسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما استخدمت نساء عديدات حول العالم هذا العنوان والهاشتاق لإظهار الانتشار الواسع للاغتصاب والتحرش الجنسي، خاصة في أماكن العمل.وأكدت ناشطات إيرانيات أن تلك الحركة تسعى للحد من التحرش الجنسي عن طريق فضح أسماء المتحرشين والمغتصبين، وطالت تلك الحملة فضح أسماء مشاهير في مجالات عدة، حتى إنها وصلت إلى الجيش، بحسب ما أفاد موقع «فردا». الرسام الإيراني رضا أرغيل يدعم الحملة برسمة صرخة الصمت (مكة) شخصيات نافذةولا يعد إمام وردي الرجل الوحيد الذي طالته اتهامات الاغتصاب في حملة فضح المغتصبين والمتحرشين في إيران، إذ شملت هذه الاتهامات رجالا آخرين كثيرين، بينهم معلم في مدرسة وأستاذ جامعي ورسام مشهور وممثل ومدير تنفيذي في قطاع التكنولوجيا.وفي تقرير نشره موقع «أي بي سي نيوز» الأمريكي، ورد أن الناشطات لم يتورعن عن تسمية المعتدين بأسمائهم، وبينهم شخصيات نافذة في إيران، ونجوم رياضيون وإعلاميون وفنانون وأطباء وأساتذة، حتى إن رجالا إيرانيين شاركوا أيضا في حملة الكشف عن المعتدين، ما ساهم في فضح أشخاص متهمين بارتكاب انتهاكات جنسية متسلسلة.ورغم أن الاغتصاب من المحرمات في إيران، إلا أن السلطات لا تتحرك ضد المشتبه بهم إذا لم تتلق شكوى رسمية بحقهم، ويواجه من يدان بالاغتصاب بعقوبة الإعدام.رسام شهيرونقلت «أي بي سي نيوز» عن الناشطة الإيرانية في مجال حقوق المرأة محبوبة حسينادة قولها: «تفكك حظر الكشف عن الاعتداءات الجنسية على نطاق أوسع يستغرق وقتا».وأشارت المعلمة سارة أماتالي المقيمة في العاصمة الأمريكية واشنطن، إلى أنها واحدة من العديد ممن قلن إنهن يشتقن ليوم تتاح فيه للنساء فرصة التخلص من أعباء مؤلمة بالتحدث علنا عما تعرضن له، وأكدت أنها كتمت تعرضها لاعتداء جنسي من رسام إيراني شهير سنوات عدة، وقالت: «ومع ظهور حركة MeToo# في الولايات المتحدة في عام 2017، عادت ذكرياتها المؤلمة لتقض مضجعي، بقيت صامتة طوال سنوات لأنني خفت ممن سيقولون إنه لا دليل في يدي لأثبت ادعائي، أما الآن، فأشعر أنه ليس من الكرامة أن يستمر خوفي في إسكاتي».فضائح جماعيةوفوجئ مغردون برؤية أسماء أصدقاء لهم بين المغتصبين المفضوحين، وغرد حسين زادة: «انفجرت بكاء وأنا أقرأ عن هؤلاء النساء اللاتي تعرضن للاعتداء من أشخاص معروفين، وكان هذا آخر ما يمكن أن أتخيله».وانضم محامون إلى الحملة الافتراضية المستمرة بعد على وسائل التواصل الاجتماعي، وعرضوا مساعدة الضحايا مجانا، فغردت المحامية مرزية محبي «أنا مستعدة لتمثيل ضحايا الاغتصاب والاعتداء الجنسي مجانا، وأن أكون معهن في جميع مراحل الإجراءات»، إلا أن نساء كشفن عن مغتصبيهن قلن إنهن سيرفعن دعاوى قانونية ضدهم، وقالت أخريات إنهن لن يلجأن إلى القانون، لأنهن لا يوافقن على تطبيق الإعدام، العقوبة القانونية للاغتصاب في إيران.سلاح ترهيبوعد كثيرون أن الاغتصاب بات أحد الأسلحة التي تستخدم في المعتقلات الإيرانية من أجل ترهيب وإجبار النساء على الاعتراف بجرام ملفقة، ونشر موقع «إيران واير» الإخباري تقريرا يوثق كيفية تعذيب المعتقلات الإيرانيات خلال احتجاجات الأسابيع الأخيرة من خلال مقابلة مع إحدى تلك النساء المفرج عنهن حديثا، والتي كشفت عن أساليب بشعة للتعذيب النفسي والجسدي.واحتجزت المعتقلة في أحد السجون جنوب إيران، وذكرت بعد أن استخدمت اسم «رؤيا» كاسم مستعار لها، أن ضابط الأمن هددها بأن هناك عنصرا «داعشيا» في الزنزانة المجاورة سيتم جلبه لاغتصابها إذا لم تدل بالاعترافات التي تريدها منها السلطات.وتحدثت عن مشاركة رئيس السجن مع المحققين في الضغط عليها واحتقارها وإهانتها وتوجيه شتائم وألفاظ جنسية نابية لها، بهدف إخضاعها وكسر معنوياتها لكسب الاعترافات منها. احتجاجات نسائية ضد الاعتداءات والتحرش الجنسي ارتجاف وتهديدوقالت رؤيا «اقتادني المحقق إلى غرفة التحقيق وقال لي: الآن، سنأتي برجل من الدواعش، وزوجته مسجونة معك وأنت تعلمين كيف يتصرف الدواعش وسنتركك معه في الغرفة». وتضيف «مرت نصف ساعة وأنا أرتجف في تلك الغرفة المخيفة خوفا من مجيء الداعشي وکنت أفکر کيف يمكنني أن أدافع عن نفسي.. تملكني الرعب خلال نصف ساعة لم أشعر به من قبل في حياتي، ونظرا لسوابق النظام في الجرائم لم أستبعد أن يفعلوا بي ذلك، كان الأمر مخيفا ورهيبا جدا، هذه كانت واحدة من الاعتداءات الجنسية التي مورست بحقي خلال الاستجواب».وتعد رواية «رؤيا» عن التحرش الجنسي الذي مورس بحقها أثناء اعتقالها واستجوابها ضمن عشرات القصص التي ترويها النساء المحتجزات عن تجاربهن في السجن والاعتداء الجنسي الذي يمارس معهن أثناء وجودهن في المعتقل.وتقول منظمات حقوقية إن التحرش الجنسي يمارس بشكل ممنهج بحق بالنساء في سجون إيران، وتؤكد أن هذا لا يعني أن المضايقة الجنسية تستهدف النساء وحدهن من دون الرجال، لكن النساء الضحايا الرئيسيات لهذه السياسة الممنهجة.ألفاظ خادشةونقل «إيران واير» شهادة أخرى عن معتقلة تدعى أزادة وهي واحدة من النساء اللواتي اعتقلن في مقبرة مدينة كرج في 26 ديسمبر 2019، وتشرح كيف أنها خلال الأيام الأربعة التي کانت فيها قيد الاعتقال تعرضت للعنف اللفظي الخادش والتهديد بالاعتداء الجنسي.وكانت دائرة الاستخبارات في کرج اعتقلت «آزادة» مع عدد من النساء الأخريات في المقبرة خلال مراسم إحياء أربعينة «بويا بختياري» الشاب الذي قتل أثناء احتجاجات نوفمبر.وبعد ساعات تم تسليم تلك السيدات إلى شرطة الآداب وفقا لما قالته «آزادة»، حيث قام أحد الضباط هناك بالتحرش بهن باللمس، وأضافت أنها خلال عملية الاستجواب، تعرضت لاعتداءات جنسية لفظية من قبل الرجل الذي قام باستجوابها.وقالت أزادة: «کان الشرطي يتصفح هاتفي المحمول عندما قال لي: «أليس لديك زوج، لو کان عندك زوج لما کنت في الشارع تائهة». كما أكدت أن المضايقات لم تقتصر على التحرش الجنسي فحسب، بل إنها ومعتقلات أخريات ممن لم يکن لديهن تجربة مسبقة عن الاعتقال، أرعبهن المحقق بطريقة مهينة.ممارسة البغاءوكانت الباحثة في الملف الإيراني بمنظمة العفو الدولية، رها بحريني، كشفت أن ضابط أمن إيرانيا حاول إجبار معتقلة على ممارسة الجنس، وتحرش بها بالفعل بمناطق مختلفة من جسدها.وانتقدت بحريني تجاهل المسؤولين في النظام الإيراني للموضوع المذكور، وأعلنت أن كثيرا من النساء وضحايا التعذيب والتحرش الجنسي لم يتمكنوا من رفع شكاوى بسبب الأجواء الأمنية والحصانة التي يمنحها النظام لعناصر أجهزة الاستخبارات والأمن. وكانت السلطات الإيرانية اعترفت باعتقال العشرات من المحتجين بينهم نساء، خلال المظاهرات التي خرجت ضد إسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخين للحرس الثوري، مما أدى إلى مقتل 176 مسافرا، في 8 يناير الماضي.90% من الأطفاليتعرضن للتحرشقال المدير الإداري لمنظمة الخدمات الاجتماعية في بلدية طهران رضا قديمي، إن 90% من الأطفال في أماكن العمل بإيران يتعرضون للاعتداء الجنسي.وقال قديمي لوكالة ”إيرنا“: إن أغلب هؤلاء الأطفال يتعرضون للإساءة، ويتم استغلال الكثير منهم بصورة غير مشروعة من قبل أقاربهم حيث يرسلونهم إلى الشوارع،ومفترقات الطرق للتسول أو العمل لمساعدة عوائلهم.وأضاف“مع اقتراب موسم البرد،لا ينبغي أن نتكلم ونواجه هذه المعضلة بشكل عاطفي، علينا أن نجمع الأطفال من الشوارع ومفترقات الطرق ونرسلهم إلى منظمة الرعاية الاجتماعية،كما يجب على المنظمة أن تقوم بالتعرف على ذويهم الذين لم يحسنوا رعايتهم وأهملوهم كي تعطي لهم التحذيرات اللازمة، وإذا كرروا، هذا الإهمال بحق الأطفال يجب ملاحقتهم من قبل القانون والقضاء“.وأشار إلى وجود خطة لاستيعاب الأطفال المتسولين من قبل منظمة الرعاية الاجتماعية،بموجبها يتم إسكانهم وتعليمهم،حيث تم استيعاب 416 طفلا حتى الآن منهم 355 طفلا من البلدان المجاورة، يتسولون على مفارق الطرق، ما يشكل خطرا كبيرا في تجارة الأطفال المتسولين من البلدان المجاورة إلى داخل البلد واستغلالهم ”. عنف وتحرشوقالت معصومة ابتكار لوكالة الأنباء الإيرانية «بورنا»: «لسوء الحظ الوصول إلى معلومات متحقق منها وإلى التعليم أمر نادر، وهذا يخلق بيئة مواتية للعنف والتحرش الجنسي»، وأضافت «حقيقة أن بناتنا يتحدثن بجدية وبكثرة عن هذه المشكلة، هو أمر مفيد حقا، رغم أنه مؤلم».ونبهت ابتكار السلطات القضائية في إيران إلى أن «تلاحق بقوة» مرتكبي جرائم الاغتصاب، مشيرة إلى أن الحكومة تعد مشاريع قوانين لمكافحة العنف الجنسي تمهيدا لإحالتها على البرلمان لإقرارها.20 اغتصاباوقبضت شرطة العاصمة قبل أيام على طالب الفنون السابق في جامعة طهران، كيوان إمام وردي، بتهمة اغتصاب عدد كبير من الطالبات، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «إرنا» عن قائد شرطة العاصمة حسين رحيمي قوله إن «الشرطة علمت بشكاوى عدة على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى أن إمام وردي اعتدى على طالبات بعد أن استدرجهن إلى منزله».وأضاف أن اعتقال وردي تم بعد «تحقيقات شاملة»، داعيا الضحايا إلى تقديم شكوى ضد الموقوف، مؤكدا أنه سيكون بإمكانهن فعل ذلك دون كشف هوياتهن، وبلغ عدد النساء اللواتي وجهن على تويتر اتهاما مباشرا إلى إمام وردي باغتصابهن، أكثر من 20 امرأة، لكن أيا منهن لم تكشف اسمها.قضية ورديوكشفت عشرات الفتيات عبر تويتر وإنستجرام ضمن حملة (أنا أيضا) عن قيام كيوان إمام وردي، «باغتصابهن إثر تقديم شراب يحتوي على مواد مخدرة»، وأظهرت التغريدات التي اجتاحت تويتر أن معظم ضحايا وردي كن طالبات جامعيات.وجاء في إحدى التغريدات أن كيوان هو «أحد الطلاب القدامى في جامعة طهران، وكان يتجول دوما داخل الجامعة للتعرف على الطالبات الشابات، ويدعوهن إلى منزله ويقدم لهن مشروبات تحتوي على مواد مخدرة، ثم يقوم باغتصابهن».وعقب انتشار القضية، تابع بعض مسؤولي جامعة طهران القضية، ووعدوا بدعم الضحايا، حيث قام مسؤول بمعهد الفنون الجميلة بتزويد الطالبات برقم اتصال خاص، وطلب من المدعيات في هذه القضية الاتصال وسرد قصصهن دون ذكر أسمائهن لمتابعة القضية عبر المحاكم».فضح المتحرشينوانتشرت القضية عبر وسائل الإعلام الحكومية بعدما انتشرت حملة ضد المغتصبين والمتحرشين على مواقع التواصل بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة، أظهرت أيضا تورط بعض الشخصيات الشهيرة في مختلف المجالات.واستمرت حملة (أنا أيضا) بالفارسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما استخدمت نساء عديدات حول العالم هذا العنوان والهاشتاق لإظهار الانتشار الواسع للاغتصاب والتحرش الجنسي، خاصة في أماكن العمل.وأكدت ناشطات إيرانيات أن تلك الحركة تسعى للحد من التحرش الجنسي عن طريق فضح أسماء المتحرشين والمغتصبين، وطالت تلك الحملة فضح أسماء مشاهير في مجالات عدة، حتى إنها وصلت إلى الجيش، بحسب ما أفاد موقع «فردا». شخصيات نافذةولا يعد إمام وردي الرجل الوحيد الذي طالته اتهامات الاغتصاب في حملة فضح المغتصبين والمتحرشين في إيران، إذ شملت هذه الاتهامات رجالا آخرين كثيرين، بينهم معلم في مدرسة وأستاذ جامعي ورسام مشهور وممثل ومدير تنفيذي في قطاع التكنولوجيا.وفي تقرير نشره موقع «أي بي سي نيوز» الأمريكي، ورد أن الناشطات لم يتورعن عن تسمية المعتدين بأسمائهم، وبينهم شخصيات نافذة في إيران، ونجوم رياضيون وإعلاميون وفنانون وأطباء وأساتذة، حتى إن رجالا إيرانيين شاركوا أيضا في حملة الكشف عن المعتدين، ما ساهم في فضح أشخاص متهمين بارتكاب انتهاكات جنسية متسلسلة.ورغم أن الاغتصاب من المحرمات في إيران، إلا أن السلطات لا تتحرك ضد المشتبه بهم إذا لم تتلق شكوى رسمية بحقهم، ويواجه من يدان بالاغتصاب بعقوبة الإعدام.رسام شهيرونقلت «أي بي سي نيوز» عن الناشطة الإيرانية في مجال حقوق المرأة محبوبة حسينادة قولها: «تفكك حظر الكشف عن الاعتداءات الجنسية على نطاق أوسع يستغرق وقتا».وأشارت المعلمة سارة أماتالي المقيمة في العاصمة الأمريكية واشنطن، إلى أنها واحدة من العديد ممن قلن إنهن يشتقن ليوم تتاح فيه للنساء فرصة التخلص من أعباء مؤلمة بالتحدث علنا عما تعرضن له، وأكدت أنها كتمت تعرضها لاعتداء جنسي من رسام إيراني شهير سنوات عدة، وقالت: «ومع ظهور حركة MeToo# في الولايات المتحدة في عام 2017، عادت ذكرياتها المؤلمة لتقض مضجعي، بقيت صامتة طوال سنوات لأنني خفت ممن سيقولون إنه لا دليل في يدي لأثبت ادعائي، أما الآن، فأشعر أنه ليس من الكرامة أن يستمر خوفي في إسكاتي».فضائح جماعيةوفوجئ مغردون برؤية أسماء أصدقاء لهم بين المغتصبين المفضوحين، وغرد حسين زادة: «انفجرت بكاء وأنا أقرأ عن هؤلاء النساء اللاتي تعرضن للاعتداء من أشخاص معروفين، وكان هذا آخر ما يمكن أن أتخيله».وانضم محامون إلى الحملة الافتراضية المستمرة بعد على وسائل التواصل الاجتماعي، وعرضوا مساعدة الضحايا مجانا، فغردت المحامية مرزية محبي «أنا مستعدة لتمثيل ضحايا الاغتصاب والاعتداء الجنسي مجانا، وأن أكون معهن في جميع مراحل الإجراءات»، إلا أن نساء كشفن عن مغتصبيهن قلن إنهن سيرفعن دعاوى قانونية ضدهم، وقالت أخريات إنهن لن يلجأن إلى القانون، لأنهن لا يوافقن على تطبيق الإعدام، العقوبة القانونية للاغتصاب في إيران.سلاح ترهيبوعد كثيرون أن الاغتصاب بات أحد الأسلحة التي تستخدم في المعتقلات الإيرانية من أجل ترهيب وإجبار النساء على الاعتراف بجرام ملفقة، ونشر موقع «إيران واير» الإخباري تقريرا يوثق كيفية تعذيب المعتقلات الإيرانيات خلال احتجاجات الأسابيع الأخيرة من خلال مقابلة مع إحدى تلك النساء المفرج عنهن حديثا، والتي كشفت عن أساليب بشعة للتعذيب النفسي والجسدي.واحتجزت المعتقلة في أحد السجون جنوب إيران، وذكرت بعد أن استخدمت اسم «رؤيا» كاسم مستعار لها، أن ضابط الأمن هددها بأن هناك عنصرا «داعشيا» في الزنزانة المجاورة سيتم جلبه لاغتصابها إذا لم تدل بالاعترافات التي تريدها منها السلطات.وتحدثت عن مشاركة رئيس السجن مع المحققين في الضغط عليها واحتقارها وإهانتها وتوجيه شتائم وألفاظ جنسية نابية لها، بهدف إخضاعها وكسر معنوياتها لكسب الاعترافات منها. ارتجاف وتهديدوقالت رؤيا «اقتادني المحقق إلى غرفة التحقيق وقال لي: الآن، سنأتي برجل من الدواعش، وزوجته مسجونة معك وأنت تعلمين كيف يتصرف الدواعش وسنتركك معه في الغرفة». وتضيف «مرت نصف ساعة وأنا أرتجف في تلك الغرفة المخيفة خوفا من مجيء الداعشي وکنت أفکر کيف يمكنني أن أدافع عن نفسي.. تملكني الرعب خلال نصف ساعة لم أشعر به من قبل في حياتي، ونظرا لسوابق النظام في الجرائم لم أستبعد أن يفعلوا بي ذلك، كان الأمر مخيفا ورهيبا جدا، هذه كانت واحدة من الاعتداءات الجنسية التي مورست بحقي خلال الاستجواب».وتعد رواية «رؤيا» عن التحرش الجنسي الذي مورس بحقها أثناء اعتقالها واستجوابها ضمن عشرات القصص التي ترويها النساء المحتجزات عن تجاربهن في السجن والاعتداء الجنسي الذي يمارس معهن أثناء وجودهن في المعتقل.وتقول منظمات حقوقية إن التحرش الجنسي يمارس بشكل ممنهج بحق بالنساء في سجون إيران، وتؤكد أن هذا لا يعني أن المضايقة الجنسية تستهدف النساء وحدهن من دون الرجال، لكن النساء الضحايا الرئيسيات لهذه السياسة الممنهجة.ألفاظ خادشةونقل «إيران واير» شهادة أخرى عن معتقلة تدعى أزادة وهي واحدة من النساء اللواتي اعتقلن في مقبرة مدينة كرج في 26 ديسمبر 2019، وتشرح كيف أنها خلال الأيام الأربعة التي کانت فيها قيد الاعتقال تعرضت للعنف اللفظي الخادش والتهديد بالاعتداء الجنسي.وكانت دائرة الاستخبارات في کرج اعتقلت «آزادة» مع عدد من النساء الأخريات في المقبرة خلال مراسم إحياء أربعينة «بويا بختياري» الشاب الذي قتل أثناء احتجاجات نوفمبر.وبعد ساعات تم تسليم تلك السيدات إلى شرطة الآداب وفقا لما قالته «آزادة»، حيث قام أحد الضباط هناك بالتحرش بهن باللمس، وأضافت أنها خلال عملية الاستجواب، تعرضت لاعتداءات جنسية لفظية من قبل الرجل الذي قام باستجوابها.وقالت أزادة: «کان الشرطي يتصفح هاتفي المحمول عندما قال لي: «أليس لديك زوج، لو کان عندك زوج لما کنت في الشارع تائهة». كما أكدت أن المضايقات لم تقتصر على التحرش الجنسي فحسب، بل إنها ومعتقلات أخريات ممن لم يکن لديهن تجربة مسبقة عن الاعتقال، أرعبهن المحقق بطريقة مهينة.ممارسة البغاءوكانت الباحثة في الملف الإيراني بمنظمة العفو الدولية، رها بحريني، كشفت أن ضابط أمن إيرانيا حاول إجبار معتقلة على ممارسة الجنس، وتحرش بها بالفعل بمناطق مختلفة من جسدها.وانتقدت بحريني تجاهل المسؤولين في النظام الإيراني للموضوع المذكور، وأعلنت أن كثيرا من النساء وضحايا التعذيب والتحرش الجنسي لم يتمكنوا من رفع شكاوى بسبب الأجواء الأمنية والحصانة التي يمنحها النظام لعناصر أجهزة الاستخبارات والأمن. وكانت السلطات الإيرانية اعترفت باعتقال العشرات من المحتجين بينهم نساء، خلال المظاهرات التي خرجت ضد إسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخين للحرس الثوري، مما أدى إلى مقتل 176 مسافرا، في 8 يناير الماضي.90% من الأطفاليتعرضن للتحرشقال المدير الإداري لمنظمة الخدمات الاجتماعية في بلدية طهران رضا قديمي، إن 90% من الأطفال في أماكن العمل بإيران يتعرضون للاعتداء الجنسي.وقال قديمي لوكالة ”إيرنا“: إن أغلب هؤلاء الأطفال يتعرضون للإساءة، ويتم استغلال الكثير منهم بصورة غير مشروعة من قبل أقاربهم حيث يرسلونهم إلى الشوارع،ومفترقات الطرق للتسول أو العمل لمساعدة عوائلهم.وأضاف“مع اقتراب موسم البرد،لا ينبغي أن نتكلم ونواجه هذه المعضلة بشكل عاطفي، علينا أن نجمع الأطفال من الشوارع ومفترقات الطرق ونرسلهم إلى منظمة الرعاية الاجتماعية،كما يجب على المنظمة أن تقوم بالتعرف على ذويهم الذين لم يحسنوا رعايتهم وأهملوهم كي تعطي لهم التحذيرات اللازمة، وإذا كرروا، هذا الإهمال بحق الأطفال يجب ملاحقتهم من قبل القانون والقضاء“.وأشار إلى وجود خطة لاستيعاب الأطفال المتسولين من قبل منظمة الرعاية الاجتماعية،بموجبها يتم إسكانهم وتعليمهم،حيث تم استيعاب 416 طفلا حتى الآن منهم 355 طفلا من البلدان المجاورة، يتسولون على مفارق الطرق، ما يشكل خطرا كبيرا في تجارة الأطفال المتسولين من البلدان المجاورة إلى داخل البلد واستغلالهم ”.

مشاركة :