بيوت بيروت الأثرية ترفع شعار «تاريخ ليس للبيع»

  • 8/30/2020
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

في منزله الذي دمّر انفجار بيروت واجهته ذات القناطر التقليدية، وألحق ضرراً بسقفه المرتفع، يقاوم بسام باسيلا ضغوطاً يقول إنه يتعرّض لها من مالك برج مجاور؛ لشراء عقاره الذي ورثه من عائلته،ليهدمه ويبني مكانه برجا جديدا.ويتحدّث سكان ومهندسون ومسؤولون محليون عن سماسرة ومستثمرين يجولون في أحياء دمر الانفجار أبنيتها أو صدّعها، ويعرضون مبالغ مالية على أصحابها الذين يعجز معظمهم عن ترميمها.بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على الانفجار المروّع، توجد عدد من المهندسين المتطوعين إلى منزل باسيلا وأكدوا له بأن بإمكانه البقاء في المنزل؛ لكن ترميمه يتطلب وقتاً. ولم يأتِ أحد من جانب السلطات.وأطاح الانفجار قناطر جميلة أصبحت أكواماً من الحجارة. وتسبب بسقوط جزء من أرضية الشرفة، وبتصدّع سقف المنزل الذي يتجاوز ارتفاعه الستة أمتار.وتضمّ أحياء الجميزة ومار مخايل ومونو عشرات الأبنية التراثية التي تتميز إجمالاً بمساحتها الكبيرة وجدرانها المزخرفة وقناطرها الداخلية وسقفها المرتفع. وأجرت وزارة الثقافة مع منظمات مسحاً طال 576 مبنى تراثياً. وأحصت 86 مبنى متضرراً: 44 منها معرّض لخطر الانهيار الكلي، وهي بحاجة إلى تدعيم كامل، و41 في خطر انهيار جزئي.وأصدرت وزارة الثقافة قراراً بمنع بيع العقارات المتضررة إلا بعد الانتهاء من الترميم. كما منعت وزارة المالية بيع العقارات ذات الطابع التراثي والتاريخي إلا بعد أخذ موافقة وزارة الثقافة؛ «منعاً لاستغلال الحالة الراهنة للمناطق المنكوبة».على جدران عدد من المنازل، تم تعليق أوراق كُتب عليها: «بيتي ليس للبيع».ومنذ وقوع الانفجار، ينهمك أعضاء جمعية «أنقذوا تراث بيروت» في تقييم حالة الأبنية. وكذلك يفعل العشرات من المهندسين المتطوعين من نقابة المهندسين أو من كبرى شركات الهندسة وجمعيات عدة. في وسط شارع الجميزة الذي لطالما اكتظ برواد مقاهيه، ألصق الدرك على مبنى من طبقتين ورقة تطلب من السكان إخلاء المبنى إلى حين التأكد من زوال خطر انهياره. في المبنى، تتفقد المهندسة ريتا سعادة (23 عاماً) أضرار منزلها الذي ورثته من جديّ والدتها. تتدلى من إحدى الغرف ثريا تقليدية، ولا تزال واجهتها بقناطرها الثلاث قائمة، إلا أن أرضيتها تضررت. على أرض الغرفة المجاورة، تبعثر زجاج أكواب ثمينة مع حطام أبواب خشبية إضافة إلى غطاء طاولة مشغول يدوياً.خلال زيارتها إلى بيروت، نبّهت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو،أودري أوزلاي، إلى أنّ عملية الترميم تتطلب وقتاً طويلاً ومئات ملايين الدولارات. وقالت: «من دون أحيائها التاريخية ومن دون مبتكريها، لن تكون بيروت كما كانت سابقاً»، محذرة من أنّ «روح» المدينة «على المحك». (أ.ف.ب)

مشاركة :