أحيا الفلسطينيون في مدينة الخليل اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزين بمقابر الأرقام وثلاجات الاحتلال الإسرائيلي، مطالبين بضغط عربي ودولي على حكومة الاحتلال للإفراج عن جثامين ذويهم. وما زال الشهيد عبد الكريم الطردة من بلدة تفوح غرب الخليل محتجزا في مقابر الأرقام منذ عام 1974 بعدما خاص اشتباكاً مسلحاً مع جيش الاحتلال في رأس الناقورة. وطرقت عائلته الأبواب كلها لاسترداد جثمانه ودفنه حسب الشريعة الإسلامية، لكن الاحتلال ما زال متعنتاً في تسليم جثمانه كخطوة عقابية لعائلته، فخلال الفترة الماضية رحل والداه دون أن يكحلا عيونهما برؤية نجلهما وإلقاء نظرة الوداع الأخيرة. وقال نعمان الطردة شقيق الشهيد المحتجز عبد الكريم الطردة، إن شقيقه استشهد ولحق بالعائلة مزيدا من الألم والظلم من سلطات الاحتلال التي تحتجز جثمانه. وفي وقفة لإحياء اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء الفلسطينيين طالب المواطنون بضرورة تسليم 253 جثماناً في مقابر الأرقام و66 آخرين في الثلاجات الإسرائيلية بدعوى مشاركتهم في تنفيذ عمليات ضد الاحتلال. من جانبه قال مدير مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، عصام العاروري، إن موافقة المحكمة العليا الإسرائيلية على احتجاز الجثامين واستخدامهم كأوراق للمساومة تعني المتاجرة بأجساد الموتى. وتعيش عائلات الشهداء قلقًا كبيرًا على مصير أبنائهم عند الاحتلال الإسرائيلي، لكنهم لم يتوقفوا أبدا عن المطالبة باسترداد جثامينهم عملاً بقول لا يضيع حق وراءه مُطالب.