الشارقة: ميرفت الخطيبسلام لبيروتسلام للبنانسلام لإخوتنا هناكبهذه الكلمات وجهت حرم صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة تحرير مجلة «مرامي» رسالة الى الاخوة اللبنانيين، إثر فاجعة انفجار المرفأ في العاصمة اللبنانية قبل أيام، في افتتاحية «مرامي» الفصلية، بعد إطلاق سموها مبادرة «سلام لبيروت» لدعم ومساندة العاصمة المنكوبة، مؤكدة على أن الإنسانية هي الابقى اليوم.. أن نشعر بآلام بعضنا.وجهت سمو الشيخة جواهر القاسمي رسالتها إلى كل أم فقدت ابنها أو زوجها وإلى من قضى تحت الأنقاض، وإلى كل إنسان فقد إمكاناته وبيته وقوته، وأصبح ضائعاً لا حول له ولا قوة، مؤكدة على العمل لتخفيف اوجاعهم.وجاء في كلمتها ما يلي: أحداث تتبع أحداثاً، نتوقع بعضها ونعتاده، وبعضها يصعب استيعابه، ويبقى منها الأثر الذي بإمكان أحدنا أن يتركه لصالح الحياة والإنسان.إنه حادث مرفأ بيروت الذي هزت تفجيراته وجداننا بعد أن رأينا في مشهد صعب وبأم أعيننا كيف ابتلع ما يقارب من نصف مدينة. يستيقظ سكانها على واقع موجع ومفاجئ ومرعب وهم يرون مدينتهم وقد اختفى جزء من ملامحها، وتشوَّه الجزء الآخر.والأصعب حين يرى من اعتاد النوم والاستيقاظ فيها، والمرور بشوارعها وأروقتها وقد وقف وحيداً على أنقاض يئن من تحتها ويبكي ويصرخ وهو غير قادر على فعل شيء.لا راد لقضاء الله سبحانه، ولكن، ماذا عن مسؤولية البشر عن هذا كله؟ خلقنا الله تعالى ولم يتركنا من دون عقل يفكِّر وقلب يشعر، معاً يتعاونان إن أردنا، ومن خلالهما ينهض الإنسان لبذل كل الإمكانات في التخطيط لحياة أفضل للمجتمعات.هذه الأحداث، تجعل الجهود الإنسانية في العالم كله تتحرك من وازعِ وشعورِ أننا مشتركون في المحافظة على هذه الأرض، وطن البشرية جمعاء، والقلوب بين الناس رسل - كما يقول القائل- رسل محبة ومشاركة وجدانية، فوجع إنسان هنا مسموع للإنسان هناك ليتحرك بما أوتي من إمكانات، فماذا إن كان ما نشترك به أعمق، يختصر المسافات بيننا ويزيدنا قرباً؟الأبقى اليوم هي الإنسانية، أن نشعر بآلام بعضنا ونعد رحالنا لتخفيف هذه الأوجاع. سلام لبيروت.. سلام لإنسانها وأرضها ومرفئها.. سلام لكل أم خافت على صغارها في تلك اللحظة وهي غائبة في عملها.. سلام لكل صوت نادى في ظلمات الأنقاض ولم يتمكن أحد من إخراجه للحياة.. سلام لكل إنسان فقد إمكاناته وبات تائهاً عن يومه وغده.. سلام لكل طفل أفزعه الانفجار، ولكل بيت لم يعد بيتاً، ولكل رجل وامرأة، لكل عجوز بكت حين وصلتها مساعدة، لكل رجل احتار باللحظة أين يخفي فلذة كبده عنها؛ لكل امرأة جرت في الطرقات تبحث عن صغارها، أو عن بقاياهم، لكل من وقف بعد ذلك ينظف وينظم ويزيل الآثار الحزينة ليكتب مكانها أثره الأبقى.
مشاركة :