الارتباط الشديد بالهواتف الذكية يسبب الوسواس القهري | | صحيفة العرب

  • 8/31/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن – كشفت دراسة أميركية حديثة أن الشعور بالذعر عندما يكون الشخص بعيدًا عن هاتفه الذكي يمكن أن يكون مرتبطًا بمشاعر عامة بالنقص والدونية، وأوضح الباحثون أن الوسواس القهري والوقت الذي يقضيه كل يوم في استخدام الهاتف الخلوي هي عوامل تنبئ بمرض الرهاب، وهي حالة تُعرَّف على أنها الخوف من الابتعاد عن التكنولوجيا الذكية. وأكدت الدراسة التي أنجزها باحثون من جامعة ولاية أوهايو الأميركية، أن الجنس ليس له تأثير على ما إذا كان الناس سيشعرون بالقلق دون هواتفهم، مشيرة إلى أن الأشخاص الذين يشعرون بهذه الطريقة يميلون إلى أن يكونوا أكثر قلقا ووسواسا قهريا في حياتهم اليومية أكثر من الآخرين. واستندت هذه الدراسة على استبيان سابق لتقييم اعتماد الأفراد على هواتفهم الذكية واستكشاف مصطلح “نوموفوبيا” للتعبير عن الخوف من الابتعاد عن الهاتف الذكي. وقدم الباحثون هذا الاستبيان بالإضافة إلى استبيان آخر لتقييم الأعراض النفسية المرضية مثل القلق، والوسواس القهري ومشاعر عدم الملاءمة إلى 495 بالغًا تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عاما في البرتغال، وأفاد هؤلاء باستخدام هواتفهم لمدة تتراوح بين أربع وسبع ساعات في اليوم، بشكل أساسي لتطبيقات الشبكات الاجتماعية. ووجدت الدراسة أن الشباب الذين أبلغوا عن مشاعر قلق وتوتر أعلى عندما لم يتمكنوا من الوصول إلى هواتفهم. وأفصحوا أيضا عن مشاعر عالية من الهوس، كما وجد الباحثون أنه كلما زاد عدد المشاركين الذين يستخدمون هواتفهم الذكية كل يوم، زاد التوتر الذي يشعرون به دون هواتفهم. وكان أكثر بقليل من نصف المشاركين في الدراسة من الإناث ولكن لم تجد الدراسة رابطًا بين الجنس ومشاعر الرهاب. النوموفوبيا مرض القرن الـ21 النوموفوبيا مرض القرن الـ21 وكشفت الدراسة 9 اضطرابات مرتبطة بـ”نوموفوبيا”، إلى جانب النسبة المئوية للأشخاص الذين عانوا منها، وارتبطت النوموفوبيا بالوسواس القهري عند 39.4 في المئة من المشاركين، وبالحساسية بين الأشخاص لدى 39 في المئة من المشاركين، وبالعدائية عند 38.4 في المئة من المشاركين، وبالذهان لدى 38.2 في المئة من المشاركين، وبالتفكير بجنون العظمة عند 38.1 في المئة من المشاركين، وبالاكتئاب لدى 37.4 في المئة من المشاركين، وبالقلق الرهيب عند 34.7 في المئة من المشاركين، وبالقلق عند 34 في المئة من المشاركين، وبآلام الجسم كالرقبة عند 32.2 في المئة من المشاركين. ونبّه الخبراء إلى أنه إذا وجد الشخص نفسه يشعر بالقلق عندما ينتهي شحن بطارية هاتفه الذكي أو عندما يخرج من المنزل من دونه، فقد يكون لديه “نوموفوبيا”، وهي اختصار لـ”رهاب عدم استخدام الهاتف المحمول”، والتي لم يتم تعريفها على أنها تشخيص رسمي حتى الآن، ولكنّ الباحثين يدرسون مدى شيوعها بين الشباب. وتوصل المشرفون على الدراسة إلى وجود علاقة واضحة بين “نوموفوبيا” وبعض الاضطرابات النفسية، مما يعني أنه إذا كان شخص ما يعاني من إحدى هذه الحالات المحددة للصحة العقلية مثل الاكتئاب فمن المرجح أيضا أن يشعر بالقلق عندما يكون بعيدا عن هاتفه الذكي، كما أظهرت أن كل حالة مرتبطة بـ”نوموفوبيا” لديها أعراضها الخاصة، بدءا من الأرق مرورا بالشعور بالأوهام إلى مشاكل في الجهاز الهضمي. وفي حين أكد الباحثون على المساهمات الإيجابية التي تقدمها الهواتف الذكية في حياة كل شخص، إلا أنهم نبهوا إلى أنه يمكن أن تكون هناك آثار جانبية سلبية عندما يعتمد الناس على هواتفهم بشكل مفرط، حيث أظهرت الدراسة أنه كلما زاد عدد المشاركين الذين يستخدمون هواتفهم يوميا كلما زاد التوتر الذي يشعرون به دون هواتفهم. وأكد المختصون أن النوموفوبيا يعتبر مرض القرن الـ21، مشيرين إلى أن هذا الرهاب يعاني منه الجميع ولكنه يشكل خطرا كبيرا على الأطفال والمراهقين بصفة خاصة.

مشاركة :