الأدب بصور فنونه المتنوعة يحاول أسر التجارب الإنسانية المنفتحة واللامتناهية لثراء التجربة البشرية، ولا شك أن الشعر أحد هذه الفنون التي تحاول التحليق في فضاء الخيال، وربما هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس في وعي الإنسان وفي اللاوعي أيضا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر..تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.واليوم ننشر قصيدة بعنوان"رحلة النيل" للشاعر السوداني إدريس جمّاع."رحلة النيل"النيل من نشوة الصهباء سلسلهوساكنو النيل سمار وندمانوخفقة الموج أشجان تجاوبهامن القلوب التفاتات وأشجانكل الحياة ربيع مشرق نضرفي جانبيه وكل العمر ريعانتمشي الأصائل في واديه حالمةيحفها موكب بالعطر ريانوللخمائل شدو في جوانبهله صدى في رحاب النفس رنانإذا العنادل حيا الليل صادحهاوالليل ساج فصمت الليل آذانحتى إذا ابتسم الفجر النضير لهاوباكرته أهازيج وألحانتحدر النور من آفاقه طرباواستقبلته الروابي وهو نشوانتدافع النيل من علياء ربوتهيحدو ركاب الليالي وهو عجلانما مل طول السرى يوما وقد دفنتعلى المدارج أزمان وأزمانينساب من ربوة عذراء ضاحكةفي كل مغنى بها للسحر إيوانحيث الطبيعة في شرخ الصباولهامن المفاتن أتراب وأقرانوشاحها الشفق الزاهي وملعبهاسهل نضير وآكام وقيعانورب واد كساه النور ليس لهغير الأوابد سمار وجيرانورب سهل من الماء استقر بهمن وافد الطير أسراب ووحدانترى الكواكب في زرقاء صفحتهليلا إذا انطبقت للزهر أجفانوفي حمى جبل الرجاف مختلبللناظرين وللأهوال ميدانإذا صحا الجبل المرهوب ريع لهقلب الثرى وبدت للذعر ألوانفالوحش ما بين مذهول يصفدهيأس وآخر يعدو وهو حيرانماذا دهى جبل الرجاف فاصطرعتفي جوفه حرق وارتج صوانهل ثار حين رأى قيدا يكبلهعلى الثرى فتمشت فيه نيرانوالنيل مندفع كاللحن أرسلهمن المزامير إحساس ووجدانحتى إذا أبصر الخرطوم مونقةوخالجته اهتزازات وأشجانوردد الموج في الشطين أغنيةفيها اصطفاق وآهات وحرمانوعربد الأزرق الدفاق وامتزجاروحا كما مزج الصهباء نشوانوظل يضرب في الصحراء منسرباوحوله من سكون الرمل طوفانسار على البيد لم يأبه لوحشتهاوقد ثوت تحت ستر الليل أكوانوالغيم مد على الآفاق أجنحةونام في الشط أحقاف وغدرانوالليل في وحشة الصحراء صومعةمهيبة وتلال البيد رهبانإذا الجنادل قامت دون مسربهأرغى وأزبد فيها وهو غضبانونشر الهول في الآفاق محتدماجم الهياج كأن الماء بركانوحول الصخر ذرا في مساربهفبات وهو على الشطين كثبانعزيمة النيل تفني الصخر فورتهافكيف إن مسه بالضيم إنسانوانساب يحلم في واد يظللهنخل تهدل في الشطين فينانبادي المهابة شماخ بمفرقهكأنما هو للعلياء عنوان.
مشاركة :