لا شعب لك هنا ولا هناك يا زميره

  • 9/1/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كعادته في دسّ أنفه وفرض نفسه على البحرين وشؤونها المحلية، خرج علينا حسن زميره في إطلالةٍ من حجره ومخبئه ليقول: «شعبنا في البحرين» محاولاً إثارة الفتنة في بلادنا لعل هذه الفتنة نُعيد له شيئًا مما فقد من حضور ومن أهمية لدى الشعب اللبناني الذي كشف مع الأحداث المؤسفة في لبنان دور زميره بوصفه «زعيم» المليشيا وبلطجيتها الذين عاثوا في لبنان الشقيق تخريبًا وتدميرًا وتفجيرًا. زميره وهو يختار هذه المفردة «شعبنا في البحرين» إنما يعبّر عن مأزقه الشخصي وعن مدى خسارته وحجم خسرانه في الشارع اللبناني بعمومه وبين المواطنين، وقد شهد بأم عينيه التظاهرات التي هتفت بتسقيطه والاحتجاجات ضد ممارسات «حزبه» ومليشياته وبلطجيته وزعرانه الذين استأجرهم لفرض سطوته وسلطته على لبنان بالترهيب وبالقوة والبطش والقمع ليختال بعد ذلك أمام أسياده في قم وطهران بأنه استولى على لبنان حتى تتضاعف أموال التمويل الطائل وليزداد توريد السلاح والعتاد له شخصيًا يستخدمه ضد الشعب اللبناني والشعب السوري وشعب اليمن ويهرب منه إلى أذياله في منطقتنا للتخريب والتدمير والتفجير. الغرق الذي أخذت إليه جماعتك الذين انفضوا من حولك بعد انقطاع الأجور التي كنت تدفعها لهم، ومعاناتك الشخصية ومن وحدة المخبأ وظلام الحجر الذي أنت فيه وإليه لاجئًا، دفعوا بك لأن تتعلق بأذيال «شعب البحرين» وتحاول الانتماء إليهم بعد أن شطبك الشعب اللبناني، وأنت تعلم أن شعب البحرين عن بكرة أبيه قد شطبك باكرًا ومنذ أكثر من عقدٍ من الزمان وهو من أوائل الشعوب العربية التي اكتشفت وعرفت ولاءك لقم ولسادة طهران من أسيادك الذين أطعموك ومولوك وسلحوك كما قلت أنت بنفسك، وأن كنت ناسيًا أذكرك. شعبنا في البحرين يا زميره وأنت لست منه ولن تكون كذلك، يرحب بالشعوب الأخرى ويتعايش بسلام ووئام مع كل الأديان والمذاهب والملل والأجناس، واسأل عن تاريخ هذا الشعب الرائع إن كنت جاهلاً، وأنت كذلك. لكنه شعب عربي أبي يعتز بعروبته ودينه ويرفض أن يلتصق به إرهابي أو أن يتزلفه من لا ولاء له لوطنه، ويشهد بذلك عليك خطابك الأول الذي أعلنت فيه مشروعك وهو الالتحاق بالدولة الخمينية والتعلق بأذيالها. «شعبنا في البحرين» التي أقحمتها ونطقت بها لم تأتِ زلة لسان أو عفو خاطر، ولكنها خرجت تعبيرًا عن أزمتك وعن اختناقك في الفترة الأخيرة مما آل إليه وضعك ومكانتك الشخصية لدى الشعب اللبناني فأحدثت بك هزةً نفسية داخلية تبدت للناس من خلال تناقض خطاباتك الأخيرة، فأحيانًا تشكو وتتذلل، وأحيانًا تهدد وتتوعد، وأحيانًا تتهرب، وبين هذا وذاك تستغرق في بكائياتٍ لطمية سرعان ما تتحول في خطابٍ آخر إلى صراخ هستيري يرعد ويزبد داخل الجحر والمخبأ الذي أنت فيه. لم ينجح زميره في إخفاء حالته وحجم أزمته، فلم يعد يخرج على شاشة البلازما منتفخًا ونافخًا ريشه كالطاووس كما اعتاده الناس، وإنما خرج بحالته المأزومة وصار يتودد ويبتسم ويكثر من توزيع ابتساماته إلى الكاميرات، ويحاول جاهدًا أن يكون ودودًا مع الشعب اللبناني لعل ذلك يغفر له عندهم ما ارتكبه بحقهم وما ارتكبه زعرانه وبلطجيته من تدمير وتفجير زهق أرواح العشرات والمئات وأصاب الآلاف.   ويا زميره لا شعب لك هنا ولا هناك، فالعب غيرها.

مشاركة :