أحسنت شركة المقاولات «الكبيرة» في السعودية بنشر بيان رسمي حول أحد موظفيها اللبنانيين ومزاعمه غير الصحيحة وباستنكار ورفض ما صدر منه تجاه السعودية، موضحة أن المذكور كان مشرف نظافة وتم الاستغناء عنه ضمن الاستغناء عن مئات الموظفين ومن جنسيات عدة لانتهاء مشروع محطة الكهرباء. ولمن لم يتابع أو يعرف فالمذكور اللبناني ظهر في تسجيل مرئي في الطائرة يوجه رسالة للمدعو حسن نصرالله وفيها بكائية غبية عن طرده من عمله بسبب جنسيته، وفيها نكران واضح للجميل السعودي، وتهجم على رموز البلاد، بعد ثماني سنوات من العمل في وظائف سهلة آخرها مشرف النظافة بأجر يحلم به نصف السعوديين والسعوديات ممن لا يزالون يشكلون الطبقة الوسطى في البلاد. نكران مؤلم للجميل، لكنه أيضا مدعاة للعبرة، إن كان هناك من يعتبر، وهي جريرة لا نأخذ بها كل اللبنانيين العاملين في السعودية وجلهم من الشرفاء الممتنين باستمتاعهم بالأمن والأمان وأعلى معدل أجور بين كل الجنسيات العربية والآسيوية وربما الأوروبية والأميركية. الشاهد الوطني في هذه المرحلة هو السؤال الذي طرحه عامة الناس بعد تسرب بيانات الموظف اللبناني لجهة أجره ومزاياه، وهي المعلومة التي لم تعلق عليها الشركة في بيانها: لماذا كل هذا الأجر؟ ولماذا لا يوظف سعودي في هذه الوظيفة؟ وإذا تم توظيف السعودي لماذا لا يحصل حتى على ربع هذا الأجر؟ لعقود من الزمن يحصل أبناء دول شقيقة وصديقة على تأشيرات عمل بعقود محترمة، بل أحيانا محترمة جدا كما في حال اللبناني أعلاه، وبالمناسبة اسمه الأخير «غدار»، كان بعضها لحاجة فعلية، وكان ولا يزال بعضها الآخر جزءا من منظومة «لوبيات» تسيطر على قطاعات ومهن، ونعرف أن أكبر شركتي مقاولات في التاريخ السعودي والتي تعاني اليوم من سوء أفعالها كانت الوظائف السخية فيها حكرا على جنسيات معينة. أحيانا تقول ان توظيف بعض الاخوة العرب والمسلمين هو للإسهام في بناء بلدانهم، وبناء جسور تكاتف معهم، ولكن في حالة «غدار» أعلاه لم يبن شيئا، وثبت أن ولاءه لأحد ألد أعداء السعودية وأعداء السلام في المنطقة! ما الذي يستطيع لبناني متحزب عدو للسعودية أن يفعله كمشرف نظافة بأجر فلكي ولا يستطع سعودي أن يفعله، بل عشرة سعوديين سيرتضون باقتسام أجره عليهم، والسؤال الأهم أين الجهات الرقابية عن هذه الفوضى؟ أين السعودة المدّعاة؟ وأين إلزام المقاولين بالمهندسين السعوديين؟ والسؤال الأكثر ألما: أين ذهبت تحويلات ومدخرات الغدار أعلاه؟ مؤلم أن تكون لدعم الحزب الإرهابي الذي يقوده سيده المزعوم؟ مثل هذه الحادثة، وسبقها كثير، وسيليها مثلها يجب أن توقظ حسا ذاتيا أعلى لدينا، فنحن بمثل هذا «الدلال» في توظيف بعض الجنسيات على بعض العقود، وحرمان أبنائنا وبناتنا من فرص مستحقة، لا نساعد في البناء هنا، ولا في البناء هناك، في البلدان التي نتوقع أننا نساعد. ترى كم عدد من ينعمون بخيرات وأجور يحلم بها كثير من العاطلين من أبناء وبنات البلد، وولاؤهم وأموالهم وخبراتهم التي تجنى هنا مسخرة لخدمة أعداء معروفين أو مستترين للسعودية وولاة أمرها وشعبها؟
مشاركة :