ما مدى جدوى تطبيقات حماية الأطفال | | صحيفة العرب

  • 9/1/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

برلين – يعاني الكثير من الآباء من هواجس بشأن ما يفعله أطفالهم على الهواتف الذكية وكيفية حمايتهم من مخاطر الإنترنت. لذا قامت هيئة اختبار السلع والمنتجات الألمانية باختبار تطبيقات حماية الأطفال في محاولة منها للتخلص من هذه المخاوف الموجودة لدى الآباء، لكنها أكدت في النهاية أنه حتى التطبيقات التي توصف بـ”الجيدة” لا توفر بها حماية بنسبة 100 في المئة من مخاطر الإنترنت. وقامت الهيئة الألمانية باختبار تسعة تطبيقات للهواتف الذكية والحواسيب اللوحية، بما في ذلك تطبيق حماية الأطفال في نظام تشغيل أبل للأجهزة الجوالة “آي أو إس”، وتطبيق غوغل “فاميلي لينك” للأجهزة الجوالة المزودة بنظام أندرويد. وجاءت نتائج هذه الاختبارات “مرضية” فقط في كلاَ النظاميْن بسبب عدم توافر الدعم التربوي للآباء وعدم اكتمال بيانات الخصوصية أو صياغتها بطريقة غامضة. ومع ذلك لا يوجد بالكاد أي بديل آخر للأجهزة الجوالة المزودة بنظام “آي أو إس”؛ نظرا لأن شركة أبل لا تسمح بتثبيت التطبيقات الخارجية والتي تتاح لها إمكانية الوصول إلى وظائف الأمان. وأوضح الخبراء أن تطبيقات حماية الأطفال المخصصة لإصدارات “آي أو إس” لا يمكنها حظر تصفح الإنترنت بعد انقضاء فترة محددة مسبقا، وإذا رغب المستخدم في قطع الاتصال بالإنترنت فعلا، فيجب عليه استعمال الأدوات الافتراضية بنظام “آي أو إس”. ووفقا لنتائج الهيئة الألمانية فقد نال تطبيقان تقييم “جيد”، أحدهما يعمل على الأجهزة الجوالة المزودة بنظام أبل “آي أو إس” ونظام غوغل أندرويد. وأكد الخبراء أن تطبيق “Jusprog” المجاني يمتاز بحماية الأطفال من تصفح مواقع الويب المشبوهة مع تقديم الدعم التربوي، ويوفر تطبيق حماية الأطفال “Salfeld” المدفوع المزيد من الوظائف مثل تتبع الموقع وقفل تثبيت التطبيقات، ولكن لا يوجد إصدار من هذا التطبيق لأجهزة أبل الجوالة، وعادة ما تتوافر تطبيقات حماية الأطفال نظير تكاليف. التطبيقات لا توفر حماية حقيقية التطبيقات لا توفر حماية حقيقية وانتقد الخبراء الألمان اعتماد الكثير من تطبيقات حماية الأطفال على عناصر التحكم والمحظورات بدرجة كبيرة، وتقديم الدعم التربوي المفيد للمراهقين بدرجة أقل. وتظهر هذه الإشكالية بصفة خاصة مع التطبيقات التي تبحث في سجلات الدردشة عن كلمات رئيسية معيّنة. وعلى الرغم من أن هذا الإجراء يحمي الأطفال والمراهقين من التنمر والتحرش، إلا أنه ينتهك خصوصية الأطفال والمراهقين بدرجة أكبر. وأكد الخبراء أن تطبيقات حماية الأطفال الجيدة والموثوق فيها لا يمكنها سوى التحكم في سلوكيات استعمال الإنترنت وحظر المحتويات، لكنها لا توفر حماية حقيقية ضد مخاطر الإنترنت، ولذلك فإنها ليست بديلا عن مرافقة الأطفال والمراهقين عند تصفح الإنترنت والتوعية ضد مخاطرها. وحذرت المختصون من أن ألعاب الأطفال، التي يتم التحكم فيها بواسطة التطبيقات، قد تشكل خطرا يهدد خصوصيتهم، خاصة إذا كانت الألعاب مزودة بكاميرا أو ميكروفون؛ حيث تشكل هذه التجهيزات نافذة تتيح للغرباء إمكانية التجسس على الأطفال في غرفتهم واختراق خصوصيتهم. ونبهوا إلى أنه لتجنب هذا الخطر، يتعين على الوالدين الاطلاع على بيان الخصوصية، خاصة في ما يتعلق بحقوق الوصول الممنوحة، مع مراعاة حماية الاتصال بشبكة الإنترنت بواسطة كلمة مرور.

مشاركة :