يساهم تعزيز الوعي بالبيئة لدى الطفل، من خلال مجموعة من الأنشطة الترفيهية في ترسيخ التقدير لها وإثراء رغبته في حمايتها. كما يمكّن تعلّم فنون التعامل مع الطبيعة، الطفل من تبني ممارسات صديقة للبيئة، وهو ما أكدت عليه هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة داعية العائلات إلى تعريف الأطفال بأهمية حماية البيئة. أبوظبي – دعت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة العائلات إلى تبني ممارسات صديقة بالبيئة، وتعريف الأطفال بأهمية حماية البيئة. وأكدت الهيئة أن تعزيز وعي الأطفال بالبيئة والعالم من حولهم وترسيخ التقدير لهما في عمر مبكر يثري رغبتهم في حماية البيئة والحفاظ عليها لتنعم بها أجيال المستقبل، حيث تسهم رعاية مشاعر الشغف والاهتمام بحماية الكوكب في مرحلة الطفولة بدورٍ كبير في تشكيل العادات الصديقة للبيئة، التي تستمر في المراحل اللاحقة من الحياة. وأشارت الهيئة إلى أن مساعدة الطفل على تطوير روابط مع أشكال الحياة المتنوعة في البيئة يساعد على تنمية الشعور بالمسؤولية تجاه سلامتها واستدامتها. وغالبا ما يتعلم الطفل أهمية التعاطف والإحساس بمشاعر الأشخاص من حوله، ويسهم استخدام هذه العواطف الإيجابية بتطوير الأسس البيئية الأخلاقية منذ عمر مبكر. ومن الممكن تحفيز الشعور بالتعاطف لدى الطفل تجاه البيئة عن طريق مساعدته في تفهم الكائنات الحية من النباتات والحيوانات والطيور والأشجار، وبالمقابل تأثير النشاطات البشرية على بيئتها الطبيعية. وأشارت الهيئة إلى أن المساهمة في إحداث التغيير عالميا تبدأ من المنزل، ويتعين على العائلات تبني وتطبيق قيم وقواعد صديقة للبيئة ليتبعها الأطفال. ويمكن للطفل ممارسة العادات الصديقة للبيئة تحت إشراف الوالدين ومقدمي الرعاية في المنزل وبرفقة العائلة. كما يمكن لمقدمي الرعاية تعليم الطفل السلوكيات اليومية الصديقة للبيئة مثل إطفاء الأنوار عند عدم الحاجة إليها، وإغلاق صنبور المياه عند غسل الأسنان، وطرق الحد من استخدام المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد. وأضافت الهيئة أن الحديث مع الطفل حول الكائنات الحية والمحيطات، وتشجيع فضوله المعرفي حول البيئة يؤديان إلى تنمية معارفه حول الطبيعة والحياة البرية وتطوير اهتمامه الطبيعي بها ورغبته في حمايتها، لافتة إلى أهمية تعريف الطفل بالممارسات البيئية للقضاء على النفايات المتمثلة بمبدأ “تقليل الهدر، وإعادة الاستخدام، وإعادة التدوير”. والتحدث مع الطفل عند تمضية وقت مشترك في الحديقة أو على الشاطئ حول فضلات الطعام، والنفايات البلاستيكية وغير ذلك من المواد الضارة بالبيئة، التي يتركها بعض الأشخاص وراءهم في الأماكن العامة، وتعزيز دوره في إحداث تغيير إيجابي باتباع ممارسات بسيطة وسهلة مثل إعادة الاستخدام وإعادة التدوير، أو تخفيف استخدام الموارد مثل الماء والكهرباء والورق وغيرها. ومع بوادر الاستئناف التدريجي وإعادة الحياة إلى طبيعتها بصورة مرحلية، ومع حتمية اتباع التدابير الوقائية، تقترح هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة بعض النشاطات العائلية، التي يمكن أن ترسخ العادات الصديقة للبيئة وقضاء وقت عائلي ممتع، ومن بينها : لعبة تركيب الصور المنزلية، حيث يمكن رسم صورة على الجزء الداخلي من علبة حبوب الإفطار أو استخدام صورة من غلاف مجلة وقصها قطعا صغيرة بعناية، ثم القيام بخلط القطع ليعيد الطفل تركيبها مشكلا الرسمة أو الصورة الأصلية باستخدام القطع مثل أي لعبة تركيب أخرى. أعمدة البناء المصنوعة من الصحف، ويمكن استخدام أوراق الصحف اليومية لصناعة مجسمات هندسية وتمضية يوم ممتع مع الأطفال، وذلك بلف أوراق الجرائد لتشكل كل منها عمودا ورقيا، ثم ربط هذه الأعمدة ببعضها البعض باستخدام الخيوط لصناعة مجسمات هندسية مثل المركبات الفضائية والأهرام والقباب. التبرع بالألعاب والملابس، حيث يمكن تعليم الأطفال إعادة الاستخدام عن طريق إشراكهم في اختيار ألعابهم وملابسهم القديمة للتبرع بها لدى المؤسسات الخيرية، وشرح أهميتها للآخرين، واصطحابهم في رحلة التبرع مع الوالدين قدر الإمكان بعد عودة الحياة إلى طبيعتها. الزراعة والاهتمام بالنباتات، يمكن طلب المساعدة من الطفل لزراعة شجرة في حديقة المنزل أو نبتة في أصيص على شرفة المنزل. وبهذه الطريقة تنمو مدارك الطفل حول الأشجار والنباتات ومتطلبات زراعتها والعناية بها. وتؤدي متابعة نمو النباتات إلى ترسيخ مشاعر القدرة على العمل والإنجاز وتحمل المسؤولية لدى الطفل تجاه البيئة والطبيعة من حوله. لقاء مع الطبيعة، يمكن اصطحاب الطفل في رحلة عائلية استكشافية للبيئة والمناظر الطبيعية والطيور وتثقيفه بأهميتها؛ حيث يسهم ذلك في تعريف الطفل بالتنوع البيئي لكوكب الأرض وتنمية اهتمامه بالطبيعة ورغبته في حمايتها. تنمية المشاعر الإيجابية لحماية الأرض تساعد على تشكيل العادات الصديقة للبيئة تنمية المشاعر الإيجابية لحماية الأرض تساعد على تشكيل العادات الصديقة للبيئة كما يمكن استغلال المدرسة لترسيخ قواعد الوعي البيئي في نفوس الأطفال مما يُنشئ جيلا قادرا على حماية البيئة والمحافظة عليها. كما أن عمل المدرسة جنبا إلى جنب مع الأسرة يمكن أن يعطي نتائج إيجابية ويساعد على خلق جيل يمتلك عادات بيئية سليمة. ولتحقيق ذلك يمكن تعليم الأطفال بدءا من الأسرة وتثقيفهم من أجل التفاعل مع المدرسة وذلك بتقديم سلوك رشيد مع البيئة، حيث يمكنهم المشاركة في الفعاليات ذات التوجه البيئي التي تنظمها المدرسة، ودمجهم في نشاطات بيئية صفية أو خلال مهرجانات ومسابقات داخل المدرسة أو في مخيمات خارجها. ولزيادة وعيهم البيئي وتنشئتهم كأفراد فاعلين في المستقبل، فإن تنظيم جولات خضراء أو رحلات ميدانية بعيدا عن المدرسة وإجراءاتها الصارمة يعطي ثماره في تنمية المواهب للتلاميذ وإعداد قدراتهم على تفاعلهم الإيجابي مع قضايا البيئة. ويمكن تنظيم زيارات ميدانية لحدائق الحيوان أو الغابات أو الشواطئ أو الحقول الزراعية أو الحدائق أو الأنهار. وتعد حماية البيئة مطلبا ضروريا لاستمرار الحياة الإنسانية، باعتبار أن الإنسان هو السبب الرئيسي في ما يحدث للبيئة، وباتت مسألة حمايتها تقتضي تمتعه بسلوك حضاري في التعامل معها، وضرورة حمايتها وجعله من المدافعين عنها. ويرجع علماء الاجتماع ظهور مفهوم التربية البيئية في أواسط القرن الماضي، إلى الحاجة الماسة لمواجهة ثلاث مشكلات متداخلة هي: المشكلات البيئية والمشكلات الناشئة عن العلاقة بين البشر والبيئة والمشكلات التربوية الناشئة عن استخدام المؤسسات التربوية لممارسات تقليدية لتعليم الموضوعات المتعلقة بالبيئة، وهو ما أكدته دراسة عن فاعلية البرامج التعليمية لتنمية الوعي بالسلوكيات البيئية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائي . وأشارت الدراسة إلى أن التربية البيئية تهدف إلى توفير الفرص للطلاب ليتمكنوا من تكوين مفاهيمهم الخاصة بهم من خلال الاستقصاءات العملية والعقلية؛ مؤكدة أن التربية البيئية تشجع كذلك على تنمية بيئة تعلمية نشطة، يتم من خلالها تبادل الأفكار والخبرات التي تحفز على البحث المستمر.
مشاركة :