تحقيق إخباري: الحرب في اليمن تجبر ملايين الأطفال على العمل

  • 8/31/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

من المفترض أن يكون عادل ربيع البالغ من العمر (13) عاماً في المدرسة، لكنه بدلا من ذلك يعمل في سوق بمحافظة حجة شمال اليمن، محاولاً كسب لقمة العيش. وقال الطفل ربيع وهو يبتسم لوكالة أنباء ((شينخوا)) في سوق مديرية حيران "أبيع السجائر لإعالة أسرتي ... إذا لم أعمل فلن تتمكن عائلتي من العيش". ومثل عادل، يجلس المئات من الأطفال الآخرين في السوق تحت أشعة الشمس الحارقة من شروق الشمس حتى غروبها، يبيعون السجائر والخضروات وغيرها من السلع الرخيصة. وأضاف ربيع، أنه يحاول كسب ما يعادل دولارين يوميًا لشراء بعض الطعام لأمه وشقيقاته الصغيرات اللائي يعشن في خيمة في مخيم للعائلات التي نزحت بسبب الحرب من القرى الحدودية الشمالية. وتوفي والد عادل في بداية الحرب. واندلعت الحرب في اليمن في أواخر عام 2014، عندما سيطرت جماعة الحوثي على جزء كبير من شمال البلاد، وأجبرت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، على الخروج من العاصمة صنعاء. وتدخل التحالف العربي العسكري بقيادة السعودية في الصراع اليمني في العام التالي لدعم حكومة هادي. وتسببت الحرب منذ ذلك الحين في مقتل عشرات الآلاف من اليمنيين وتشريد 4 ملايين ودفع أكثر من 20 مليونًا إلى حافة المجاعة. وفي الخيمة في المساء، تستقبل الأم ابنها بحرارة وتحمله بين ذراعيها. وقالت الأم لوكالة أنباء ((شينخوا)) من أمام خيمتها التي تقع في نفس المديرية "ترك عادل المدرسة منذ ثلاث سنوات، وأصبح غير قادر على العودة بسبب القتال والأزمة الاقتصادية". وأضافت "إذا لم يعمل فلن أتمكن أنا وشقيقاته من العيش، يجب أن يعمل وأشعر بالحزن عليه ... رؤيته مبتسمًا وآثار التعب على وجهه تحطم قلبي". وتسببت الحرب المستمرة منذ خمس سنوات في انهيار اقتصاد البلاد والعملة المحلية مجبرة الكثير والكثير من الأطفال مثل عادل على الذهاب إلى الأعمال الشاقة لكي يساعدوا عائلاتهم على العيش. ووفقًا لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، فقد أجبرت الحرب في اليمن أكثر من مليوني طفل على ترك المدرسة، وعرضت 3.7 مليون آخرين لخطر التسرب بسبب عدم دفع رواتب المعلمين منذ أكثر من ثلاث سنوات. ودفعت الحرب بالفعل حوالي 80 في المائة من سكان اليمن الذين يعانون من سوء التغذية إلى الاعتماد على المساعدات الإنسانية، مما جعل البلد الذي مزقته الحرب يعاني مما تصفه الأمم المتحدة بأنه "أكبر أزمة إنسانية في العالم". وقالت السلطات الحكومية المحلية في مديرية حيران إن أكثر من 1200 عائلة نازحة في المنطقة بحاجة ماسة إلى مساعدات غذائية، حيث لا تستطيع الكثير من العائلات شراء وجبة واحدة في اليوم. ومعظم الرجال في مخيم النازحين هم عمال مزارع لم يعد بإمكانهم العثور على فرص عمل. وقال محمد عوام، مدير مكتب التربية والتعليم في مديرية حيران التي تسيطر عليها الحكومة، ل(شينخوا) "إن الحرب المستمرة والأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعار الغذاء والدواء وتزايد أعداد العائلات النازحة هي الأسباب وراء تزايد أعداد عمالة الأطفال في المديرية وفي جميع أنحاء البلاد". ويواجه الأطفال في العمل مخاطر الاستغلال والاعتداء الجنسي والتجنيد القسري للقتال، ومع استمرار الحرب في اليمن، يواجه هذا الجيل الأصغر مستقبلًا غامضاً.

مشاركة :