منذ امتناع عمال النظافة عن ممارسة عملهم ببداية هذا الشهر , وشوارع المدينة تغص من النفايات في شوارعها الكبيرة والصغيرة وميادينها ولم يظهر أي مسئول يطمئن المواطنين عن انتهاء هذه الأزمة إلا أن الصحف نشرت صورة معالي أمين المدينة المنورة ومدير عام إدارة التربية والتعليم ومعهما بعض الطلبة وهم يمسكون بمكانس النظافة في أحد المواقع . ولكن هذا الفعل قد يكون مقبولا أثناء أسابيع النظافة التي كانت مقررة سنوياً قبل سنوات ويشارك فيها كبار المسئولين مع الطلبة بكنس بعض الشوارع ويلوح بها الكبار لتشجيع الطلبة وترسيخ العمل الجماعي في نفوسهم وإن كان العمل وقتياً إلا أنه يداعب حس الطلبة للمشاركة في الشأن العام ويرسخ في نفوسهم أهمية خدمة الوطن , ولكن ما حصل حتى إعداد هذه الكلمة لم يسبق له مثيل منذ أكثر من أربعين عاماً بالمدينة المنورة على الرغم من قلة الإمكانات آنذاك ولم يتم التعاقد مع شركات كبيرة أو صغيرة للنظافة , ولم يحدث أن ينام الناس ليلهم ومدينتهم نظيفة فيستيقظون وأمام منازلهم أكوام من النفايات المتنوعة , واستمرت هذه الحالة أياماً . والسبب كما تناقلته وسائل التواصل أن عمال الشركة الموكل لها عمل النظافة امتنعوا عن القيام بعملهم لعدم استخراج إقامات لهم وقلة رواتبهم , وإذا كان الأمر كما ذكر فالخطأ تتحمله شركة النظافة التي لها صولة وجولة في مختلف الأنشطة ومعروفة منذ أمد إلا أنها سمحت لنفسها أن تنشر عمالتها في المدينة بدون مسوغ نظامي ومدت يد الشح لعمالتها خلاف نصوص العقد المبرمة بينها وبين أمانة منطقة المدينة , ولا عذر للطرف الأول بالعقد للسماح لعمالة تقدر بآلاف بدون أن تحمل صبغة نظامية , ولم تلزم الشركة المعنية بتنفيذ مسوغات العقد حسب الإجراءات النظامية . ومع تداخل المسئوليات في هذه الأزمة وما يدور حولها من تساؤلات فلا بد من حل عاجل في اليوم الأول من امتناع العمالة بتدخل الجهة المتعاقدة بإلزام الطرف الثاني بحل الأزمة خلال ساعات بما يمكّن العمالة القيام بعملها لأن الوضع لا يحتمل التسويف , فقد يتسبب تراكم النفايات إلى انبثاق أمراض وخيمة العواقب , وإذا تلكأت الشركة فعلى الطرف الأول التنسيق مع الجوازات ومكتب العمل لتحقيق طلب العمالة بإخراج إقامات لهم خلال ساعات وإن لم تدفع الشركة الرسوم المترتبة على ذلك تدفع الأمانة هذه الرسوم وتحسم من مستخلصات الشركة مستقبلاً. والحل الذي يجب أن يواكب هذه الإجراءات إلزام أصحاب المحلات التجارية أياً كانت بجمع النفايات التي تقذفها محلاتهم وتكييسها وتوضع بحاويات النفايات , أما الاستعانة بالطلبة فهو مقبول بتنظيف مدارسهم وما حولها اما عبارات التسكيت سرعان ما تتطاير فيها الرياح. وبهذه المناسبة اقترح على الجهات الخدمية أن تضمن عقودها حلاً بديلا في حالة عدم استطاعة المقاول أياً كان بالالتزام بما أوكل إليه وذلك عبر الاستعانة بشركة أخرى لتقوم بالواجب ولو مؤقتاً وتتحمل الشركة المتعاقدة معها ما يلزمها من مصروفات ويتم ذلك في الأمور الطارئة مثل ما مرت به المدينة هذه الأيام لأن بعض الأعمال لا تحتمل التأخير مهما كانت الأسباب ..والله المستعان .. f-d-aljohani@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (41) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain