النجف (العراق) - حكم حسام، المقيم في مدينة النجف العراقية، إغلاق كيس القمامة في منزله ويرشه بالمطهرات قبل وضعه أمام الباب محاولا حماية عمال النظافة وجامعي القمامة من الإصابة بعدوى فايروس كورونا. قال حسام، الذي تماثل للشفاء بعد إصابته بالفايروس، "الكثير من المواطنين المصابين بكورونا لا يتعاملون بجدية مع نفاياتهم، ولا يخبرون عامل النظافة بذلك، حتى يتسنى له التعامل بالشكل السليم مع أكياس القمامة ويتجنب خطر العدوى ونقل الفايروس إلى زملائه وعائلته ومعارفه"، وهو ما قد يوسع دائرة المصابين. وفي الوقت الذي يوجه فيه الكثير من الناس حول العالم تحية شكر وتقدير للطواقم الطبية، يتم إهمال دور عمال النظافة الذين يعملون ليل نهار ودون توقف لجمع القمامة التي تساهم بتكدسها في الكثير من الأضرار الصحية، ولاسيما في ظل نقص العاملين وإصابة عدد كبير منهم بعدوى كورونا. ويخشى قاسم حياوي، وهو عامل نظافة ببلدية النجف، من أن تكون زيادة الإصابات بالوباء بين العمال مرتبطة بتعاملهم مع القمامة التي يلقيها المرضى المصابون دون اتخاذ الاحتياطات الواجبة والإجراءات الاحترازية. في الوقت الذي يوجه فيه الكثير من الناس حول العالم تحية شكر للطواقم الطبية، يتم إهمال دور عمال النظافة وأشار حياوي إلى أنهم يقومون بنقل القمامة من الأحياء والمنازل، دون أن يكون لديهم أي معلومات حول ما إذا كان الحي الذي يقصدونه به حالات مصابة بالفايروس، وبالتالي يؤدي العمال وظيفتهم كالمعتاد دون اتخاذ تدابير وقائية وهو ما رفع نسبة المرضى في صفوف عمال النظافة. وأضاف “نظرا إلى انخفاض عدد عمال النظافة، فإننا نتوزع بثلاث أو أربع دوريات لإنجاز عملنا بالكامل. لقد أثر الانخفاض في عدد العمال علينا كثيرا. والآن، صرنا أيضا نعاني من ارتفاع نسبة المصابين بيننا”. واشتكى حياوي من خطر ظروف العمل بالنسبة إلى عمال النظافة وجامعي القمامة في ظل عدم التزام البعض بالاحتياطات اللازمة. وقال “نعمل في الشارع ونحن على تواصل مستمر مع المواطن، إلى جانب أن أكياس النفايات تحتوي على كل الفضلات بما في ذلك كل ما يخص مرضى كورونا، وللأسف المريض لا يلتزم برمي ما يستعمله وفق شروط تضمن حماية عمال النظافة، بل قد يقوم بالتخلص من نفاياته كيفما اتفق”. وعلى الرغم من تزايد الشكوك في أن ارتفاع عدد المصابين بين عمال النظافة سببه ظروف العمل التي تخلو من الحماية اللازمة مع قلة وعي المرضى بكورونا حيال حسن التعامل مع فضلاتهم، فإن الجهات الحكومية لم تقدم أي تعويضات للبلدية أو التحرك بالشكل اللازم لحصر الوضع قبل أن يتفاقم. PreviousNext وأكد بشار نزار، مدير المكتب الإعلامي لبلدية النجف، أن حوالي 50 من جامعي القمامة أصيبوا حتى الآن بفايروس كورونا، مضيفا أن البلدية لم تحصل على أي مقابل أو تعويضات عن انخفاض عدد العاملين حتى الآن. وأوضح نزار أن انخفاض العدد تطلّب من عمال النظافة القيام بدورات عمل إضافية يوميا، ومع ذلك لا تزال تلال القمامة تتراكم أحيانا في الشوارع. وشدد على أن “عمال النظافة في بلدية النجف لا يقلون أهمية عن أولئك الذين في خط (الدفاع) الأول. أود أن أقول إن بلدية النجف لا تتلقى أي دعم في هذا الخصوص منذ تفشي الوباء وحتى الآن. لذا انخفض عدد عمال النظافة بسبب انتشار الإصابات بينهم، الأمر الذي شكل عبئا إضافيا علينا. في بعض الأحيان تتراكم القمامة بسبب انخفاض أعداد العمال لدينا”. وترتفع المخاوف من إمكانية انتقال عدوى الإصابة بكورونا أيضا بين العراقيين القاطنين بالقرب من مكبات النفايات، بالإضافة إلى انتشارها بين من ينبشون في القمامة ليقتاتوا منها. ويسجل العراق حوالي 3000 إصابة جديدة يوميا، بحسب إحصاءات وزارة الصحة، فيما وصل الإجمالي إلى نحو 140 ألف مصاب توفي منهم أكثر من 5000 شخص.
مشاركة :