نحن اليوم بحاجة الى ثقافة سياحية جديدة ونحتاج الى سائح يحب التعرف على ثقافات وعادات الدول الاخرى ويحمل معه ثقافته واخلاقه الى البلد الذي يقصده ،لقد سئمنا من هؤلاء السياح وطيشهم فهم لا يدركون ان تصرفاتهم تعكس بلداً كاملا من خلال شخص واحد . هناك متاحف وآثار ومعالم وأطباق وكنوز مثيرة للاهتمام يقصدها الناس من كل أرجاء العالم الا السياح العرب ، فالسائح العربي يسافر ليشرب القهوة وكأن القهوة ليست موجودة عندنا . يعجبني السائح المثقف الذي يتحلى بأخلاقه ويزور معالم البلد الذي يسافر اليه ويطلع على عاداته وتراثه ويتعرف على نظام المواصلات والاطباق المشهورة والموسيقى والفنون التي يشتهر بها ذلك البلد ، واستنكر سفر البعض لمجرد التباهي والتفرج على الناس طوال اليوم وهو يحتسي فناجين القهوة ، ثم يقصد المجمعات ليشتري الملابس من أغلى الماركات وليكمل مشوار التباهي وهو ذاهب الى احدى المطاعم العربية ليأكل نفس الاكل الذي يأكله ثم يقصد الفندق ليستعد لنفس الجدول في اليوم الذي يليه. والاسوأ منهم هؤلاء السياح الذين يسافرون من أجل اللهو والطيش والتصرف اللامبالي مما يعكس صورة قبيحة عن بلده ، فما أكثر شركات السياحة ومواقع الانترنت التي تقدم برامج سياحية مميزة تعرف السائح بكل ما يجب أن يعرفه عن البلدان ، فالوسائل موجودة وسهلة وربما تكون أرخص من سعر الملابس التي يتبارى الناس على شرائها فهذه الشركات تنظم شتى البرامج سواء من مناطق تستحق الزيارة و برامج مغامرات أما أماكن استرخاء هادئة او حتى مطاعم مشهورة لكن علينا نحن أن ننمي هذه الثقافة لدينا، ففي السفر دروس عند الشعوب الاخرى وتجارب جميلة نتعلمها ، فالمتاحف مثلا تكنز في داخلها دروساً تاريخية ثمينة جداً تثير الاهتمام وأيضاً الآثار التي تنمي روح المعرفة والاستكشاف . ] صالح بن علي
مشاركة :